;

الساركوما الوعائية

  • تاريخ النشر: الإثنين، 04 أبريل 2022 آخر تحديث: الأحد، 04 فبراير 2024
الساركوما الوعائية

تعد الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma) أحد أنواع السرطان التي تصيب الأنسجة التي تدعم، وتربط، وتحيط أجزاء الجسم المختلفة مثل العضلات والأوعية الدموية.

يعرف السرطان الذي يصيب الأوعية الدموية والليمفاوية بالساركوما الوعائية (بالإنجليزية: Angiosarcoma)، ما هي ساركوما الأوعية؟ وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها؟ هذا هو موضوع حديثنا اليوم.

ما هي الساركوما الوعائية

تندرج الساركوما الوعائية (بالإنجليزية: Angiosarcoma) ضمن أحد أنواع السرطان النادرة التي تصيب الغشاء المبطن للأوعية الدموية (بالإنجليزية: Lining of blood vessels)، وكذلك الأوعية الليمفاوية (بالإنجليزية:  Lymph Vessels)  التي تعد جزءاً من الجهاز المناعي المسؤول عن الدفاع عن الجسم ضد الأمراض المختلفة، والتخلص من البكتيريا والفيروسات التي تهاجم الجسم. [1]

أنواع الساركوما الوعائية

تتعدد أنواع الساركوما الوعائية حسب مكان الإصابة كما يلي: [2]

  • الساركوما الوعائية البطانية (بالإنجليزية: Epithelioid Angiosarcoma): يصيب هذا النوع من الساركوما الخلايا المبطنة للأوعية الدموية.
  • الساركوما الوعائية الكبدية (بالإنجليزية: Hepatic Angiosarcoma): يعد هذا النوع من الساركوما فتاكاً؛ إذ إنه يؤثر على الأوعية الدموية الموجودة بالكبد.
  • الساركوما الوعائية القلبية (بالإنجليزية: Cardiac Angiosarcoma): يؤثر هذا النوع من الساركوما بنسبة 90% على الخلايا المبطنة للأذين الأيمن (بالإنجليزية: Right Atrium) ثم سرعان ما تنتقل إلى عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardial Wall) ثم الوريد الأجوف (بالإنجليزية: Vena Cava) ثم الصمام ثلاثي الشرفات (بالإنجليزية: Tricuspid Valve).
  • الساركوما الوعائية الجلدية (بالإنجليزية: Cutaneous Angiosarcoma): يظهر هذا النوع من الساركوما في الأوعية الدموية تحت سطح جلد الرقبة والوجه، وقد يصاحبها تورم الأوعية الليمفاوية.
  • الساركوما الوعائية بالثدي (بالإنجليزية: Breast Angiosarcoma): يؤثر هذا النوع من الساركوما على أثداء النساء اللاتي تعرضن للعلاج الجراحي أو الإشعاعي نتيجة إصابتهن السابقة بسرطان الثدي، وتعد ساركوما الثدي من أنواع السرطان سريعة الانتشار وصعبة العلاج.
  • الساركوما الوعائية بالأنسجة الرخوة (بالإنجليزية: Soft Tissue Angiosarcoma): تؤثر ساركوما الأنسجة الرخوة على أي مكان بالجسم، وتظهر على هيئة تورمات في الأنسجة تزداد في الحجم تدريجياً، ويصاحبها تلف الصفائح الدموية واحتمالية حدوث نزيف مفاجئ.
  • الساركوما الوعائية العظمية (بالإنجليزية: Bone Angiosarcoma): يعد هذا النوع من السرطان نادر الحدوث لكنه يمكن أن يصيب كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 50-70 سنة، وعادةً ما يظهر في عظام القفص الصدري، والعمود الفقري، والجمجمة.  

أهم أسباب الإصابة بالساركوما الوعائية

لا يوجد سبب واضح ومحدد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الأوعية لكن هناك بعض العوامل التي تتسبب في حدوث طفرة جينية (بالإنجليزية: Mutation) في نمو الخلايا المبطنة للأوعية الدموية والليمفاوية.

ينتج عن تلك الطفرة تراكم الخلايا غير الطبيعية في نموها داخل الأوعية ثم انتشارها إلى أماكن متفرقة من الجسم. ومن أشهر العوامل التي تتسبب في حدوث تلك  الطفرة ما يلي:[3]

  • العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy): يمكن أن يزيد الإشعاع المستخدم في علاج حالات السرطان المختلفة من خطر الإصابة بالساركوما الوعائية، وقد يحدث ذلك خلال 5- 10 سنوات من التعرض للإشعاع.
  • تلف الأوعية الليمفاوية وتورمها (بالإنجليزية: Lymphedema): تتورم الأوعية الليمفاوية نتيجة تخزين السائل الليمفاوي إذا حدث تلف أو انسداد للجهاز الليمفاوي.
  • الكيماويات (بالإنجليزية: Chemicals): تحدث الساركوما الوعائية في الكبد نتيجة التعرض لبعض المواد الكيماوية؛ مثل مادة الفينيل كلورايد (بالإنجليزية: Vinyl Chloride)، والزرنيخ.

أين تظهر أعراض الساركوما الوعائية

يمكن أن تظهر أعراض الأورام الوعائية في أماكن متفرقة من الجسم، ومن أشهرها:[1]

  •  جلد الرقبة والرأس.
  • أنسجة بعض الأعضاء الداخلية كالقلب والكبد.
  • أماكن الجسم التي تعرضت سابقاً للعلاج الإشعاعي.  
  • جلد الثدي لكنه نادر الحدوث.

أعراض الساركوما الوعائية

تختلف أعراض ساركوما الأوعية الدموية والأوعية الليمفاوية حسب مكان الإصابة، وحيث أنها تصيب جلد الرقبة والرأس أكثر من أي مكان آخر بالجسم؛ لذا نجد أن من أهم أعراضها ما يأتي:  [1]

  • ظهور كدمات زرقاء اللون على سطح الجلد.
  • زيادة حجم الكدمات الزرقاء على سطح الجلد بمرور الوقت.
  • وجود ندبات أو آفات على سطح الجلد يسهل خدشها، ويصاحب ذلك خروج بعض الدم.
  • تورم الجلد المحيط بالمنطقة المصابة.

أما إذا أصابت الساركوما الوعائية أعضاء الجسم الداخلية كالقلب والكبد، يصبح الألم في المنطقة المصابة هو أشهر الأعراض.

كيفية تشخيص حالات الأورام الوعائية

يحتاج تشخيص ساركوما الأوعية الدموية والليمفاوية إلى ما يأتي:[4]

  • الفحص السريري: من خلال فحص الأماكن التي تظهر فيها الأعراض بدقة في الجسم بعد الاستماع لشكوى المريض. 
  • أخذ عينة من النسيج (بالإنجليزية: Biopsy): قد يحتاج تشخيص الساركوما الوعائية إلى إزالة جزء من النسيج المتضرر وفحصه معملياً؛ للتعرف على نوع الخلايا السرطانية ومن ثَم تحديد العلاج بدقة. 
  • الأشعة التصويرية: توضح الأشعة التصويرية مدى انتشار السرطان في أجزاء الجسم المختلفة، وتشمل أشعة الرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والأشعة المقطعية (بالإنجليزية: CT)، والتصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني (بالإنجليزية: PET).

طرق علاج الساركوما الوعائية

يعتمد علاج الساركوما الوعائية على مكان الإصابة، وحجمها، ومدى انتشار السرطان بالجسم، لذا نجد أن خيارات علاج حالات ساركوما الأوعية الدموية والليمفاوية تشمل ما يلي: [5]

العلاج الجراحي 

يهدف علاج الساركوما الوعائية جراحياً إلى إزالة الخلايا السرطانية وجزء من النسيج المحيط غير المتضرر. 

لكن قد لا يكون العلاج الجراحي حلاً مناسباً في حالة انتشار السرطان إلى أماكن متفرقة بالجسم. 

العلاج الإشعاعي 

يهدف العلاج الإشعاعي إلى قتل الخلايا السرطانية من خلال استخدام حزمة من الأشعة ذات الطاقة العالية. 

قد يستخدم العلاج الإشعاعي بعد العلاج الجراحي للتخلص من أي خلايا سرطانية متبقية، وقد يستخدم دون تدخل جراحي. 

العلاج الكيماوي

يهدف العلاج الكيماوي إلى التخلص من الخلايا السرطانية من خلال بعض الأدوية والكيماويات التي تساعد في ذلك. 

يستخدم هذا النوع من العلاج عند انتشار السرطان في عدة أماكن بالجسم، أو مع العلاج الإشعاعي إذا كانت الحالة غير مناسبة لإجراء جراحة.

متى تجب مراجعة الطبيب

يحتاج المريض زيارة الطبيب  في حالة ظهور أعراض مشابهة لأعراض الساركوما الوعائية السابق ذكرها التي تستمر لفترة طويلة وتدعو إلى القلق. إليك أهم الأمور التي ينبغي عليك مناقشتها عند زيارة الطبيب المختص:  [5]

  • الأعراض التي تشعر بها سواء كان لها علاقة بمكان الإصابة أم لا.
  • بداية ظهور  الأعراض لديك، وإذا كانت هناك عوامل تزيد من شدتها.
  • إذا شُخصت بأحد أنواع السرطان من قبل. 
  • الأدوية التي تتناولها في نفس فترة ظهور الأعراض. 
  • مدى انتشار المرض بالجسم. 
  • نوع العلاج المقترح البدء فيه، وكذلك مدة تلقى العلاج. 
  • إذا كان عليك إجراء أي تعديل في النظام الغذائي، أو التوقف عن تناول أي أدوية لعلاج أمراض أخرى. 

تكمن خطورة الساركوما الوعائية في صعوبة تشخيصها بسبب تشابه أعراضها مع أمراض أخرى مما يعرض حياة العديد من المرضى للخطر نتيجة التأخر في التشخيص وبدء العلاج.