;

أمراض القلب الخلقية عند الأطفال

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 01 يونيو 2022 آخر تحديث: الخميس، 29 سبتمبر 2022
أمراض القلب الخلقية عند الأطفال

الأمراض الخلقية تلك التي توجد منذ اللحظة الأولى من الولادة، وقد يتم تشخيصها قبل ذلك أحياناً، وكونها خلقية يعني ملازمتها للمريض طول حياته.

أمراض القلب الخلقية

أمراض القلب الخلقية (بالإنجليزية: Congenital Heart Defect) هي تلك العيوب والتشوهات الحاصلة في بنية القلب لدى الطفل منذ ولادته أي وُجد عليها، من هذه الأمراض ما لا يحتاج أي تدخل علاجي فيكون بسيطاً، ومنها ما هو معقد ويحتاج إلى عدة إجراءات جراحية للتعايش معه. [1]

أعراض مرض القلب الخلقي

ملاحظة أمراض وعيوب القلب الخلقية تكون منذ لحظة الولادة، وذلك بحسب الأعراض الظاهرة على المريض، وقد يتأخر التشخيص حتى الشهور الأولى من عمر الطفل بحسب موعد ظهور هذه العلامات والأعراض لمرض القلب، وهي: [1]

أعراض حديثي الولادة

منذ اليوم الأول للولادة يتم ملاحظة عدد من الأعراض على الطفل تدل على إصابته بمرض في القلب؛ مثل:[1]

  • شفاه شاحبة رمادية اللون أو زرقاء.
  • لسان ذو لون أزرق.
  • أظافر مزرقة.
  • تورم في الساقين والبطن وحول العينين.
  • ضيق في التنفس أثناء الرضاعة، الأمر الذي يؤدي لانخفاض وزن الرضيع.

أعراض المرحلة المبكرة من الطفولة

الشهور الأولى من الولادة وحتى مراحل مبكرة من الطفولة، ترافقها أعراض قد تدل على وجود عيب خلقي في القلب؛ مثل:[1]

  • ضيق التنفس بعد ممارسة مجهود بدني بسيط، أو ممارسة الرياضة.
  • التعب بسهولة بعد بذل أي مجهود.
  • تورم في اليدين أو الكاحلين أو القدمين.

آلية عمل القلب

فهم آلية عمل القلب الطريق نحو معرفة وتحديد أسباب أمراض القلب الخلقية، ففي البداية عليك معرفة أن بنية القلب تنقسم إلى أربع حجرات، حجرتين على اليمين، وحجرتين على اليسار، وجميعهم يعمل بانتظام حتى يتم ضخ الدم إلى كافة أنحاء الجسم. [1]

الجانب الأيمن من القلب مهمته نقل الدم إلى الرئتين، حيث أن هناك يقوم بحمل كمية وافرة من الأكسجين، لينتقل بعدها إلى الجانب الأيسر من القلب، الذي يعيد ضخ الدم عبر الشرايين والأوردة إلى باقي أعضاء الجسم موزعاً خلالها الأكسجين والغذاء اللازم للخلايا.[1]

أسباب أمراض القلب الخلقية

يتطور قلب الإنسان ويكون معرضاً لظهور عيب خلقي فيه خلال الأسابيع الستة الأولى من الحمل، هذا التطور يكون في بنيته وأوعيته الدموية الرئيسية، وفي هذه المرحلة بالتحديد تتمكن الأم من سماع صوت نبض جنينها لأول مرة، السبب وراء حصول عيب وتشوه في هذه المرحلة غير معروف وواضح، لكن يتكهن العلماء ببعض الأسباب الوراثية، والظروف الطبية، والأدوية، والتدخين في كونها أسباباً لنشأة هذه الأمراض.[1]

وُجد بأن أسباب أمراض القلب الخلقية يمكن تحديدها أو على الأقل فهم كيفية حدوثها، بعد تقسيم أنواع أمراض القلب الخلقية إلى عدة أنواع وهي:[1]

  • نوع حاصل بسبب تغيير في وصلات القلب أو الأوعية الدموية المتصلة به.
  • نوع يحدث بسبب مشكلة في صمامات القلب.
  • نوع مشترك يضم فيه أكثر من عيب خلقي ما بين وصلات القلب والصمامات.

عوامل الخطر

عوامل الخطر التي تزيد من فرصة ولادة الطفل مع عيب خلقي في القلب تكون كالآتي: [2]

  • الأمراض الموروثة من أحد الوالدين أو كلاهما، ومن الأمراض الوراثية التي قد ينتج معها عيب خلقي في القلب متلازمة داون، ومتلازمة تيرنر، ومتلازمة نونان.
  • سكري الحمل يُعرض الجنين لخطر الولادة مع مرض خلقي في القلب.
  • تعاطي الكحول أثناء الحمل من شأنه أن يؤثر على أنسجة المريض بشكل سُمي، ويسبب ما يعرف باضطراب طيف الكحول الجنيني الذي ينشأ عنه عيوب في الحاجز الأذيني أو البطيني من القلب.
  • التعرض للحصبة الألمانية أثناء الحمل قد يؤثر على الجنين ويسبب له بعض التشوهات الخلقية في القلب.
  • الإصابة بالأنفلونزا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
  • تناول بعض أنواع الأدوية خلال الحمل؛ مثل: أدوية حب الشباب، ومسكن الإيبوبروفين، وغيره.
  • الأمهات المصابات بمرض بيلة الفينيل كيتون يوريا (بالإنجليزية: Phenylketonuria).
  • التعرض لبعض المذيبات العضوية والمواد الكيميائية؛ مثل: الطلاء، أو الغراء.

أنواع أمراض القلب الخلقية

هناك عدد من أمراض القلب الخلقية التي قد يعاني منها الأطفال، منها ما يأتي: [3]

  • تضيق الأبهر.
  • عيب الحاجز الأذيني.
  • عيب القناة الأذينية البطينية.
  • متلازمة القلب الأيسر ناقص التنسج.
  • القناة الشريانية السالكة.
  • الثقبة البيضوية الواضحة.
  • رتق الرئة.
  • تضيق رئوي.
  • شذوذ إبشتاين.
  • رباعية فالو.
  • تحويل الشريان الرئيسي.
  • عيب الحاجز البطيني.
  • الجذع الشرياني.
  • رتق الصمام ثلاثي الشرف.
  • تضيق في الشريان الأورطي.
  • مرض كاواساكي.
  • متلازمة آيزنمنغر.

علاج أمراض القلب الخلقية

بعض أمراض القلب الخلقية قد لا تحتاج إلى أي إجراء علاجي، لكن الأمراض الخطيرة والتي تؤثر على الطفل بشكل سلبي، تحتاج تدخلاً فورياً منذ الولادة، فتكون الطرق العلاجية المتاحة: [3] [4]

الجراحة

قد يكون الخيار العلاجي المناسب لمرض القلب هو إجراء الجراحة، وفيما يأتي ذكر لبعض هذه الجراحات:[3] [4]

  1. قسطرة القلب (بالإنجليزية: Cardiac Catheterization) وهي عملية جراحية يعتمد فيها الطبيب إلى إصلاح العيوب الخلقية؛ مثل: الثقوب والتضيق، هذه العملية لا تحتاج إلى إجراء جراحة قلب مفتوح، وإنما يتم التحكم فيها باستخدام أنابيب مرنة التي تسمى قسطرة (بالإنجليزية: Catheters).
  2. عملية القلب المفتوح.
  3. زراعة قلب في حالة وجود عيب خطير لا يمكن إصلاحه.
  4. التدخل الجراحي قبل الولادة وهو أمر نادر في حالة اكتشاف عيب خلقي قبل ولادة الجنين، يهدف إلى تقليل المضاعفات، وتصحيح المشكلة.

الأدوية الطبية

كما يمكن أن يكون علاج المرض في القلب من خلال وصف بعض الأدوية للبالغين من قِبل الطبيب، منها ما يأتي:[3] [4]

  • أدوية ضغط الدم.
  • مدرات البول.
  • أدوية تنظيم ضربات القلب.

طريقة التشخيص

هناك عدد من الفحوصات التي يقوم بها الطبيب لتأكيد إصابة الطفل بعيب خلقي في القلب، منها: [4]

  • قياس النبض عن طريق مستشعر الأصبع، مع تسجيل كمية الأكسجين حتى يتم ملاحظة أي مشكلة في القلب أو الرئة.
  • تخطيط كهربية القلب.
  • مخطط صدى القلب باستخدام الموجات فوق الصوتية.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية.

مضاعفات أمراض القلب الخلقية

الطفل المصاب بمرض خلقي في قلبه؛ معرض لعدة مضاعفات مقلقة؛ مثل: [5]

  1. مواجهة مشاكل في النمو الطبيعي إذ يلاحظ تأخر نمو الطفل؛ مثل بدء المشي والتحدث، كما قد يواجه الطفل صعوبة في التعلم واستخدام اللغة والتعبير عن نفسه، علاوة على وجود ضعف في التركيز والانتباه وغيره.
  2. التهابات الجهاز التنفسي المتكررة مثل السعال وضيق الصدر والتنفس السريع.
  3. التهاب القلب الداخلي تحديداً التهاب الشغاف أي بطانة القلب والصمامات، فيعاني المريض من حمى وقشعريرة وصداع، والعديد من الأعراض الأخرى.
  4. ارتفاع ضغط الشريان الرئوي إذ يظهر على شكل ضيق في التنفس، وتعب مع إغماء، وألم في الصدر.
  5. مشاكل في ضربات القلب.
  6. الموت القلبي المفاجئ بسبب عدم انتظام ضربات القلب البطيني غالباً.
  7. فشل القلب.
  8. جلطات الدم التي تؤدي إلى انسداد رئوي أو سكتة دماغية.

الحمل وأمراض القلب الخلقية

المرأة المصابة بمرض خلقي في القلب تكون قادرة على الحمل بشكل طبيعي، لكن ذلك يعني تطبيق ضغط إضافي على قلبها قد يسبب مشاكل ويعرض حياتها للخطر، لذلك ينصح المرأة في هذه الحالة الطبية استشارة طبيب مختص قبل الإقدام على خطوة الحمل لتقديم العون اللازم لها، والنصيحة التي تناسب وضعها الصحي، كما أنه ينصح بإجراء صورة صدى قلب للجنين في الأسبوع 20 من الحمل للتأكد من سلامة قلبه أيضاً. [5]

أمراض القلب الخلقية يمكن تجنبها عبر الابتعاد عن عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة فيها، كما يجدر التعايش معها باستشارة الطبيب المختص، وإيجاد الدعم الأسري الكافي لمواجهة هذه الأمراض.