;

الفرق بين الساركوما والكارسينوما

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 22 مارس 2022 آخر تحديث: الأحد، 04 فبراير 2024
الفرق بين الساركوما والكارسينوما

يُعد كل من الساركوما والكارسينوما من أنواع مرض السرطان الرئيسية، ولكل منهما أجزاء معينة في الجسم يشتهر بالانتشار فيها، حتى أن أحدهما أكثر شيوعاً من الآخر، تعرف على المزيد من الفروق بينهما من خلال قراءتك للمقال التالي.

الساركوما والكارسينوما

يُصنف كل من الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma) والساركينوما (بالإنجليزية: Carcinoma) على أنهما من الأنواع الرئيسية لمرض السرطان، ولو لاحظنا فإن الجزء الأخير من الكلمتين بالإنجليزية ينتهي بالمقطع "Oma" وهو ما يعني ورماً أو سرطاناً، وبالرغم من أنهما نوعان لنفس المرض، إلا أن الفروق بينهما كبيرة، فعلى سبيل المثال فإن الساركوما يندر الإصابة به، ولا يعرفه الكثيرون، بينما الساركينوما هو أكثر شيوعاً، وهو المرض الذي اعتاد الناس أن يُطلقوا عليه ورماً سرطانياً.[1]

الفرق الرئيسي بين الساركوما والكارسينوما

يتباين كل من سرطان الساركوما وسرطان الكارسينوما في مواضع التكوين والانتشار في الجسم، وهو من أهم الفروق بين الورمين، فنجد الساركوما تتكون وتنتشر في خلايا الأنسجة الضامة (الرخوة)، وتشمل الأنسجة الضامة الدهون، والأوعية الدموية، والأعصاب، والعظام ، والعضلات، وطبقات الجلد العميقة، والغضاريف، بينما تتكون الساركينوما في الخلايا الطلائية للجلد، والأنسجة المبطنة للأعضاء الداخلية، مثل الكلى، والكبد، والرئة، والثدي.[1]  

أنواع سرطان الساركوما وسرطان الكارسينوما

الساركوما

يتكون وينمو ورم الساركوما في خلايا الأنسجة الرخوة، والتي تُعرف باسم الخلايا المتوسطية، ووظيفة هذا النوع من الخلايا هو تكوين ودعم العديد من أجهزة الجسم الحيوية، مثل العظام، والعضلات، والدهون، والأوعية الدموية، وبالرغم من كونها سرطان يندر الإصابة به، إلا أنه يُوجد 75 نوعاً من الساركوما التي من الممكن أن تُصيب جسم الإنسان، لكنها تتواجد بصورة أكثر انتشاراً في منطقة البطن، والساقين، والذراعين، وأشهر أنواع الساركوما هي:[2]  

  • لمفومة متعددة الأشكال أو لمفومة لا متاميزة (بالإنجليزية: Undifferentiated pleomorphic sarcoma): ويشمل هذا النوع من الساركوما الأنسجة الرخوة، والخلايا العظمية في نفس الوقت.
  • ساركوما عضلية ملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma): وتشمل خلايا العضلات الملساء المبطنة للأوعية الدموية، والجهاز الهضمي، والرحم.
  • ساركومة عظمية (بالإنجليزية: Osteosarcoma): وهي الورم السرطاني الذي يتكون وينتشر في الخلايا العظمية.
  • ساركوما شحمية (بالإنجليزية: Liposarcoma): الورم السرطاني في الخلايا الدهنية.

الكارسينوما

كما ذكرنا سابقاً فإن هذا النوع من الأورام السرطانية ينشأ في الخلايا الطلائية للجلد، والأنسجة المبطنة للأجهزة الحيوية بالجسم، مثل الكلى، والرئة، والكبد وغيرها، وتنقسم الكارسينوما إلى 4 أنواع رئيسية، وهي الأكثر شيوعاً:[2]

  • ورم سرطاني غدي (بالإنجليزية: Adenocarcinoma): ويصيب الأجهزة التي تُفرز السوائل والمخاط بالجسم، مثل سرطانات البروستاتا، وسرطانات الثدي.
  • سرطان الخلايا القاعدية (بالإنجليزية: Basal cell carcinoma): يهاجم هذا النوع من السرطان الخلايا المسؤولة عن تأسيس الطبقة الخارجية من الجلد، وهو أكثر سرطانات الجلد انتشاراً.
  • سرطان الخلايا الحرشفية (بالإنجليزية: Squamous cell carcinoma): يُصيب هذا النوع من الورم الخلايا الموجودة في الطبقة التي تعلو الخلايا القاعدية في الجلد، ويُعد هذا النوع ثاني أكثر أنواع سرطان الجلد انتشاراً.
  • سرطان الخلايا الانتقالية: (بالإنجليزية: Transitional cell carcinoma): ويظهر الورم السرطاني في هذا النوع مصيباً الخلايا الانتقالية في الجهاز البولي، متضمنةً الكلى، والمثانة، والحالبين.

الاختلاف بين أعراض الساركوما والكارسينوما

يكشف الورم السرطاني عن نفسه بظهور عدد من الأعراض، التي تتباين فيما بينها تبعاً للعضو المُصاب، فعلى سبيل المثال إذا كان الورم السرطاني في الرئة، فتجد أن المريض يُعاني من السعال وضيق النفس، وهو في نفس الوقت لا يستجيب للأدوية المضادة للسعال أو الموسعة للشُّعَب.

وتعتمد الأعراض في حالة ورم الساركوما على نفس الفكرة، حيث تختلف الأعراض باختلاف العضو المصاب أيضاً، فإذا كانت الساركوما عظمية، فيشكو المريض من الألم والتورم في العظام التي تكون قريبة من الورم، وقد يحدث أن يتأخر تشخيص الساركوما العظمية حتى يتعرض المريض لكسر باثولوجي (بالإنجليزية: Pathological fracture)،.ومن هنا يتضح لنا أن كلا الورمين الساركوما والكارسينوما لا يختلفان حقيقةً في طريقة ظهور الأعراض على المريض، فكل منهما تعتمد أعراضه على مكان الإصابة.[3]

فرق الأسباب وعوامل الخطر بين الساركوما والكارسينوما

ورم الساركوما

تُعد عوامل الخطر في حالة الإصابة بسرطان الساركوما غير متعارف عليها، أو غير معهودة، بمعنى الإصابة بالساركوما فمثلاً لا يُشترط أن يكون المريض مصاباً بالسمنة، أو يمارس التدخين، أو أن يكون شخصاً كسولاً لا يمارس التمارين الرياضية، ولكن هناك عوامل أخرى قد تزيد من فرصة الإصابة بسرطان الساركوما، وهي كالتالي:[3]

  • التعرض للإشعاع، مثل العلاج الإشعاعي.
  • تناول العلاج الكيميائي للتداوي من أحد أنواع السرطان، قد يكون سبباً في الإصابة بسرطان ثانوي (بالإنجليزية: Secondary cancer).
  • التعرض لعوامل بيئية ضارة مثل كلوريد الفينيل (بالإنجليزية: Vinyl chloride)، أو بعض المبيدات العشبية، أو الزرنيخ (بالإنجليزية: Arsenic).
  • عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، الذي يزيد من فرصة الإصابة بساركوما كابوزي (بالإنجليزية: Kaposi"s sarcoma).
  • أن يُعاني المريض من متلازمات وراثية غير شائعة، مثل متلازمة الأورام الليفية العصبية (بالإنجليزية: Neurofibromatosis)، أو متلازمة نونان (بالإنجليزية: Noonan syndrome).
  • هناك أنواع من الساركوما يكون فيها عامل الخطورة مرتبطاً بالزمن، أو الفترة العمرية للمصاب، مثل الساركوما العظمية، حيث تزيد فرصة الإصابة بها  أثناء فترة نمو العظام، أي ما بين 10 إلى 20 عاما، وهي تُمثل عمر المُصاب.
  • لوحظ أيضاً أن  الساركوما الوعائية يصاحبها إصابة المريضة بوذمة لمفية (بالإنجليزية: Lymphedema)، أو التعرض للإشعاع العلاجي أثناء علاج سرطان الثدي، أو بسبب استخدام بعض أنواع زراعات الثدي التي تُباع في الأسواق دون إشراف طبي.

ورم الكارسينوما

معظم عوامل الخطر وأسباب الإصابة بالأورام السرطانية تعود لأمور معهودة ومتعارف عليها، مثل العادات الغذائية الخاطئة، عدم ممارسة الرياضة، والسمنة، والتدخين، والتقدم في العمر، والتعرض للعدوى بالفيروسات، بالإضافة إلى التعرض للإشعاع والعوامل البيئية الضارة. [3]

الفرق بين علاج الساركوما والكارسينوما

سرطان الساركوما

يتوقف اختيار العلاج المناسب على حجم الورم، ونوعه، ومكان الإصابة به، وتوجد من العلاجات المُتاحة الاختيارات الآتية: [4]

  • الجراحة: وهي أشهر وسائل علاج الساركوما، حيث يقوم الجراح بإزالة الورم الذي يصاحبه في العادة بتراً للعضو المصاب، كما أن الجراح عادةً ما يزيل بعض الأجزاء السليمة حول الورم المُستأصل، وفي حالة ما كانت الساركوما في الذراعين أو الساقين فتكون بداية رحلة العلاج هي العلاج الإشعاعي أو الكيميائي، حرصاً على تجنب بتر العضو الذي يظهر به الورم.
  • العلاج الإشعاعي: هناك اختيارات ثلاثة لاستخدام هذا النوع من العلاج، فقد يُستخدم قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، وتسهيل عملية الاستئصال، وقد يلجأ إليه الجراح أثناء عملية الاستئصال ذاتها، موجهاً الأشعة ذات الطاقة العالية مباشرةً نحو الورم، دون أن تصل تلك الأشعة إلى الأماكن السليمة المحيطة بالساركوما، والاختيار الأخير في استخدام الإشعاع هو الاستعانة به بعد جراحة إزالة الورم، بهدف القضاء على أيّ خلايا سرطانية متبقية في المنطقة المصابة.
  • العلاج الكيميائي: يُصنع هذا العلاج من مواد كيميائية لديها القدرة على قتل الخلايا السرطانية، ويتوفر العلاج الكيميائي في شكل أقراص أو محلول وريدي، وهو يُعد علاجاً فعالاً للقضاء على سرطان الساركوما، كما في حالة الساركوما العضلية المخططة.
  • العلاج الدوائي الموجه: يُفضل هذا النوع من العلاج على العلاج الكيميائي، لأنه يُتيح الفرصة لمهاجمة الخلايا السرطانية فقط، دون المساس بالخلايا المحيطة (السليمة)، وبالتالي فالعلاج الدوائي الموجه يتميز بأنه أقل سمية من العلاج الكيميائي، وهو يُجدي نفعاً في حالات علاج الساركوما، مثل أورام اللحمة المعوية المعدية (بالإنجليزية: GITs).

سرطان الكارسينوما

يُوجد العديد من أنواع علاج الأورام السرطانية، والتي يتوقف اختيار أحدها أو الجمع بين بعضها على نوع الورم، ومقدار تطور الحالة، ويشترك علاج الكارسينوما مع علاج الساركوما في بعض طرق العلاج المتبعة، مثل الجراحة، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، بالإضافة إلى العلاج الدوائي الموجه، ولكن تزيد بعض الوسائل في حالة علاج الكارسينوما، نذكر منها: [5]

  • العلاج الهرموني: والهدف من استخدام هذا النوع من العلاج هو التقليل من سرعة نمو الورم السرطاني، أو النجاح في وقفه عن طريق تناول هرمونات معينة بجرعات مدروسة، كما في حالة سرطان الثدي، أو سرطان البروستاتا.
  • العلاج الحراري: ويعمد جراح الأورام إلى توصيل درجة حرارة الورم إلى 45 درجة مئوية، بغرض قتل الخلايا السرطانية بدون إلحاق ضررٍ يُذكر بالخلايا السليمة.
  • العلاج المناعي: ترتكز فكرة العلاج بهذه العقاقير على رفع مناعة الجسم، ليستطيع مجابهة السرطان والتغلب عليه.
  • العلاج بزراعة الخلايا الجذعية.
  • العلاج باستخدام العقاقير المنشطة بالضوء، والتي تقتل الخلايا السرطانية وأيّ نوع آخر من الخلايا غير الطبيعية.

الوقاية من الساركوما والكارسينوما

الساركوما

يعتبر الابتعاد - بقدر الإمكان- عن عوامل الخطر المذكورة سابقاً، هي الوسيلة الوحيدة للوقاية حتى وقتنا الحالي، ولكن البعض قد يتعرض لسرطان الساركوما دون تعرضه المسبق لعوامل الخطر، لذلك نستطيع القول أن بعض أنواع الساركوما لا يُوجد لها طرق وقاية معروفة، ولكن قد يٌقلل تجنب التعرض للإشعاع من فرصة الإصابة ولو بنسبةٍ قليلة.[6]

الكارسينوما

يوضح العلماء في جامعة هارفارد الأمريكية أن 75% من أنواع السرطان من الممكن منع حدوثها، تابع الإرشادات التالية لتق نفسك خطر الإصابة بالأورام السرطانية:[7]

  • تجنب التدخين.
  • تناول وجبات غذائية متوازنة، وخالية من الدهون المشبعة.
  • ممارسة الرياضة بشكلٍ دوري، هذا الأمر وإن لم يفقدك الوزن الزائد إلا أنه يحميك من العديد من أنواع السرطان.
  • الابتعاد عن شرب المشروبات الكحولية.
  • المحافظة على الجسم في وضع اللياقة اللازمة.
  • تجنب الجرعات الإشعاعية التشخيصية، ما لم يكن لها داعي، كما أن الإفراط في التعرض للأشعة فوق البنفسجية قد يزيد من فرصة الإصابة بسرطان الجلد.
  • تجنب العدوى التي تجعل من الجسم بيئة مهيئة للإصابة بالسرطان، وتزيد من فرصة انتشاره، ومن أمثلة تلك  العدوى مرض الإيدز، والتهاب الكبد الوبائي.
  • الحصول على قسطٍ كاف من النوم.
  • تُثبت بعض الدراسات أن تناول فيتامين D، في شكل مكمل غذائي يومي يُساعد في الوقاية من بعض أنواع السرطان، مثل سرطان القولون، وسرطان البروستاتا.

ختاماً نود أن ننوه أن الفرق بين الساركوما والكارسينوما قد يُعد فرقاً كبيراً، ولكنّ التأثير المدمر لكلاهما على حياة المصاب خطيرٌ بالفعل، لذلك كان الالتزام بطرق الوقاية، والتشخيص المبكر للسرطان، هما من أهم الوسائل لتجنب مضاعفات المرض، والتي تصل إلى حد الوفاة، كما أن العناية النفسية بالمريض لا تقل أهمية عن الرعاية الطبية، فمن المعروف أن جهاز المناعة القوي ما هو إلا سلاحٌ فتاك ضد مرض السرطان.