;

أمراض السائل المنوي

تتضمن أمراض السائل المنوي مجموعة من المشكلات التي تؤثر على عدد الحيوانات المنوية، وشكلها، وجودتها، وسرعتها في الحركة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 12 أكتوبر 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 19 أبريل 2023
أمراض السائل المنوي

ارتبطت زيادة نسبة العقم لدى الرجال بتزايد الإصابة بمشكلات تؤثر على الحيوانات المنوية، الأمر الذي يفرض أهمية التعرف على أمراض السائل المنوي؛ لأن ذلك من أهم العوامل التي تساعد على تشخيص المشكلة، واقتراح الحل المناسب لكل مريض، لذا نستعرض في هذا المقال بعض المشكلات الشائعة المرتبطة بالحيوانات المنوية، وكيفية تشخيصها وعلاجها

السائل المنوي

السائل المنوي (بالإنجليزية: Seminal Fluid) هو سائل أبيض يخرج من الجهاز التناسلي الذكري، يحتوي هذا السائل على الحيوانات المنوية المسؤولة عن تخصيب بويضات الأنثى، كما يحتوي على بعض السوائل التي تتجمع لتشكل بلازما منوية، مما يساعد على بقاء الحيوانات المنوية على قيد الحياة. [1]

يعد التحليل الشامل للسائل المنوي هو الخطوة الأولى التي تساعد على تقييم حالة المريض، والتأكد من سبب العقم الذي يعاني منه، وهناك بعض المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية للتأكد من عدم وجود أي مشكلات أو أمراض في السائل المنوي، تتضمن هذه المعايير: [1]

  • يحتوي على تركيز 15 مليون حيوان منوي لكل مللي.
  • تكون حركة الحيوانات المنوية بنسبة 40% أو أكثر.
  • يكون شكل الحيوانات المنوية من خلال تحليل كروجر 4% أو أكثر.

أشهر أمراض السائل المنوي

تتضمن أمراض السائل المنوي بعض العيوب التي تحدث في عدد وجودة الحيوانات المنوية، إلى جانب بعض الاضطرابات التي من المحتمل أن تحدث في انبعاث الحيوانات المنوية، نخصص هذا الجزء من المقال لنستعرض بعض مشاكل الحيوانات المنوية الشائعة. [2]

نقص عدد الحيوانات المنوية

تعد قلة عدد الحيوانات المنوية، أو كما يطلق عليها أحياناً قلة النطاف (بالإنجليزية: Oligospermia) من أشهر أمراض السائل المنوي، وهي مشكلة يعاني فيها المريض من قلة عدد الحيوانات المنوية في عينة السائل المنوي عن 15 مليوناً. [1]

تشير الأبحاث إلى أن الإنتاج الطبيعي للحيوانات المنوية يصل في المتوسط إلى 86 مليون حيوان منوي في اليوم الواحد، وهناك بعض العوامل الخارجية التي تؤثر على عدد الحيوانات المنوية التي ينتجها الرجل، وتعد الحرارة، وسوء التغذية، والتدخين، من أشهر هذه العوامل، كما تساهم بعض العوامل الداخلية؛ مثل: دوالي الخصيتين، والخصائص العامة للخصية، في حدوث نفس المشكلة. [1]

ضعف حركة الحيوانات المنوية

تشير حركة الحيوانات المنوية إلى قدرتها على الحركة بشكل صحيح عبر الجهاز التناسلي للأنثى؛ للوصول إلى البويضة وتخصيبها، وعلى الرغم من أن السبب الشائع للإصابة بالعقم بين الرجال هو انخفاض عدد الحيوانات المنوية، إلا أن هناك بعض الرجال يعانون من العقم بسبب ضعف حركة الحيوانات المنوية. [1][3]

ينبغي أن تتمتع 50% من الحيوانات المنوية الموجودة في السائل المنوي بحركة تقدمية ذات نوعية جيدة، وعندما يكون مستوى الحركة أقل من هذه النسبة، يعاني المريض من مشكلة تسمى وهن النطاف (بالإنجليزية: Asthenospermia)، ومن الملاحظ أن هناك نسبة كبيرة من الرجال الذين لديهم نقص في عدد الحيوانات المنوية، لديهم أيضاً ضعف في حركتها. [1][3]

انعدام الحيوانات المنوية

تحدث مشكلة انعدام الحيوانات المنوية أو كما يطلق عليها فقد النطاف (بالإنجليزية: Azoospermia) عندما لا توجد أي حيوانات منوية في عينة السائل المنوي للمريض، يعاني 2% من الرجال من هذه المشكلة، وهي تعد سبباً رئيسياً لعدم حدوث الحمل في كثير من الحالات. [1]

ترتبط مشكلة انعدام النطاف بمجموعة من الاضطرابات التناسلية التي من الممكن أن تؤثر على الرجل، ومن أشهرها: [1]

  • عوامل جينية.
  • دوالي الخصية.
  • الخصية المعلقة.
  • انسداد في الأعضاء التناسلية.
  • عدوى في الجهاز التناسلي الذكري.
  • مضاعفات مترتبة على بعض الإجراءات الطبية في الجهاز التناسلي؛ مثل: العلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي.

بالإضافة إلى الاضطرابات التناسلية، يزيد معدل الإصابة بانعدام النطاف عند الرجال الذين يتعاطون المواد المخدرة، أو الذين يفرطون في تناول المشروبات الكحولية، كما تظهر المشكلة في بعض الأحيان عند الإفراط في تناول المنشطات، والمضادات الحيوية. [1]

اضطرابات في شكل الحيوانات المنوية

مورفولوجيا الحيوانات المنوية (بالإنجليزية: Sperm Morphology) هو مصطلح شائع يستخدم لوصف شكل وحجم الحيوانات المنوية، لأن شكل الحيوانات المنوية من أهم العوامل التي تعكس النمو السليم للحيوانات المنوية داخل الخصيتين، ومن الملاحظ أن الرجال الذين لديهم مشكلة في إنتاج الحيوانات المنوية ينتجون عدداً كبيراً من الحيوانات المشوهة التي يكون شكلها غير طبيعي. [3][1]

ترتبط مشكلة تشوهات الحيوانات المنوية بالعديد من العوامل، من ضمنها: [1][3]

  • العدوى.
  • العوامل الوراثية.
  • ارتفاع درجة حرارة الخصية.
  • التعرض إلى بعض المواد الكيميائية السامة.

أسباب أمراض السائل المنوي

تختلف أسباب مشاكل الحيوانات المنوية بناءً على طبيعة المشكلة التي يعاني منها كل مريض، فعلى سبيل المثال ترتبط المشكلات المتعلقة بضعف تكوين الحيوانات المنوية، وقلة جودتها، ببعض الأسباب، من ضمنها: [2]

  • العوامل الجينية.
  • التعرض إلى بعض السموم.
  • اضطرابات الغدد الصماء.
  • ارتفاع درجة حرارة الخصية.
  • اضطرابات الجهاز البولي التناسلي.
  • الإفراط في تناول الأدوية التي تحتوي على الستيرويدات.

على الجانب الآخر، تعد مشكلة القذف المرتجع إلى المثانة هي السبب الأساسي وراء الإصابة بضعف انبعاث الحيوانات المنوية، كما تساهم بعض الأسباب الأخرى في زيادة احتمال الإصابة بنفس المشكلة، من ضمنها: [2]

  • مرض السكري.
  • التليف الكيسي.
  • ضعف الجهاز العصبي.
  • انسداد قنوات القذف.
  • عدم وجود الحويصلات المنوية.
  • استئصال البروستاتا عبر الإحليل.
  • الطفرات الجينية التي تؤدي إلى الغياب الخلقي للأوعية الناقلة، أو البربخ.

تشخيص أمراض السائل المنوي

عندما يعاني الأزواج من تأخر الإنجاب، يوصي الأطباء دائماً بإجراء بعض الاختبارات والفحوص التي تتحقق من عدم وجود أي مشكلة في السائل المنوي، نستعرض في هذا الجزء من المقال أشهر هذه الاختبارات. [1]

تحليل السائل المنوي

يعد تحليل السائل المنوي هو الخطوة الأولى التي يوصي بها الأطباء؛ للتحقق من أسباب العقم لدى الرجال، يطلب الطبيب من المريض الامتناع عن القذف لمدة يومين أو ثلاثة قبل إجراء هذا الاختبار، ويتطلب الاختبار الحصول على عينتين من المريض عن طريق الاستمناء في وعاء نظيف، ثم يتم تقييم السائل المنوي من حيث عدد الحيوانات المنوية، وجودتها، وسرعتها. [2]

الاختبارات الجينية

يوصي الأطباء بإجراء هذه الاختبارات إذا أظهرت نتائج تحليل السائل المنوي انعدام الحيوانات المنوية؛ لاستبعاد إصابة المريض ببعض الطفرات الجينية، تتضمن هذه الاختبارات: [2]

  • التنميط النووي القياسي.
  • تفاعل البلمرة المتسلسل.
  • تقييم طفرات الجين CFTR.

تقييم الغدد الصماء

يلجأ الطبيب إلى إجراء اختبارات لتقييم الغدد الصماء، إذا كان تحليل السائل المنوي غير طبيعي، خاصةً إذا كان عدد الحيوانات المنوية في العينة أقل من 10 ملايين، تتضمن هذه الاختبارات قياس مستوى بعض الهرمونات، من أهمها: [2][3]

تقييم العدوى

يتم إجراء تقييم للعدوى؛ للتأكد من عدم إصابة المريض ببعض الأمراض المنقولة جنسياً، خاصةً عندما يزيد عدد خلايا الدم البيضاء في السائل المنوي عن مليون خلية. [2]

علاج مشكلات السائل المنوي

يعتمد علاج أمراض السائل المنوي على التعرف على طبيعة المشكلة، والسبب الأساسي ورائها، فعلى سبيل المثال إذا كانت العدوى هي السبب وراء المشكلة، يصف الطبيب للمريض بعض المضادات الحيوية المناسبة لحالته، كما يتم علاج الاضطرابات البولية التناسلية الكامنة، إذا تم التعرف عليها والتأكد من تأثيرها على جودة السائل المنوي. [3]

يعد عقار كلوميفين من الخيارات المناسبة للرجال الذين لديهم حيوانات منوية من 10 إلى 20 مليوناً، ولا يعانون من أي اضطرابات في الغدد الصماء، ويعد هذا الدواء من مضادات الإستروجين، وهو يساعد على زيادة عدد الحيوانات المنوية، لكنه لا يحسن من جودتها أو حركتها. [2]

أما إذا كان عدد الحيوانات المنوية أقل من 10 ملايين، أو إذا لم يستجب المريض إلى استخدام عقار الكلوميفين، فمن الممكن أن يلجأ الطبيب إلى إحدى وسائل الإخصاب المساعد، ومن ضمنها: [3]

  1. التلقيح داخل الرحم: تعد هذه التقنية هي الأنسب في حالة تمتع المريض بحيوانات منوية لها جودة عالية، إلى جانب عدم وجود أسباب واضحة لتأخر الحمل.
  2. التلقيح الصناعي: يلجأ الأطباء إلى تقنية أطفال الأنابيب في الحالات التي يعاني فيها المرضى من نقص عدد الحيوانات المنوية، لكنها لا تزال تتمتع بشكل وجودة مناسبة، أما في الحالات التي يعاني فيها المرضى من اضطرابات شديدة تنعكس على عدد وجودة الحيوانات المنوية، يكون الحقن المجهري هو الخيار الطبي الأفضل.
  3. خزعة الخصية: يلجأ الأطباء إلى أخذ عينة من أنسجة الخصية؛ بحثاً عن الحيوانات المنوية الموجودة بها، في الحالات التي تعاني من انعدام النطاف.

ترتبط أمراض السائل المنوي ببعض المشكلات التي تنعكس على عدد وجودة وشكل الحيوانات المنوية، هناك العديد من الأسباب المرضية التي تؤدي إلى الإصابة بهذه الأمراض، كما تتوفر كثير من الخيارات الطبية التي تساعد على التشخيص والعلاج.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!