;

الزائدة الدودية وظائفها وفوائدها على الجسد

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 30 مارس 2021 آخر تحديث: الإثنين، 05 سبتمبر 2022
الزائدة الدودية وظائفها وفوائدها على الجسد

جميعنا نمتلك في أجسادنا ذلك العضو المُسمى بالزائدة الدودية والذي قد لا يتذكره أحد إلا في حال الشعور بألمٍ في البطن، لكن هل تساءلت يوماً ما هي الزائدة الدودية أو ما هي وظيفتها؟ في هذا المقال سوف نتعرف عليها معاً.

ما هي الزائدة الدودية

الزائدة الدودية هي أنبوب رفيع ذو بنية عضلية يمتد من الأعور (Cecum)، تمتلك الزائدة الدودية شكلاً شبيهاً بهيئة الدودة وتُسمى باللغة الإنكليزية (Vermiform appendix) وهو اسمٌ مشتق من اللاتينية بمعنى الشيء المتدلي والشبيه بالدودة، يتراوح طول الزائدة الدودية بين 2 سم و20 سم (متوسط طولها في العادة بين 8 و10 سم) ويكون قطرها بين 7 و8 مم.

تظهر الزائدة الدودية خلال الشهر الخامس من الحمل، تتشابه الزائدة الدودية بشكل واضح مع الجهاز الهضمي من حيث البنية إذ نجد أنّها مثله تتكون من طبقة داخلية مخاطية، تتوزع العديد من البصيلات اللمفاوية ضمن غشائها المخاطي عند تشكلها وتزداد أعدادها عندما يُصبح الشخص بين الثامنة والعشرين من العمر. [1][2]

الزائدة الدودية أين تقع؟

في الحقيقة لا توجد إجابة ثابتة لهذا السؤال حيث أنّ الزائدة الدودية هي العضو الوحيد في الجسم الذي لا يمتلك موضعاً ثابتاً في الجسم، تنشأ الزائدة الدودية في مكان ما من 1.7 إلى 2.5 سم أسفل اللفائفي (الطرف الأخير من الأمعاء الدقيقة) ويكون إما في موقعٍ ظهري (وهذا هو الأكثر شيوعاً) من طرف الأعور أو بجوار الفتحة اللفائفية مباشرةً أو كفتحة على شكل قمع (لدى 2أو3% من المرضى فقط).

تتواجد الزائدة الدودية في التجويف خلف الصفاق لدى 65% من المرضى وقد تنحدر للأسفل نحو الحفرة الحرقفية لدى 31% من المرضى، مكان الزائدة الدودية واتجاهها ومكان وجود طرفها يختلف من مريض لآخر بناءً على عوامل متعددة منها طول الزائدة الدودية ولذلك يمكن أن نجدها خلف اللفائفي أو قرب الأعور أو قرب القولون أو الكبد. [2]

فوائد الزائدة الدودية

رغم أنّ العلماء اعتبروا أنّ الزائدة الدودية عديمة النفع لسنين طويلة حيث أنّ إمكانية العيش دونها وعدم وجود آثار سلبية كبيرة تنتج عن إزالتها قد ساعدت على تصديق هذه الأفكار، لكن في الفترة الأخيرة بدأ المجتمع الطبي بمراجعة هذه الأفكار وبدأت الدراسات حول فوائد وأهمية الزائدة الدودية، تتضمن فوائد الزائدة الدودية لجسم الإنسان [3]:

وظيفة الزائدة الدودية

وفقاً للدراسات الحديثة فإنّ وظيفة الزائدة الدودية تختلف باختلاف المرحلة العمرية وهي تلعب دوراً هاماً لدى الجنين والأطفال، إذ تظهر خلايا الغدد الصماء في الزائدة الدودية ضمن الأسبوع الحادي عشر من الحمل وقد ثبت أنّ خلايا الغدد الصماء فيها تُنتج العديد من الأمينات الحيوية وهرمونات الببتيد وهي مركبات تُساعد الجسم في عمليات التحكم البيولوجي (التوازن الداخلي).

  • بالنسبة للبالغين فيُعتقد أنّها تلعب دوراً في هاماً في دعم الوظيفة المناعية للجسم حيث تبدأ الأنسجة والخلايا اللمفاوية في التراكم في الزائدة الدودية بعد الولادة بفترة قصيرة وتصل للذروة خلال العقدين الثاني والثالث من العمر لتتناقص بعد ذلك بسرعة وتختفي كلياً بعد سنّ الـ60. خلال السنوات الأولى من النمو تعمل الزائدة الدودية كعضو لمفاوي ويُساعد في نضوج الخلايا اللمفاوية البائية (نوع من خلايا الدم البيضاء) وفي إنتاج فئة من الأجسام المضادة المعروفة باسم الغلوبولين المناعي A كما بين الباحثون أنّها تلعب دوراً في إنتاج الجزيئات التي تُساعد في توجيه حركة الخلايا اللمفاوية إلى المواقع المختلفة من الجسم [4] [5].
  • وفي ذات السياق يبدو أن وظيفة الزائدة الدودية تتضمن تعريض خلايا الدم البيضاء لمجموعة كبيرة من المستضدات أو المواد الغريبة الموجودة في الجهاز الهضمي وبالتالي فقد تُساعد في قمع استجابة المناعة الخلطية للجسم والتي يمكن أن تكون ذات أثرٍ مدمر وبالتالي تُساهم في تعزيز المناعة المحلية.
  • الزائدة الدودية والأجزاء ذات البنية الشبيهة بها ضمن الجهاز الهضمي والتي تُسمى لطخات باير أو بقع باير تعمل على امتصاص المستضدات من محتويات الأمعاء وتتفاعل معها، هذه المناعة المحلية تلعب دوراً كبيراً في الاستجابة المناعية الفزيولوجية والتحكم في الغذاء والدواء.
  • بالإضافة إلى الوظيفة المناعية وحماية الجسم فإنّ الزائدة الدودية تؤمن مكاناً آمناً لبقاء بكتيريا الأمعاء المفيدة حيث يمكن أن تبقى هذه البكتيريا آمنةً حتى نُصبح بحاجةٍ لها، كما أنّ الزائدة الدودية يمكن أن تُشكّل ملجأً للبكتيريا في حال الإصابة بحالات الإسهال الحادة التي يمكن أن تؤدي لإفراغ محتويات الأمعاء بالكامل حيث لا يسمح شكلها وموقعها بتفريغها عند الإصابة بالإسهال. وهكذا تتكاثر البكتيريا المخفية وتمكنك من تعويض ما تمّ فقدانه بسبب الإسهال.

في النهاية... ورغم أنّ العلم ما زال يدرس فوائد وأهمية الزائدة الدودية إلا أنّه يُثبت بشكل مستمر أنّها تحمل أهمية كبيرة وأنّ إزالتها قد يؤدي لبعض الآثار السلبية حتى لو كان العيش دونها ممكناً.