;

احتقان الأنف بين الأسباب والمضاعفات

احتقان الأنف مرض شائع، فما هي أسبابه وأهم مضاعفاته؟ وهل يستوجب الأمر زيارة الطبيب؟ تعرف معنا على المزيد حول احتقان الأنف أو انسداده.

  • تاريخ النشر: الأحد، 20 مارس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 02 يناير 2024
احتقان الأنف بين الأسباب والمضاعفات

يُزعج احتقان الأنف الكثير من الناس على اختلاف أعمارهم، حيث يؤثر على جودة نومهم ومختلف أنشطتهم اليومية، فما المقصود بالاحتقان في الأنف أو انسدادها؟ وما هي أهم مسبباته ومضاعفاته؟  نقدم لك العديد من الاستفسارات والإجابات حول احتقان الأنف في طيات السطور القادمة.

ما المقصود باحتقان الأنف

يُقصد باحتقان الأنف أو انسدادها (بالإنجليزية: Nasal congestion or Stuffy nose(انسداد الممرات الأنفية وعدم القدرة على التنفس بشكلٍ طبيعي، نتيجة إصابة الأغشية المخاطية والأوعية الدموية المبطنة للأنف والتهاب الجيوب الأنفية وتورمها. [1]

ما هي مسببات احتقان الأنف 

هناك عوامل متعددة تؤدي إلى تهيج والتهاب الأنسجة الأنفية مما يسبب تورمها، نذكر منها:[2]

  1. التهاب الجيوب الأنفية بنوعيه الحاد والمزمن، حيث يُسبب تورم الأنسجة الأنفية؛ مما يعوق التصريف الطبيعي للمخاط ويُسبب تراكمه.
  2. حالات الحساسية المختلفة، مثل: حساسية حبوب اللقاح، وشعر الحيوانات الأليفة، وسم النحل.. وغيرها، وينتج الجهاز المناعي بالجسم عند التعرض لمثل تلك المسببات أجساماً مضادة، تُسبب احتقاناً للأنف، والتهاباً للجيوب الأنفية، وحكة جلدية، وقد يصل الأمر في بعض الحالات الشديدة إلى حدوث الوفاة.
  3. الإصابة بـمتلازمة شيرج ستروس (بالإنجليزية: Churg-Strauss syndrome)، وهذه المتلازمة ما هي إلا خلل يُصاحبه التهاب في الأوعية الدموية، والذي يُعيق بدوره تدفق الدم إلى بعض الأنسجة ومنها الأنسجة الأنفية؛ مما يُسبب حساسية الأنف واحتقانه.
  4. دخول جسم غريب في الأنف؛ لذلك كان من الضروري تشخيص سبب حدوث الاحتقان في الأنف، الذي لا تزول أعراضه سريعاً عند بعض الفئات، مثل: الأطفال، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يحتاجون للرعاية الخاصة، وقد يصاحب الاحتقان في هذه الحالة نزول إفرازات ذات رائحة كريهة
  5. الزكام يسبب انسداد الأنف واحتقانه، وكذلك بالنسبة للإنفلونزا، وهي أمراض تنتج عن عدوى فيروسية تُصيب الأنف والحلق، ويُمكن الشفاء منها خلال أيام.
  6. انحراف الحاجز الأنفي؛ مما يؤدي إلى ضيق إحدى فتحتي الأنف؛ مما يسبب الاحتقان في الأنف، أو تورم الأنسجة المبطنة للأنف، أو كلا العرضين معاً.
  7. الربو المهني، الناتج عن استنشاق أبخرة المواد الكيميائية، والغازات، والأتربة وغيرها من المواد التي تُسبب التحسس، أو التهيج، أو إثارة الجهاز المناعي.
  8. الإفراط في استخدام بخاخات الأنف المضادة للاحتقان، تؤدي إلى عودة أعراض الانسداد الأنفي مرة أخرى.
  9. تناول بعض العقاقير، مثل تلك التي تُعالج الصرع، أو الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم.
  10. التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تُصاحب المرأة الحامل.
  11. اضطرابات الغدة الدرقية.
  12. المشروبات الكحولية.
  13. الهواء الجاف.
  14. التدخين.
  15. الإجهاد.

المشاكل والمضاعفات الناتجة عن احتقان الأنف

يُسبب احتقان الأنف مشاكل صحية وإزعاجاً شديداً للمصابين به، وخصوصاً لدى الأطفال والرضع، ونذكر من تلك المضاعفات:[3]

  1. حدوث التهاب في الحلق نتيجة دخول الهواء مباشرةً من الفم دون تنقية.
  2. تعوق الرضاعة الطبيعية أو الصناعية عند الرضع.
  3. عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
  4. جفاف الفم والحلق، نتيجة التنفس من الفم.
  5. تورم وآلام حول منطقة الأنف والعين.
  6. عدم القدرة على التركيز.
  7. رائحة كريهة للفم.
  8. شخير أثناء النوم.
  9. الصداع.
  10. الأرق.
  11. الإجهاد.

علاج احتقان الأنف دوائياً

يشمل هذا النوع من العلاج أشكالا صيدلانية مختلفة كالأشربة، أو الأقراص، أو البخاخات الموضعية، ومن العلاجات الدوائية المطروحة في الأسواق:[4][5]

  1.  استخدام مضادات الاحتقان، التي تعمل على تقليل التورم والألم في الممرات الأنفية، وتكون عادةً في صورة بخاخ للأنف، أو أقراص، وبخاخ الأنف الأكثر شيوعاً هو عقار أفرين (بالإنجليزية: Afrine)، والمادة الفعالة به هي مادة أوكسي ميتازولين (بالإنجليزية: Oxymetazoline)، بينما ينتشر استخدام الأقراص التي تحتوي على المادة الفعالة سودوإفدرين (بالإنجليزية: Pseudoephedrine)، وهذه المادة تنتشر في العديد من المنتجات الدوائية.
  2. تناول العقاقير المضادة للحساسية، ومضادات الهيستامين، وكلا النوعين يعمل على تقليل التورم والالتهاب الحادث للأنسجة الأنفية، والناتج عن التعرض للمهيجات أو مسببات الحساسية السابق ذكرها.
  3. تناول العقاقير التي تجمع بين مضادات الحساسية، ومضادات الاحتقان معاً؛ مما يزيد من فعالية تلك العقاقير في التخلص من احتقان الأنف.
  4. استخدام بخاخات الأنف التي تحتوي على محلول ملحي مخفف بدرجة معينة، وقد يضاف عليها أيضاً بعض المواد الفعالة المضادة للاحتقان، ويعمل المحلول الأنفي في حد ذاته على استراتيجيتين هما الترطيب والتطهير في ذات الوقت.
  5. استخدام البخاخات الأنفية الستيرويدية، للتخلص من الالتهاب والألم.
  6. يُنصح في حالة الرضع باستخدام أنبوب لشفط المخاط.
  7. استخدام أشرطة طبية للأنف تحتوي على مواد فعالة تُساعد على فتح الممرات الأنفية.

علاج احتقان الأنف من خلال إجراءات منزلية

وهناك العديد من الخطوات المنزلية التي تُساعدك على تهدئة أعراض الاحتقان؛ مما يُتيح  مزاولة أنشطتك اليومية بالكفاءة المطلوبة منك، كما أنها تمنحك نوماً أكثر راحة، ومن المعروف أن النوم الجيد يعزز من كفاءة الجهاز المناعي للجسم؛ مما يُساعد على سرعة التعافي، ومن هذه الإجراءات المنزلية نذكر التالي:[8]

  1. تجنب شرب المنبهات مثل القهوة والشاي قبل النوم بست ساعات على الأقل، ليس فقط لتجنب الأرق، لكن المنبهات عادة ما تكون مدرة للبول، وأنت في حالة صحية تستدعي إبقاء جسمك في تروية.
  2. تجنب نفخ الأنف بقدر المستطاع، وإن كان لابد من ذلك يكون من خلال فتحة واحدة بالأنف، لتجنب وصول الإفرازات إلى الجيوب الأنفية.
  3. تناول الأطعمة الحارة، فتناول الأطعمة التي تحتوي على الشطة مثلاً يزيد من إفراز المخاط مما يُساعد على سيلان الأنف.
  4. رفع الرأس في مستوى أعلى من مستوى الجسم أثناء النوم، تسمح هذه الوضعية على التنفس بشكلٍ طبيعي.
  5. استنشاق البخار؛ مما يساعد على فتح الممرات الأنفية من جهة، وترطيب الأنسجة الأنفية من جهةٍ أخرى.
  6. أخذ حمام دافئ يُساعد في تخفيف لزوجة المادة المخاطية المفرزة، مما يحد من الاحتقان.
  7. تناول الأشربة الدافئة والمحلاة بالعسل، حيث يزيد العسل من قدرة الجسم الدفاعية ضد العدوى.
  8. الابتعاد عن الحيوانات الأليفة، لأن الشعر المتطاير منها يزيد الأعراض سوءً.
  9. تطبيق الزيوت الطيارة على منطقة الصدر مثل المنثول.
  10. الغرغرة بمحلول ملحي مخفف.
  11. إبقاء الجسم في حالة تروية دائمة.

علاج احتقان الأنف جراحياً

يلجأ الطبيب إلى هذا الخيار في حالات مرضية معينة، مثل تصحيح انحراف الوتيرة، ويتطلب ذلك من جراح الأنف قطع أو إزالة بعض أجزاء الحاجز الأنفي، لإعادته إلى وضعه الطبيعي في المنتصف.[6]

حالات احتقان الأنف التي تستوجب التواصل مع الطبيب

تُوجد بعض الحالات التي يجب الرجوع فيها إلى استشارة الطبيب المختص، لوصف العلاج المناسب، منها: [5]

  1. ارتفاع درجة الحرارة من الأعراض التي يجب الحذر منها ويجب وقتها سرعة التوجه للطبيب.
  2. سرعة استشارة طبيب الأطفال في حالة إصابة الرضيع باحتقان الأنف، حيث يُسبب هذا الأمر صعوبة بالغة أثناء الرضاعة الطبيعية، أو الصناعية.
  3. يجب استشارة طبيب الأطفال، إذا كان الاحتقان في الأنف يُؤثر على نوم الطفل أو طعامه.
  4. نزول إفرازات بلون أخضر، أو أصفر، أو يصاحبها نزول دم.
  5. نزول سائل شفاف بصورة مستمرة.
  6. إذا استمر الاحتقان أكثر من 10 أيام.

إرشادات ونصائح أثناء إصابتك باحتقان الأنف

مرض احتقان الأنف يسهل التعافي منه عند الالتزام بالعلاج المناسب، بالإضافة إلى اتباع الإرشادات الآتية:[7]

  1. تجنب استخدام البخاخات المضادة للاحتقان أكثر من 3 أيام، منعاً من زيادة الأعراض سوءً، حيث إنها تسبب التعود.
  2. توقف عن تناول الأقراص المضادة للاحتقان بعد اليوم السابع من بداية الاستخدام، حيث إنها تُسبب ارتفاعاً في ضغط الدم.
  3. عند تناولك للعقاقير المضادة للحساسية، أو مضادات الهيستامين، تأكد أولاً أنك غير مقبل على قيادة السيارة، أو مزاولة أنشطة تحتاج التركيز والوعي، حيث تؤدي هذه العقاقير إلى زيادة الرغبة في النوم، كما أنها تسبب عدم القدرة على التركيز.
  4. تجنب النزول إلى حمامات السباحة التي تحتوي على الكلور، منعاً من حدوث المزيد من التهاب الأنسجة الأنفية.
  5. عدم تناول المضادات الحيوية، لأن الاحتقان في الأنف يكون نتيجة  عدوى فيروسية وليست بكتيرية، ومن هنا كان تناول المضادات الحيوية ليس له فائدة على الإطلاق، بل يُعطي هذا التناول الخاطئ فرصة للجسم، لعمل مناعة ضد تلك المضادات الحيوية، فلا يستفيد المريض من فعاليتها بعد ذلك.
  6. استخدم المناديل الورقية للتخلص من سيلان الأنف الذي يُصاحب الاحتقان أحياناً، ولا تلجأ إلى نفخ الأنف، حتى لا تدفع سوائل الأنف نحو الأذن، أو الجيوب الأنفية.
  7. لا يجب إعطاء مضادات الاحتقان للأطفال تحت عمر الرابعة.
  8. اغسل يديك جيداً بعد التعامل مع منطقة الأنف.
  9. احذر التعرض لتيارات الهواء بعد حمامك الدافئ.

وختاماً نحب أن ننوه عزيزي القارئ أن مرض احتقان الأنف يستطيع الكثيرون التعامل معه من خلال العلاجات المنزلية أو الدوائية، لكن إذا استمرت الأعراض، ولم تستجب الحالة للعلاج، فننصح بضرورة زيارة الطبيب المختص.