;

البكاء في علم النفس أنواعه وفوائده

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 12 يناير 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 17 أغسطس 2022
البكاء في علم النفس أنواعه وفوائده

ربما يساعدنا البكاء أحياناً في توصيل ما نشعر به بطريقة تعجز اللغة عن القيام بها، فهو الوسيلة الأولى التي اعتدنا على استخدامها جميعاً في طفولتنا للتعبير عن آلامنا، ومع تقدمنا في السن يزداد احتياجنا للبكاء لأننا نجد فيه متنفساً للتعبير عن إحباطنا أو سعادتنا في بعض الأحيان، لهذا السبب نتناول في هذا المقال البكاء في علم النفس وأهميته في إعادة التوازن إلى حالتنا النفسية، كما نوضح أنواع البكاء في علم النفس، ومتى يمثل البكاء خطراً على صحتك النفسية

أنواع البكاء في علم النفس

هناك العديد من الدواعي الطبية التي تتسبب في البكاء، ولكن عندما يتعلق الأمر بالحديث عن البكاء في علم النفس بالتأكيد سيختلف الأمر، فليست كل الدموع متشابهة على الإطلاق، نستعرض في السطور القادمة أشهر أنواع البكاء في علم النفس.

1. البكاء للتعبير عن المشاعر

نمر كثيراً بمواقف تعرضنا للحزن الشديد ولا نجد إلا الدموع وسيلة نعبر بها عن مشاعرنا وما يدور بداخلنا، حتى المشاعر الإيجابية مثل الحب والامتنان والفرح قد تعرضنا للبكاء للتعبير عن سعادتنا. [1]

2. البكاء لطلب المساعدة

قد تعجز ألسنتنا في كثير من الأحوال عن طلب المساعدة من الآخرين، وقد تنجح الدموع في نقل هذا الطلب إلى الآخرين دون أن نتكلم، هذا لا يعني أنك تبكي عن قصد، ولكن الدموع هي رد فعل طبيعي واستجابة لما تمر به، سواء كان سبب دموعك هو الحزن أو الغضب فإنها تخبر من حولك أنك تمر بوقت عصيب. [1]

3. البكاء المصاحب للألم

نتعرض أحياناً لبعض الآلام المفاجئة ونجد أن الدموع هي رد فعل طبيعي نعبر به عن صدمتنا وألمنا الشديد، ومن حسن الحظ أن هذا النوع من البكاء يتسبب في زيادة إفراز الإندورفين والأوكسيتوسين، وهما من أهم المركبات التي تخفف من الآلام الجسدية والنفسية طبيعياً في أجسامنا. [1]

4. البكاء لكسب تعاطف الآخرين

يعتقد البعض أن الدموع هي دليل على الضعف والعجز، ولكن يشعر البعض منا أحياناً برغبة في التعبير عن هذا الضعف أمام المقربين حتى نكسب تعاطفهم، فنحن نود أن نشعر بالدعم من آن لآخر من المحيطين بنا، وهو من الأمور التي تعزز علاقاتنا الاجتماعية وتدعم التواصل الإنساني مع من حولنا. [1]

5. البكاء لتلبية الاحتياجات

يختلف هذا النوع من البكاء عن دموع التماسيح التي يتظاهر بها البعض لتحقيق ما يريد، لأنه لا يحمل نوايا خبيثة على قدر ما يعكس خللاً سلوكياً في شخصية من يقوم به، فقد يعاني بعض الأشخاص الذين تعرضوا للإساءة أو الإهمال من افتقادهم للطريقة التي يعبرون بها عن احتياجاتهم البسيطة، وقد يلجأ بعضهم إلى الدموع للتعبير عن حاجتهم إلى التعاطف والدعم. [1]

فوائد البكاء في علم النفس

البكاء صفة من صفات جميع البشر، وهو نتاج مجموعة من المشاعر المختلطة والمتناقضة في نفس الوقت، وقد وجد الباحثون أن البكاء يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية للقلب والعقل، تابع السطور القادمة لتتعرف على أهم فوائد البكاء في علم النفس.

  • تهدئة النفس

قد يجد البعض في البكاء وسيلة لتهدئة النفس تفوق ما نجده عند مواساة أقرب الأشخاص لنا، وقد أثبت بعض الباحثين أن البكاء يساعد على تنشيط الجهاز العصبي الباراسمبثاوي وهو المسؤول عن العديد من الوظائف في الجسم منها الشعور بالراحة النفسية، قد يستغرق الأمر عدة دقائق حتى تشعر بالآثار المهدئة للبكاء. [2]

  • تخفيف الآلام الجسدية والنفسية

أثبتت بعض الدراسات أن البكاء لفترات طويلة يحفز الجسم لإفراز مادة الإندورفين، وهي تمثل مسكناً طبيعياً فعالاً للتخلص من الآلام الجسدية، كما يساعد البكاء على زيادة معدلات الأوكسيتوسين وهو من أهم الهرمونات التي تعطي الجسم إحساس بالراحة والسكينة. [2]

  • تحسين الحالة المزاجية

بجانب قدرة البكاء على تهدئتك نفسياً والتخفيف من آلامك الجسدية والنفسية، فهو يساعد على رفع حالتك المعنوية وتحسين حالتك المزاجية بشكل كبير، فعندما تبكي تأخذ نفساً سريعاً من الهواء البارد، مما يساعد على تنظيم درجة حرارة المخ وتغيير حالتك المزاجية إلى الأفضل. [2]

  • استعادة التوازن العاطفي

لا يعد الحزن هو السبب الوحيد للبكاء في علم النفس، فقد تكون المشاعر المتطرفة مثل السعادة الشديدة أو التوتر الشديد سبباً من أسباب البكاء، وقد أثبت بعض الباحثون أن البكاء بهذه الطريقة يساعد على استعادة التوازن العاطفي لأنه يمثل إحدى الطرق التي يتعافى بها الجسم من هذه المشاعر القوية. [2]

أسباب عدم القدرة على البكاء في علم النفس

هل شعرت أحياناً بالرغبة في البكاء ولكنك عجزت عن ذلك؟ لعلك شعرت بتلك المشكلة عند مواجهة ظروف مزعجة أو مؤلمة ورأيت من حولك يبكون ولكنك لم تتمكن من ذلك، إليك أهم أسباب عدم القدرة على البكاء في علم النفس:

  1. الاكتئاب: تختلف أعراض الاكتئاب من شخص لآخر، وقد تظهر أعراض الاكتئاب عند بعض الأشخاص من خلال انعدام الاهتمام بما يدور حولهم.
  2. اللامبالاة: ويطلق عليها في علم النفس Anhedonia، وتنعكس أعراضها من خلال انخفاض القدرة على التعبير عن المشاعر سواء الإيجابية أو السلبية.
  3. كبت المشاعر: اعتاد بعض الأشخاص على قمع مشاعرهم عمداً وعدم التصريح بها أمام الآخرين، بمرور الوقت يعتاد هؤلاء الأشخاص على دفن مشاعرهم داخلهم ويصبح عدم تأثرهم بالأحداث السيئة أمراً طبيعياً ومتوقعاً.
  4. بعض المعتقدات الشخصية عن البكاء: يفضل البعض تحجيم مشاعر الحزن والتعبير عنها من خلال البكاء اعتقاداً منهم أن هذا يعكس ضعفهم أمام الآخرين، وفي نهاية الأمر قد لا يضطر بعضهم إلى بذل أي مجهود لعدم البكاء لأنهم اعتادوا على ذلك. [3]

متى يمثل البكاء خطراً على صحتك النفسية؟

على الرغم من الفوائد العديدة التي ذكرناها للبكاء في علم النفس، إلا أن زيادته عن حده قد يعكس اضطراباً نفسياً مثل إصابتك بأعراض الاكتئاب، ومن ضمن الأعراض المصاحبة للبكاء الذي ينطوي على إصابتك بأحد الاضطرابات النفسية:

  • البكاء المتواصل لفترات طويلة.
  • البكاء دون سبب واضح.
  • تأثير البكاء على قيامك بأنشطتك اليومية.
  • الشعور بانعدام القيمة.
  • الشعور بالتشاؤم واليأس.

اضطرابات في النوم. [2]

شاهدي أيضاً: أمراض نفسية نادرة

وفي النهاية وبعد أن تناولنا تفصيلياً أسباب وأنواع البكاء في علم النفس، ينبغي أن تعلم أن البكاء هو استجابة طبيعية للعديد من المشاعر التي نتعرض لها يومياً، ولكن بشرط ألا يزيد عن حده لأن ذلك قد يكون مؤشراً لاحتمال إصابتك بالاكتئاب.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!