;

الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي

  • تاريخ النشر: الخميس، 01 سبتمبر 2022 آخر تحديث: الخميس، 13 أبريل 2023
الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي

هل عانيت من قبل من الاكتئاب والقلق وفي الوقت نفسه بدأت تشعر بآلام وأوجاع في مناطق مختلفة من جسدك؟ هل تعتقد أن ذلك مجرد سوء حظ أم أن هناك ارتباط  بين المشكلتين؟ ستجد إجابة وافية على هذه الأسئلة وأكثر من خلال التعرف على الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي.

ما هي الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي

الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي (بالإنجليزية: Psychosomatic Disorders) هي مصطلح عام يطلق على مجموعة من الأعراض الجسدية التي يرجع سببها في الأساس إلى اضطرابات نفسية، لا يوجد سبب طبي واضح يفسر أو يبرر هذه الأعراض الجسدية، مما يؤدي إلى سعي المرضى إلى الحصول على رعاية طبية بشكل متكرر، والإصابة بالإحباط نتيجة عدم حصولهم على تشخيص طبي يفسر أعراضهم. [1]

لا يصرح المرضى المصابون بأمراض نفسية جسدية عادةً بالضيق والتوتر النفسي الذي يعانون منه؛ نظراً لوجود العديد من المفاهيم الخاطئة حول نظرة المجتمع للمرض النفسي، والتعامل معه على أنه مجرد أوهام في رأس المريض، مما يؤدي إلى تأخر التعرف على السبب الرئيسي وراء المشكلة، وصعوبة التشخيص. [2]

أعراض الأمراض النفسية الجسدية

من المحتمل أن يؤثر الاضطراب النفسي الجسدي على أي جزء من أجزاء الجسم، وتختلف الأعراض من مريض لآخر اعتماداً على السن والنوع، نستعرض في هذا الجزء من المقال أشهر أعراض الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي. [1]

الأعراض الشائعة

هناك العديد من الأعراض الجسدية التي يعاني منها المرضى المصابون ببعض الاضطرابات النفسية، من ضمن هذه الأعراض: [1][2]

  • الدوخة.
  • آلام الظهر.
  • ضيق التنفس.
  • ألم العضلات.
  • طفح جلدي.
  •  الصداع النصفي.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الشعور الدائم بالإجهاد.
  • تسارع ضربات القلب.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي، وأشهرها قرحة المعدة، وعسر الهضم.

الأعراض الخاصة بالرجال والنساء

تختلف أعراض الإجهاد النفسي بين الرجال والنساء نسبياً، حيث تشكو معظم النساء المصابات بهذه المشكلة من شعورهم بالتعب المستمر، على الرغم من حصولهم على قسط كاف من النوم، إلى جانب العصبية الزائدة، وبعض الأعراض المرتبطة باضطراب الدورة الشهرية، وانتفاخ البطن أغلب الوقت. [2]

على الجانب الآخر، تنعكس أعراض المرض النفسي الجسدي على الرجال عادةً من الناحية الجنسية، حيث يعاني أغلبهم من ضعف الدافع الجنسي، والمشكلات المرتبطة بضعف الانتصاب، إلى جانب بعض الأعراض البيولوجية التي تتضح من خلال ارتفاع ضغط الدم، والشعور بضيق التنفس. [2]

الأعراض المرتبطة بالعمر

تختلف علامات الإجهاد النفسي عادةً باختلاف المرحلة العمرية، حيث نجد أن الأطفال لا يجيدون التعبير عن طريق الكلام، وتتضح أعراض اضطرابهم النفسي على هيئة شعور بالصداع، وآلام المعدة المتكررة، بينما يعاني المراهقون من أعراض التوتر والقلق خلال فترة المراهقة؛ نتيجة للاضطرابات الهرمونية التي تحدث خلال هذه الفترة الحرجة. [2]

على الجانب الآخر، تختلف الأعراض التي تتضح على كبار السن، حيث يتعامل أغلبهم مع العزلة، والفقد، والأمراض المزمنة، لذلك تظهر على أغلبهم علامات الاكتئاب التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض الجسدية والأمراض المزمنة التي يعانون منها، الأمر الذي يفرض أهمية التقرب والتودد إليهم في هذه المرحلة؛ حتى لا يصبحوا فريسة للاكتئاب والاضطرابات النفسية. [2]

أسباب الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي

ينبغي أن نعرف دور هرمونات التوتر في الجسم؛ حتى يتسنى لنا فهم الآلية التي تحدث بها الأمراض النفسية الجسدية، فمن المعروف علمياً أن أجسامنا تحتوي على هرموني الأدرينالين، والكورتيزول، أو ما يطلق عليه هرمونات التوتر، تقوم هذه الهرمونات بآلية للدفاع عن الجسم أثناء مواجهة التوتر، تتمثل هذه الآلية في تسارع ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وتثبيط الجهاز الهضمي. [3]

تهدف هذه الآلية إلى مساعدة الجسم على بذل المجهود البدني اللازم للهروب من الخطر، أو مواجهته، باعتبار هذا الخطر هو السبب الأساسي لحالة التوتر التي يمر بها الجسم، وبعد زوال التهديد، تعود هذه الهرمونات إلى معدلاتها الطبيعية، ويستعيد الجسم حالته الطبيعية التي كان عليها قبل التعرض إلى التوتر. [3]

في حالة تعرض الجسم إلى حالة مستمرة من التوتر والإجهاد النفسي، تبقى معدلات هرمونات التوتر مرتفعة للغاية، مما يؤدي إلى حدوث فوضى عارمة في جميع أعضاء الجسم، الأمر الذي ينعكس على تأثر هذه الأعضاء سلبياً، وظهور الأعراض الجسدية المرتبطة في الأساس باضطراب نفسي. [3]  

تشخيص الأمراض النفسية الجسدية

يعتمد تشخيص الأمراض النفسية الجسدية على إجراء الفحص البدني للمريض، والتعرف على تاريخه المرضى، والتوقيت الذي بدأت فيه الأعراض، كما يطلب الطبيب مجموعة من الإجراءات الطبية التي تساعد على استبعاد إصابة المريض بمشكلات صحية أخرى؛ لأنها قد تكون السبب وراء هذه الأعراض. [1]

عندما لا يتوصل الطبيب عادةً إلى سبب طبي واضح يفسر الأعراض الجسدية التي يشكو منها المريض، يشتبه عادةً في إصابة المريض باضطراب نفسي، وهناك بعض المعايير التي تؤكد هذا التشخيص، من ضمنها: [1]

  • معاناة المريض من عرض أو أكثر من الأعراض الجسدية.
  • استمرار الأعراض لمدة ستة أشهر على الأقل.
  • شعور المريض بالقلق الدائم بشأن هذه الأعراض.

علاج الأمراض النفسية الجسدية

يهدف علاج الأمراض النفسية الجسدية إلى الجمع بين العلاج الدوائي للأعراض الجسدية التي يعاني منها المريض، إلى جانب العلاج النفسي للاضطراب الذي أدى إلى حدوث المشكلة، حيث يشبه الأطباء طبيعة الأمراض الجسدية النفسية بأنها تشبه نهر يفيض بعد انهيار سد، وبالتالي فإن الطريقة الأكثر فعالية هي إصلاح السد منعاً لحدوث المزيد من الفيضانات، لكن هذا لا يقلل من أهمية التعامل مع آثار الفيضانات التي حدثت أثناء إصلاح هذا السد. [2]

تتضمن الحلول الطبية المتبعة في علاج الأمراض النفسية الجسدية: [1]

الوقاية من الأمراض النفسية الجسدية

ينصح الأطباء باتباع مجموعة من الإرشادات البسيطة التي تساعد على الوقاية من الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي، تتضمن هذه الإرشادات: [1]

  • الإقلاع عن التدخين.
  • الحصول على قسط كاف من النوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • عدم الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
  • عدم التردد في طلب الدعم النفسي من المقربين عند الحاجة لذلك.
  • وضع حدود في التعامل مع الآخرين؛ لتقليل الضغط النفسي.
  • الحفاظ على الوزن المثالي واتباع نظام غذائي صحي.

الأمراض الجسدية ذات المنشأ النفسي من المشكلات الشائعة التي يعاني منها الكثيرون، دون أن يعلموا أن السبب الحقيقي وراء مشكلاتهم الجسدية هو اضطراب نفسي لم يتم التعامل معه بشكل سليم، الأمر الذي يزيد من أهمية اتباع نمط حياة صحي، يقلل من التوتر، ويساعد في الوقاية من الإصابة بالاضطرابات النفسية.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!