;

المشروبات السكرية أثناء الحمل

  • تاريخ النشر: السبت، 06 يونيو 2020 آخر تحديث: الإثنين، 17 أكتوبر 2022
المشروبات السكرية أثناء الحمل

المشروبات المحلاة بالسكر والمحلاة اصطناعياً هل هي مفيدة كما ادعى الطبيب الكيميائي الأمريكي جون بِيمبيرت؟ التركيبة التي صنعها الكيميائي بِيمبيرت والتي تتكون من الماء المضاف إليه ثاني أكسيد الكربون والمُحلّى بالسكر، بالإضافة إلى مادة الكوك المُستخرجة من ورق الكوكايين ونَكهة الكولا. والكولا هي نبات من أصول أفريقية يحتوي على مادة الكافيين. وانتشرت بشدة ثم تم عملها بنفس الطريقة ولكن بِنكهات أخرى مستحدثة مثل الليمون والبرتقال والعنب. ويتساءل الكثيرون حول كونها مضرة فعلاً كما ذكرت الدراسات أم أن لها بعض الفوائد. وخاصة النساء الحوامل؛ حيث أنه من أكثر المحاذير الواردة لهن في فترة الحمل أن يَحذرن ويبتعدن عن بعض المشروبات وأولها المشروبات الغازية. خاصة لكونه مشروب منتشر بشدة ومُحبب للجميع. فما تأثير المشروبات السكرية أثناء الحمل؟ وما أضراره على الحامل؟ وما تأثيره وأضراره على الأجسام بشكل عام؟

الحمل

تعد فترة الحمل من أكثر الفترات حساسية وصعوبة بالنسبة للمرأة، حيث تستهلك طاقتها وتُنهكها نفسياً وصحياً، فكما أنها تكون في تلك الفترة بحاجة  إلى رعاية نفسية ودعم فهي أيضاً تحتاج إلى رعاية صحية وتغذية جيدة تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية والفيتامينات من أجل بناء الجنين بناءً سليماً ومن أجل مدّ الأم بالطاقة التي تلزمها حتى تكون بأتم صحة وقوة بالرغم من وجود طفل يشاركها غذاؤها.

المشروبات السكرية أثناء الحمل

المشروبات السكرية والحامل

عندما صنع بِيمبيرت مشروبه الغازي الكولا وسط حشود الجيش الأمريكي قام بإشهارها من مُنطلقه بأنها ليس لها أضرار وأنها تعد مشروباً صحياً، وخاصة بالنسبة للأمراض التي انتشرت في عصره كالصُداع وعسر الهضم وغازات المعدة، وأنها ستشفيها. ولكن هل هذا صحيح؟ هل هي فعلاً تشفي بعض المشاكل الصحية؟ لقد أثبتت الدراسات أن الكولا وكل أنواع المشروبات التي تندرج تحت مسمى الغَازيّات تعد مضرة بصحة  الإنسان، وعلى العكس مما ادّعاه بِيمبيرت فإنها بدلاً من أن تعالج عسر الهضم فهي تسببه. ولكون الغَازيّات بشكل عام تحتوي على نسب عالية من السكر وبحسب ما ورد في إحدى الدراسات عن تأثير السكريات على الأطفال؛ فقد حذرت من خطورة تأثير السكريات على عقول الأطفال مؤكدة أن الأطفال الذين يحتوي نظامهم الغذائي على السكر بنسب عالية، أو كانت أمهاتهم تتناولن السكريات أو المشروبات الغازية أثناء فترة الحمل سجلوا مستوىً سيئاً في اختبارات الذكاء. وأشارت الدراسة إلى أن الآثار الضارة للنظام الغذائي الذي يحتوي على السكر بكميات كبيرة يبدأ قبل ولادة الطفل. وقد حذر المسؤولون الصحيون منذ عقود من ارتباط السكر بالمشاكل الصحية. كما أن السكريات تزيد احتمالية إصابة الأطفال بالسمنة.

أضرار المشروبات الغازية على الحامل

تحتوي المشروبات الغازية على كميات كبيرة من السكريات الخالية من القيمة الغذائية فهي لا تمد الجسم بأي بروتينات أو دهون أو فيتامينات أو معادن باستثناء كمية قليلة من الأملاح. كما أن مكوناتها تتفاعل سلباً مع الغذاء الذي يتناوله الإنسان وهي تؤثر سلباً على العظام وعلى نسبة توزع الكلس في الجسم. وتعمل المشروبات الغذائية أيضاً على زيادة نسبة الصداع لأنها تعمل على تجفيف السوائل في الدم وتزيد تجاعيد الوجه. كما تتسبب بهشاشة العظام في جميع الأجسام وخاصة لدى الأم الحامل لأن الجنين في كل الحالات سيسحب ما يلزمه من الكالسيوم من الأم، وإذا استلزم الأمر ولم يتوفر الكلس في غذاء الأم سيأخذ من العظام فضلاً عمّا يتسببه المشروب الغازي من امتصاص للكالسيوم الموجود في الجسم نظراً لاحتوائه على حمض الفوسفوريك. وهكذا سيكون وضع العظام مزرياً خاصة بعد سن الخمسين. كما أنها تزيد فرص التعرض للولادة المبكرة لدى الحوامل. وفي النهاية فإن المشروبات الغازية تحتوي على الكافيين الذي أُثبِت أنه يزيد احتمالية الإجهاض ويؤثر سلباً على صحة الأسنان والجنين.

وكما رأينا فإن تلك المشروبات ضررها أكبر من نفعها، ومتعة شربها لا تستغرق سوى بضع دقائق لكن أثرها السلبي على الجسم والصحة يبقى مدى الحياة، وخاصة للحوامل فإن المخاطرة بحياة الجنين لا يقابله شيئاً يُذكر.

تم نشر هذا المقال مسبقاً على ليالينا. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا