;

إيجابيات وسلبيات العلاج السلوكي المعرفي واستخدامه للاكتئاب والرهاب

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الخميس، 21 يناير 2021 آخر تحديث: الأحد، 30 أبريل 2023

يتسم العلاج السلوكي المعرفي بشعبية كبيرة، ويختلف عن معظم العلاجات النفسية الأخرى، بأنه يشمل مزيجاً من التقنيات المختلفة، والتي تستخدم تبعاً للاضطراب الذي يتم علاجه؛ لذا سنتعرف ضمن هذا المقال على سلبيات وإيجابيات العلاج المعرفي السلوكي، كما سنتعرف على كيفية استخدامه في علاج الرهاب الاجتماعي والاكتئاب.

ما هو العلاج السلوكي المعرفي

هو أسلوب علاج نفسي، يتعامل فيه الشخص مع أخصائي علاج نفسي، عبر عدد محدد من الجلسات، ويمكّن العلاج السلوكي المعرف (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy (الشخص من التعرف على الأفكار وأنماط السلوك السلبية أو غير المفيدة، ويساعده في تحديد واستكشاف الطرق التي تؤثر بها عواطفه وأفكاره على أفعاله، وبمجرد أن يلاحظ الشخص هذه الأفكار والسلوكيات، يمكنه حينها البدء في تعلم إعادة صياغة أفكاره بطريقة أكثر إيجابية وفائدة، حيث يعتمد العلاج المعرفي السلوكي إلى حد كبير على فكرة أن أفكار وعواطف وأفعال الإنسان مرتبطة ببعضها البعض؛ وبالتالي فإن الطريقة التي يفكر ويشعر بها الشخص حيال أي شيء، يمكن أن تؤثر على ما يفعله.[1]

إيجابيات العلاج المعرفي السلوكي

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي، علاجاً قصير الأمد، ما يجعله يحقق مجموعة من الإيجابيات، والتي تتلخص فيما يلي:[2]

  • يعد فعالاً كالأدوية في علاج بعض اضطرابات الصحة العقلية، كما يكون مفيداً في الحالات التي لا يعمل فيها الدواء وحده.
  • يمكن إكمال هذا النوع من العلاج في فترة زمنية قصيرة نسبياً مقارنة بالعلاجات النفسية الأخرى.
  • تركز فنيات العلاج المعرفي السلوكي على إعادة تدريب الأفكار وتغير السلوكيات، من أجل إجراء تغيرات على ما يشعر به الشخص.
  • تساهم طبيعة العلاج المعرفي السلوكي -شديدة التنظيم- في إتاحة العلاج بتنسيقات مختلفة، بما فيها مجموعات وكتب المساعدة الذاتية وبرامج الكمبيوتر.
  • المهارات التي يتم تعلمها في تمارين العلاج المعرفي السلوكي هي استراتيجيات مفيدة وعملية، يمكن دمجها في الحياة اليومية للمساعدة على التعامل بشكل أفضل مع الضغوط والصعوبات المستقبلية، حتى بعد انتهاء العلاج.

سلبيات العلاج المعرفي السلوكي

على الرغم من الإيجابيات العديدة لهذا النوع من العلاج النفسي، إلا أنه يشمل عدداً من العيوب، وهي كالتالي:[2]

  • يمكن أن يستغرق حضور الجلسات العادية وتنفيذ أي عمل إضافي بين الجلسات الكثير من الوقت.
  • قد لا يكون مناسباً للأشخاص الذين يعانون من احتياجات الصحة العقلية الأكثر تعقيداً أو صعوبات التعلم.
  • قد يمر الشخص بفترات أولية يشعر فيها بالقلق أو الانزعاج العاطفي، نظراً لأن العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن ينطوي على مواجهة العواطف والقلق.
  • يجد بعض النقاد، أنه لا يعالج سوى المشكلات التي يعاني منها الشخص في الحاضر، ويركز على قضايا محددة؛ وبالتالي فإنه لا يعالج الأسباب الكامنة وراء حالات الصحة العقلية، كالطفولة غير السعيدة.
  • يركز على قدرة الفرد على تغيير نفسه (من أفكار ومشاعر وسلوكيات)، ولا يعالج المشكلات الأوسع في الأنظمة الاجتماعية أو العائلات، والتي غالباً ما يكون لها تأثير كبير على صحة الفرد ورفاهيته.

العلاج المعرفي السلوكي للرهاب الاجتماعي

يستخدم علاج سلوكي معرفي (CBT)، في معالجة اضطراب الرهاب الاجتماعي (SAD)، ويعتمد نجاحه بنسبة كبيرة على المعالج النفسي الذي يقوم به، إذ يجب أن يكون من ذوي الخبرة، ويعرف التقنيات الخاصة الأكثر فعالية لاضطراب الرهاب الاجتماعي، كون العلاج المعرفي السلوكي يشمل مجموعة من التقنيات، والتي يستخدم كل منها لاضطراب معين.[3]

 تحديد المعتقدات غير العقلانية وأنماط التفكير واستبدالها بآراء أكثر واقعية

  • التصورات الخاطئة التي قد تكون لدى الشخص حول قدراته وقيمته الذاتية.
  • الشعور بالذنب أو الإحراج أو الغضب من المواقف الماضية.
  • كيف يكون أكثر حزماً.
  • التعامل مع المثالية والواقعية.
  • التعامل مع التسويف المرتبط بالقلق الاجتماعي.[3]

مجموعة من مفاتيح نجاح العلاج

  • الإيمان بأن العلاج المعرفي السلوكي سيحل مشكلة الرهاب الاجتماعي.
  • الاستعداد التام لإكمال الواجبات المنزلية التي يطلبها منه المعالج.
  • القدرة على مواجهة الأفكار غير المريحة.
  • الحفاظ على الاستمرارية والتكرار بشكل يومي.

نتيجة رحلة العلاج

تبدأ رحلة علاج الرهاب الاجتماعي عن طريق العلاج السلوكي المعرفي، بتحديد الأفكار التلقائية السلبية وجعلها محايدة منطقياً، وعندما يصبح هذا أسهل على الشخص، سيؤدي إلى الوصول لأفكار أكثر واقعية، وحينها فقط يصبح الأمر تلقائياً واعتيادياً، ومع مرور الوقت، ستتأثر عمليات الذاكرة وستتغير المسارات العصبية في الدماغ، وسيبدأ الشخص في التفكير والتصرف والشعور بشكل مختلف، لكن الأمر يتطلب بالدرجة الأولى المثابرة والممارسة والصبر لإحراز تقدم.[3]

العلاج المعرفي السلوكي للاكتئاب

وثبت علمياً أن هذه الطريقة من العلاج النفسي هي طريقة فعالة في علاج أعراض الاكتئاب، فهو يعمل على تعديل أنماط التفكير، وتغير السلوكيات والحالات المزاجية، بالإضافة إلى أنه يركز على كيفية تحسين الحالة الذهنية للشخص المصاب بالاكتئاب، في الوقت الحالي، بدلاً من التركيز على الماضي، ويمكن تلخيص خطوات رحلة علاج الاكتئاب بالعلاج المعرفي السلوكي:[4]

  • يلتقي الشخص بالمعالج النفسي، لمدة لا تقل عن خمس جلسات أو ما يصل إلى 20 جلسة أسبوعية أو نصف شهرية، وتستغرق الجلسات عموماً ما بين 30 - 60 دقيقة.
  • خلال الجلسات الأولى (2-4)، سيتأكد المعالج مما إذا كان الشخص مناسباً للعلاج، وما إذا كان المصاب يشعر بالراحة تجاه المعالج.
  • يسأل المعالج عن ماضي الشخص، فعلى الرغم من تركيز هذا النوع من العلاج النفسي على الحاضر، إلا أنه قد يتطلب أحياناً الانفتاح على الماضي لفهم كيفية تأثيره على الشخص حالياً.
  • يضع الطبيب المختص خطة علاج معرفي سلوكي للاكتئاب.

ملاحظة: ويمكن أن يستخدم العلاج المعرفي السلوكي من قبل جميع الأشخاص، لكن يقتصر استخدامه كعلاج مستقل، على حالات الاكتئاب الخفيف والمتوسط، أما في حال كان الشخص يعاني من اكتئاب شديد، فإن العلاج المعرفي السلوكي، يتطلب وجود علاج بالأدوية أيضاً، لكي يحقق نجاحاً.[4]

يمكن القول أن العلاج السلوكي المعرفي، وإن كان له بعض العيوب، إلا أن ذلك لا يؤثر على أهميته بين العلاجات النفسية الأخرى، كونه يحقق نسبة نجاح كبيرة في علاج العديد من الأمراض والحالات النفسية والعقلية.