;

الحقن المجهري بالتفصيل

  • تاريخ النشر: الإثنين، 30 مايو 2022 آخر تحديث: الأحد، 06 نوفمبر 2022
الحقن المجهري بالتفصيل

يعاني الكثير من الأشخاص من عدم القدرة على الإنجاب، سواءً لأسباب مرضية، أم غير مرضية، حتى إنه لا يوجد أسباب في كثير من الأحيان، هذا يدفع الزوجين إلى الحقن المجهري لإنجاب الأولاد، فما هو الحقن المجهري؟ وكيف يتم؟ ومتى يتم اللجوء إليه؟ وما هي مخاطره؟

الحقن المجهري

الحقن المجهري (بالإنجليزية: Intracytoplasmic Sperm Injection) الذي يتم من خلال حقن الحيوانات المنوية من الرجال في البويضات الأنثوية في المختبر. في هذا المقال سنتحدث عن الحقن المجهري بالتفصيل.

يعد الحقن المجهري نوعاً من أنواع التلقيح الاصطناعي، مع ذلك فإنّ الآلية ومبدأ العمل واحد، إذ يتم فيه وضع آلاف الحيوانات المنوية بجوار البويضة في مكان مخصص، وبيئة مناسبة في المختبر، ذلك لتتمكن أحد الحيوانات المنوية من اختراق البويضة، بهدف حدوث عملية الإلقاح، وحدوث حمل، مع ذلك فإنّه ليس بالضرورة أن ينجح الحقن المجهري، إذ على الرغم من ارتفاع نسبة نجاحه إلا أنّه في بعض الأحيان لا يحدث حمل. [1]

خطوات الحقن المجهري

يتم الحقن المجهري في المختبر من خلال عدة خطوات، حيث تتضمن هذه الخطوات الآتي: [2]

تحفيز التبويض

تبدأ مرحلة تحفيز التبويض باستخدام الهرمونات الصناعية لتحفيز المبيض على إنتاج البويضات المتعددة، بدلاً من إنتاج المبيض بويضة واحدة كل شهر، كما تكمن أهمية إنتاج بويضات متعددة كون البويضات لن تخصب بشكل طبيعي، مع ذلك فإنّ تحفيز عملية الإباضة يتم بواسطة أدوية تتضمن الآتي: [2]

  1. أدوية تحفيز المبيض: يمكن أن يعطي الطبيب المرأة التي ترغب بالخضوع للحقن المجهري حقن تحتوي على  الهرمون المنبه للجريب، أو الهرمون الملوتن.
  2. أدوية إنتاج الخلايا البيضية: يتم إعطاء هذه الأدوية عندما تكون الجريبات جاهزة لاستخراج البويضة، ذلك يكون بعد ما يتراوح بين 8-14 يوماً، كما يمكن أن يوصي الطبيب بأخذ الأدوية المانعة للتبويض المبكر.
  3. أدوية إعداد بطانة الرحم: تؤخذ أدوية إعداد بطانة الرحم في يوم استخراج البويضات، أو وقت نقل الأجنة، حيث تتضمن هذه الأدوية، الأدوية التي تحتوي على هرمون البروجستيرون.

كما أنّ المرأة تحتاج ما يتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين من تحفيز المبيض قبل أن تكون البويضات جاهزة للاستخراج، بالإضافة إلى أنّ الطبيب قد يجري مجموعة من الفحوصات بما فيها التصوير بالموجات فوق الصوتية، وفحوصات الدم.

استخراج البويضات

يمكن إجراء عملية استخراج البويضات في عيادة الطبيب بعد ما يتراوح بين 34-36 ساعة من الحقن النهائي، أي قبل حدوث عملية التبويض، كما يتم استخراج البويضات من خلال الخطوات التالية: [2]

  1. يتم إعطاء المرأة أثناء استرداد البويضة أدوية مسكنة للألم.
  2. يتم بعد ذلك البزل بالموجات فوق الصوتية من المهبل، إذ يتم إدخال مسبار الموجات فوق الصوتية داخل المهبل لتحديد الجريبات المتكيسة، بعد ذلك إدخال إبرة رفيعة بواسطة الموجات فوق الصوتية لاسترداد البويضات.
  3. من الممكن أن يستخدم الطبيب الموجات فوق الصوتية من خلال البطن، ذلك عندما يتعذر العثور على البويضات.
  4. تتم إزالة البويضات المتكيسة من خلال إبرة متصلة بجهاز شفط، إذ يتم إزالة البويضات خلال ما يقارب 20 دقيقة.
  5. في الخطوة النهائية يتم وضع البويضات في المخصبة في سائل غذائي، كما يتم بعد ذلك خلط البويضات التي تبدو صحية مع الحيوانات المنوية لمحاولة عمل أجنة.

استعادة الحيوانات المنوية

في المرحلة الثالثة من عملية الحقن المجهري يجب تقديم عينة من السائل المنوي في صباح يوم سحب البويضة، على الرغم من أنّ عينة السائل المنوي يتم سحبها بواسطة عملية الاستمناء، إلا أنّ الطبيب قد يلجأ إلى طرق أخرى بما فيها شفط السائل من الخصية، أو من خلال إجراء عملية جراحية حتى يتمكن الطبيب من سحب الحيوانات المنوية، بعد ذلك يتم فصل الحيوانات المنوية عن السائل المنوي في المختبر. [2]

الإخصاب

في الغالب يتم إجراء الإخصاب بطريقتين التي يعد الحقن المجهري أحدها، حيث يتم الإخصاب بالطرق الآتية: [2]

  1. الحقن المجهري: الذي يتم فيه حقن حيوان منوي داخل كل بويضة بشكل مباشر.
  2. الحقن التقليدي: في هذا النوع من التلقيح يتم خلط الحيوانات المنوية السليمة مع البويضات الناضجة، ليتم تحصينها طيلة الليل.

متى يتم اللجوء إلى الحقن المجهري

بشكل عام يتم اللجوء إلى الحقن المجهري عندما يكون أحد الزوجين أو كليهما مصاباً بمرض العقم، لكن بشكل خاص لدى الذكور، كما ينبغي الإشارة إلى أنّ ما يقارب 75% من حالات الإلقاح الاصطناعي هي حقن مجهري، كما يتم اللجوء إلى الحقن المجهري في الحالات التالية: [3]

  • ضعف الإخصاب السابق مع ضعف أطفال الأنابيب.
  • العقم الناتج عن أسباب غير واضحة.
  • تغير في عدد الحيوانات المنوية.
  • وجود تشوهات في الحيوانات المنوية لدى الرجل.
  • خضوع الرجل لعملية قطع القناة المنوية نتيجة إصابته ببعض الحالات المرضية.

كما ينبغي الإشارة إلى أنّ العديد من الأزواج قد تمكنوا بالفعل من إنجاب الأطفال من خلال الخضوع للحقن المجهري، كما يشار من ناحية طبية إلى أنّ نسبة نجاح الحقن المجهري تتراوح ما بين 70-80% من جميع البويضات المحقونة، أي ما يعادل درجة الإخصاب بالحيوانات المنوية الطبيعية.

كما يشار إلى أنّ معدلات الحمل مماثلة لتلك التي لوحظت لدى الأشخاص الذين يخضعون للإلقاح بواسطة الأنابيب، لدى الأزواج الذين لا يعانون من عقم الذكور، هذا يعني أنّ ثمانية أشخاص من بين كل 10 أشخاص خضعوا للحقن المجهري سيحدث لديهم حمل.

مخاطر الحقن المجهري

على الرغم من أنّ نسبة نجاح الحقن المجهري العالية، إلا أنّه يؤدي إلى حدوث العديد من الآثار الجانبية التي تتضمن الآتي: [2]

متلازمة فرط تحفيز المبيض

يمكن أن يؤدي استخدام الأدوية الهرمونية عن طريق الحقن، بما فيها هرمون موجهة الغدد التناسلية البشرية بغرض تنشيط التبويض، إلى الإصابة بما يعرف بمتلازمة تحفيز المبايض التي تسبب ألماً شديداً لدى المرأة.

كما تؤدي متلازمة تحفيز المبايض إلى ظهور مجموعة من الأعراض التي قد تستمر لأسبوع، حيث تتضمن هذه الأعراض الشعور بألم خفيف في البطن، والإسهال، والغثيان، والقيء، كما يمكن أن تستمر الأعراض لعدة أسابيع عند حدوث حمل، كما أنه في حالات نادرة يمكن أن تؤدي متلازمة فرط تحفيز المبايض إلى زيادة في الوزن وضيق في التنفس. [2]

الحمل خارج الرحم

يمكن أن يؤدي الحقن المجهري إلى حدوث حمل خارج الرحم، أو ما يعرف بالحمل المنتبذ، إذ يحدث هذا الأثر الجانبي لدى ما يتراوح بين 2-5% من النساء اللواتي يخضعن للحقن المجهري، ذلك عند حدوث زراعة البويضة خارج الرحم، كما أنه في الغالب تتم زراعة البويضة داخل قناة فالوب، لذا فإنّ احتمالية حدوث حمل تكون صعبة أو شبه مستحيلة. [2]

التشوهات الخلقية

يزيد من خطر الإصابة بالتشوهات الخلقية عمر الأم التي تخضع للحقن المجهري، أو أي طريقة من طرق الحمل حتى الحمل الطبيعي أيضاً، كما يحتاج الأمر إلى إجراء المزيد من الاختبارات والدراسات لتحديد ما إذا كان الأطفال الذين يولدون بمساعدة الحقن المجهري معرضين بنسب أكبر للإصابة بالتشوهات الخلقية مقارنةً بالأطفال الذين يولدون من طرق حمل أخرى.

كما يمكن أن يزيد الحقن المجهري من خطر حدوث ولادة مبكرة، وولادة الطفل بوزن منخفض للغاية بعد الولادة. [2]

مرض السرطان 

على الرغم من أنّ بعض الدراسات تشير إلى وجود علاقة ما بين استخدام بعض أنواع الأدوية التي تساهم في تحفيز عملية التبويض، بالإصابة بنوع محدد من ورم المبيض، مع ذلك فإنّ الكثير من الدراسات لا تدعم هذه الآراء الطبية، إذ لم يلاحظ لدى النساء اللواتي يخضعن للحقن المجهري زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، أو سرطان الرحم، أو المبيض بعد الخضوع للإخصاب. [2]

في الختام لا بد من التأكيد على أنّ عملية الحقن المجهري عملي معقدة، كما أنها تحتاج إلى استشارة طبية متكررة، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالتعليمات التي يوصي بها الطبيب كي تزيد نسبة نجاح هذه العملية وحدوث حمل.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!