;

الاكتئاب الموسمي معاناة يواجهها الكثيرون كيف يتم علاجها؟

  • تاريخ النشر: الجمعة، 11 سبتمبر 2020 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 نوفمبر 2022
الاكتئاب الموسمي معاناة يواجهها الكثيرون كيف يتم علاجها؟

عند تبدل الفصول لا يقتصر التغيير على الطقس ودرجات الحرارة فقط، ففي بعض الأحيان يؤدي تبدل الفصول إلى موجةٍ من الحزن والاكتئاب لدى البعض، هذا النوع من المشاعر يُعرف باسم الاكتئاب الموسمي أو الاضطرابات العاطفية الموسمية (SAD).

أنواع الاكتئاب الموسمي

تظهر أعراض الاكتئاب الموسمي على المريض في الوقت نفسه من كلّ عام، وينقسم هذا النوع من الاكتئاب إلى نوعين، وذلك وفقاً لوقت بداية الأعراض:[1]

الاكتئاب الشتوي

تبدأ أعراض اكتئاب الشتاء منذ شعور المصاب بأعراض الاكتئاب في فصل الخريف، وتسوء حالة المريض في فصل الشتاء لتتحسن من جديد في بداية فصل الربيع، وهذا النوع من الاكتئاب الموسمي هو الأكثر شيوعاً.[1]

الاكتئاب الموسمي الصيفي أو الربيعي

مقارنةً بالنوع السابق يُعتبر الاكتئاب الموسمي الصيفي نادراً وقليل الانتشار، يبدأ عادةً في نهاية الربيع أو ضمن بداية الصيف وينتهي مع دخول فصل الخريف، وقد تختلف أعراضه قليلاً عن أعراض اكتئاب الشتاء. [1]

أسباب الاكتئاب الموسمي

رغم أنّ أسباب هذا النوع من الاكتئاب ما زالت غير واضحة بعد، فإنّ معظم النظريات تفترض ارتباط الاكتئاب الموسمي بتغير ساعات النهار في الشتاء والصيف، وتعتمد هذه النظرية على أنّ قصر النهار وانخفاض مدة التعرض للشمس تؤثر على الجسم من خلال تشويش:[2]

إيقاعات الساعة البيولوجية

تستجيب الساعة البيولوجية أو دورة النوم والاستيقاظ للتغيرات بين الضوء والنهار لتنظيم أوقات نومك وشهيتك ومزاجك أيضاً؛ لذلك يمكن أن يتسبب طول الليالي في الشتاء بجعلك تشعر بالدوار والارتباك والنعاس في أوقاتٍ غير مناسبة.[2]

إنتاج الميلاتونين

عندما يحل الظلام يُنتج الدماغ هرمون الميلاتونين لمساعدتك على النوم، وبالعكس فإنّ التعرض إلى الضوء يدفع الدماغ إلى التوقف عن إنتاج هرمون الميلاتونين فتشعر باليقظة والتنبيه، وخلال أيام الشتاء القصيرة والليالي الطويلة سيزيد إنتاج جسمك من الميلاتونين؛ مما يجعلك تشعر بالنعاس، وانخفاض الطاقة بشكل أكبر وبالعكس في الصيف.[2]

إنتاج السيروتونين

يؤثر انخفاض ساعات النهار في الشتاء على إنتاج الجسم لهرمون السيروتونين الذي يُعتبر ناقلاً عصبياً يُساعد على تنظيم الحالة المزاجية؛ هذا النقص في الإنتاج قد يؤدي إلى الاكتئاب؛ ويؤثر سلباً على نومك، وشهيتك، وذاكرتك، وحتى على الرغبة الجنسية.[2]

ملاحظة: بالطبع قد يكون هنالك المزيد من أسباب الاكتئاب الموسمي الأخرى والتي يمكن أن تؤثر على المريض، ولذلك يجب عليك أن تستشير طبيبك دوماً للحصول على تشخيصٍ دقيق للحالة ليتمكن الطبيب من اقتراح تغييرات مناسبة في نمط الحياة.[2]

عوامل أخرى مؤثرة على الاكتئاب الموسمي

هنالك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد احتمالية انتشار الاكتئاب المرتبط بمواسم العام، ومنها نذكر التالي:[3]

  • الجنس: إحصائياً النساء معرضات للإصابة بالاكتئاب الموسمي أكثر من الرجال، وفقاً لدراسة في عام 2015 تبين أنّ هذا النوع من الاكتئاب ينتشر بين النساء بمعدل 4 أضعاف انتشاره بين الرجال.

  • الموقع الجغرافي: يقترح المعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات الأمريكية المتحدة أنّ العيش بعيداً عن خط الاستواء يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب في المواسم.

  • التاريخ المرضي في العائلة: يمكن أن يزداد احتمال الإصابة بالاكتئاب الموسمي مع وجود تاريخ مرضي بالاكتئاب واضطراب ثنائي القطب.

أعراض الاكتئاب الموسمي

في معظم الحالات تبدأ الأعراض بالظهور في أواخر الخريف أو ضمن بدايات الشتاء، لكن الأعراض لدى المصابين بالاكتئاب الصيفي تظهر خلال نهاية الربيع أو في بداية الصيف، وفي كلتا الحالتين تبدأ الأعراض بشكل خفيف وتزداد شدّتها مع تقدّم الموسم:[4]

أعراض الاكتئاب الموسمي على وجه العموم

  • الشعور بالاكتئاب معظم اليوم، وتحدث الأعراض بشكل يومي تقريباً.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها من قبل.
  • الشعور بفقدان الأمل أو انعدام القيمة أو بالذنب.
  • وجود أفكار متعلقة بالموت والانتحار بشكل متكرر.
  • الشعور بانخفاض في الطاقة.
  • اضطرابات في النوم.
  • الشعور بالخمول.
  • صعوبة في التركيز.[4]

أعراض الاكتئاب الشتوي

هنالك بعض الأعراض المرتبطة بالاكتئاب الموسمي الشتوي بشكل خاص ومن أهمها:[4]

  • تغير في الشهية وخاصة فرط الشهية للأطعمة الغنية بالسكريات.
  • التعب أو انخفاض الطاقة.
  • اكتساب الوزن
  • كثرة النوم.

أعراض الاكتئاب الصيفي

يوجد أيضاً بعض الأعراض الخاصة المرتبطة بالاكتئاب الموسمي الصيفي أبرزها:[4]

علاج الاكتئاب الموسمي

بالنسبة إلى علاج الاكتئاب المرتبط بمواسم العام يوجد 4 أنواع من العلاج المتاح والمجرب بفاعلية، وهي كالآتي:[5]

العلاج الدوائي

تُستخدم بعض الأدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، وعقاقير البوبروبيون كعلاج للاكتئاب الموسمي، لكن يجب أن تنتبه إلى أنّ هذه الأدوية قد تُسبب بعض الأعراض الجانبية والمضاعفات؛ لذلك يجب أخذها وفق وصفةٍ من الطبيب وبإشرافه.[5]

العلاج بالضوء

منذ الثمانينات كان العلاج بالضوء يُستخدم في حالات الاكتئاب الموسمي، الفكرة من هذا العلاج هي تأمين بديل لنقص الضوء في فصلي الخريف والشتاء عبر التعرض للضوء الساطع بشكل يومي، يمكن أن يُساعد التعرض إلى الضوء الساطع في الصباح إلى تخفيف أعراض الاكتئاب، ويتطلب الأمر الجلوس لفترةٍ تتراوح بين 20 و60 دقيقة يومياً أمام ضوء الفلورسنت الأبيض بشدة 10 آلاف لوكس، هذه الكمية تُعادل 20 ضعف الإنارة العادية المستخدمة في المنازل.[5]

العلاج النفسي

يعتمد هذا العلاج على تقنياتٍ مثل استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، ويُساعد هذا العلاج على تحديد الأنشطة الممتعة للشخص من أجل التأقلم مع الشتاء أو الصيف.[5]

العلاج باستخدام الفيتامين د

يُعتبر تناول فيتامين د علاجاً مكملاً للعلاجات السابقة، يهدف هذا العلاج إلى تعويض نقص الفيتامين لدى المصابين بالاكتئاب الموسمي نظراً لعدم كفايته ضمن المدخول الغذائي، ومن الأسباب الرئيسية لنقص فيتامين د عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب الشتوي هو نقص التعرض للضوء الطبيعي من الشمس.[5]

للاكتئاب الموسمي أعراض وأسباب لا يمكنك التعامل معها من دون معالجة طبية متخصصة، خاصة زيادة حدة الأعراض المصاحبة للاكتئاب، والتي من الممكن أن تعرض صاحبها للعديد من المخاطر غير المتوقعة.