;

العيون الملونة المختلفة

  • تاريخ النشر: الإثنين، 12 يوليو 2021 آخر تحديث: الأربعاء، 12 يوليو 2023
العيون الملونة المختلفة

هل شاهدت يوماً أحد يملك عيون ملونة مختلفة؟ غالباً ما رأيت ذلك عبر صفحات الإنترنت أو التلفار، فالعيون الملونة المختلفة حالة نادرة الحدوث ومثيرة للاهتمام، تجعل من يراها في الواقع يرغب بنشرها ليشاهد الناس هذه الحالة الغريبة.

يوم العيون الملونة المختلفة:

تم اختيار يوم الثاني عشر من شهر تموز/ يوليو من كل عام ليكون يوم العيون الملونة المختلفة، للاحتفال بهذه الحالة النادرة عالمياً، والتي تُعرف بحالة تباين لون القزحيتين (Heterochromia iridum)، حيث تُشكل نسبة الأشخاص الذين يتمتعون بهذه السمة المميزة 1% من سكان العالم فقط، وهي ليست حالة جديدة على الإنسان فهي موجودة منذ بداية الحياة، وبالرغم من أنها أصبحت حالة مثيرة للأعجاب والاهتمام إلا أنها كانت تندرج سابقاً تحت أفكار وأساطير غريبة وترتبط بقصص خيالية قد تكون سلبية أو مخيفة في بعض الحالات.

يشمل الاحتفال بيوم العيون الملونة المختلفة عدة فعاليات بسيطة، تتضمن قيامك بمعرفة ما هي هذه الحالة ومن هم الأشخاص الذين يملكونها من معارفكِ أو أقاربكِ، مع الحرص على عدم إبداء أي تعاطف أو جانب من التعامل الخاص لهم في هذا اليوم، على العكس يمكنك إبراز جمال هذه الميزة والإشارة لبعض المشاهير الذين يتمتعون بها من خلال السوشال ميديا، مثل ديفيد باوي، وكريستوفر والكن، وجين سيمور، وميلا كونيس. [1]

تغاير تلون القزحيتين:

هي حالة يكون فيها لون القزحية للعين الأولى مختلفاً عن لون القزحية للعين الثانية عند نفس الشخص، حيث يكون هناك اختلاف في تركيز أو توزيع اللون في القزحية يؤدي إلى تغيّر لون العينين، والقزحية هي جزء من العين يُمثل محيط الحدقة، وهي الجزء الملوّن منها، والذي يكون عادةً بألون محددة أو ضمن تدريجات هذه الألوان، والتي تشمل: اللون الأسود، البني، العسلي، الأخضر، الأزرق، الرمادي، إذ تنشأ هذه الألوان من تركيز صبغة الميلانين فيها (الميلانين هي المادة التي تفرزها الخلايا الصبغية لأجزاء الجسم  الأخرى كافة كالبشرة و الشعر)، فمثلاً يمثل اللون البني تركيز أعلى من صبغة الميلانين في قزحية العين، بينما يقل تركيزها مع كل لون أفتح من ألوان العيون، حتى نصل إلى اللون الأزرق الذي يفتقر لصبغة الميلانين (اللون الأزرق هو لون القزحية دون وجود صبغة الميلانين وينتج عن انعكاس الضوء عليها)، لذا فإن اختلاف لون العيون هو دلالة على اختلاف في تركيز صبغة الميلانين بينهما.

وبالرغم من أن لون العيون موروث عند الكائنات الحية كافة، إلا أن النتيجة الوراثية معقدة قليلاً، فهي تأتي من تفاعل أكثر من جين واحد معاً، لتوفر الجينات مع بعضها كمزيج ينتج عنه لون العيون. [2]

أنواع تغاير تلون القزحيتين:

هناك 3 أنواع من تغاير لون القزحيتين، وهذه الأنواع تظهر باختلافات بارزة يمكن تحديدها من رؤية العيون، ولفهم الأمر أكثر تابع القراءة هنا لمعرفة ميزات كل نوع:

  • تغاير اللون المركزي: وهي حالة تظهر فيها القزحية ذاتها في العين الواحدة بلونين مختلفين، بحيث يكون الاختلاف في الحلقة الخارجية منها عن لون الحلقة الداخلية للقزحية، وغالباً ما يحدث هذا النوع من التغاير في العيون التي تحتوي على مستويات منخفضة من الميلانين، حيث يكون لون الحلقة الخارجية هو اللون الحقيقي للقزحية.
  • تغاير كامل: يتمتع أصحاب هذا النوع من تباين لون العيون من وجود عينين مختلفتين في اللون بشكل كامل، فمثلاً يكون لون القزحية للعين الأولى أخضر والثانية أزرق.
  • تغاير اللون القطاعي: يُعرف أيضاً بتغاير اللون الجزئي، وهنا نتحدث عن حالة يكون فيها اختلاف لون جزء من القزحية عن باقي الحلقة، بحيث يظهر وكأن هناك بقعة غير منتظمة على محيط القزحية. [3]

​​​

شاهدي أيضاً: اختبار عمى الألوان

أسباب تغاير تلون القزحيتين:

تنتج معظم حالات تغاير تلون القزحيتين من أسباب وراثية، أي منذ الولادة، كما أنها غالباً ما تكون حميدة وغير مرتبطة بأي خلل أساسي، وفي بعض الحالات يحدث التباين بشكل متقطع عند من لا يملك تاريخ عائلي لها.

ولكن هناك حالات تباين لون العيون المرتبطة ببعض الأمراض والمتلازمات، والتي تشمل الإصابة بـِ:

  • متلازمة بلوخ سولزبيرجر.
  • مرض بورنفيل.
  • مرض هيرشسبرونج.
  • متلازمة هورنر.
  • متلازمة باري رومبرج.
  • متلازمة Sturge-Weber.
  • مرض فون ريكلينغهاوزن.

وفي حالات أخرى تطور الحالة من تباين لون العيون مع الإصابة بمرض معين، وهي حالات نادرة الحدوث وأقل شيوعاً من تلك الناتجة عن الأسباب الوراثية، إذ تشمل الأمراض التي قد يصاحبها تباين لون القزحية:

إلى جانب ذلك فهناك سبب إضافي يؤدي إلى الحالة المكتسبة من تباين لون العيون، وهو ناتج عن تناول دواء Latanoprost  لمدة 5 سنوات، وهو دواء لعلاج داء الزرق، يمكن أن يسبب في تغيّر لون العيون. [3]

تشخيص تغاير تلون القزحيتين:

يُعد تشخيص تغاير تلون القزحيتين سهل وبسيط، وذلك من خلال ملاحظة اختلاف لون العيون أو وجود أي اختلافات في قزحية العين أو محيطها، سواء كان في واحدة من العيون أو في كلتاهما، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الاختلافات قد تظهر في ظل ظروف إضاءة معينة أو في الصور الفوتوغرافية.

ولكن يعتبر الفحص الطبي ضروري لاستبعاد وجود أي مشاكل أخرى، فغالباً ما يكون فحص العين ضرورياً وقد يحتاج البعض لإجراء فحوصات أخرى مثل فحص الدم أو الكروموسومات، خاصة لمن اكتسبوا هذا التباين مع الوقت ولم يكن مرتبط بأسباب وراثية، وعليهم البدء من التوجه لدى طبيب العيون.

ولكن بغض النظر عن تلك الاختلافات فإنه لا يوجد لحالة تباين لون العيون أي علامات أو أعراض أخرى مصاحبة لها، ولكن في حال ظهرت بعد حدوث صدمة ما أو إصابة أو وجود مرض أو حالة طبية، فقد يصاحبها علامات أو أعراض أخرى. [3]

علاج تغاير تلون القزحتين:

طبياً لا تعتبر حالة تغاير تلون القزحيتين من الحالات التي تستدعي إلى علاج في حال عدم وجود مشاكل أخرى مصاحبة لها، فمعظم الحالات حميدة ولا تؤثر على الرؤية أو أنها تسبب أي مضاعفات للشخص، وهنا نشير إلى وجود علاج تجميلي لها يكمن في استخدام العدسات اللاصقة الملونة لتوحيد لون العيون لمن يرغبون في ذلك، وهذا الإجراء التجميلي يكون حسب رغبة الشخص بالطبع.

هل تلون القزحيتين خطير؟

غالباً وفي معظم الحالات لا يُشكل تلون القزحيتين أي خطر صحي، وهو حالة نادرة حميدة لا تؤثر على الرؤية أو صحة العيون، ولكن في بعض الحالات التي ذكرناها سابقاً قد يتربط هذا التلوّن بحالة طبية معينة، أو نتيجة تناول دواء أدى إلى ظهورها، فهنا تكون استشارة الطبيب هي أفضل ما يمكنك فعله للتأكد من عدم وجود أي خطر.

بالرغم من عدم شيوع حالة العيون الملونة المختلفة، إلا أنها أصبحت ميزة في زماننا الحاضر، وأصبح لها يوم للاحتفال بها كسمة جمالية، ونرى ذلك بوضوح من خلال المشاهير الذين يتمتعون بها، فهم يتباهون أمام العالم بهذه السمة المميزة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!