أعراض ورم الثدي الحميد

أدى التزايد الكبير في معدلات الإصابة بسرطان الثدي بين السيدات في الآونة الأخيرة إلى تخوف بعضهن من ظهور أي كتلة غريبة في الثدي؛ اعتقاداً منهن أنها ورم سرطاني خبيث، الأمر الذي يفرض أهمية التعرف على أعراض ورم الثدي الحميد؛ لأن الأورام الحميدة تمثل جزءاً كبيراً من أورام الثدي التي لا ينبغي القلق بشأنها.

ما هي أعراض ورم الثدي الحميد 

ورم الثدي (بالإنجليزية: Breast lump) هو عبارة عن نتوء أو انتفاخ موضعي في الثدي، يختلف هذا النتوء في الشكل عن باقي أنسجة الثدي، تمثل أورام الثدي السرطانية 20% فقط من أورام الثدي، بينما تحتل الأورام الحميدة للثدي النسبة الباقية. ^[1]  

تختلف أعراض الورم الحميد في الثدي بناءً على نوع الورم الذي تعاني منه كل سيدة؛ نظراً لوجود العديد من أنواع الأورام الحميدة، نوضح في هذا الجزء من المقال أعراض ورم الثدي الحميد عند النساء في كل نوع من هذه الأنواع. ^[1]

تكيسات الثدي

تكيسات الثدي (بالإنجليزية: Breast Cysts) هي أشهر أنواع الأورام الحميدة في الثدي عند النساء، وهي عبارة عن أكياس مملوءة بالسوائل، تؤثر هذه التكيسات على السيدات عادةً بعد انقطاع الطمث، وتشمل أعراضها: ^[2]  

• ألم في الثدي.
• ظهور كتلة ناعمة أو مطاطية تحت الجلد.
• خروج بعض السوائل الشفافة من الحلمة.

خراجات الثدي

خراجات الثدي (بالإنجليزية: Abscesses) هي كتل غير سرطانية تنشأ في الثدي عادةً أثناء الرضاعة الطبيعية؛ نتيجة لوجود عدوى بكتيرية في أنسجة الثدي، تتضمن أعراض هذه المشكلة: ^[1][2]

• حمى.
• قيء وغثيان.
• تورم الغدد الليمفاوية.
• تورم والتهاب في أنسجة الثدي.
• خروج إفرازات من الحلمة.
• سواد الجلد في المنطقة المحيطة بالخراج.

الكتل الدهنية في الثدي

تنشأ الكتل الدهنية في الثدي، أو كما يطلق عليها أحياناً نخر الدهون (بالإنجليزية: Fat Necrosis) عندما لا تتلقى أنسجة الثدي كميات كافية من الأكسجين؛ نتيجة لاستخدام بعض العلاجات الطبية، أو الخضوع لجراحة ترميم الثدي، وعندها تعاني المريضة من بعض الأعراض وهي: ^[2]

• ألم في الثدي.
• تغير في شكل الثدي.
• كتل دهنية تحتوي على قشرة خارجية صلبة، ودهون في المنتصف.

الورم الغدي الليفي

يظهر الورم الغدي الليفي (بالإنجليزية: Fibroadenoma) عادةً عند الفتيات والسيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 14 إلى 35 عاماً، تتقلص هذه الأورام في أغلب الحالات، وتختفي بمرور الوقت، ومن أبرز الأعراض التي تميزها: ^[1]

• عدم وجود ألم في الثدي.
• تكون كتل مستديرة، صلبة ومطاطية.
• وجود حدود واضحة لهذه الكتل.

الأورام الحليمية داخل القناة

الأورام الحليمية داخل القناة (الإنجليزية: Intraductal Papillomas) هي نوع من أنواع أورام الثدي الحميدة التي تنشأ في منطقة الحلمة، وهي عبارة عن زوائد تتطور في قنوات الثدي، تعاني المريضة في هذه الحالة من بعض الأعراض، من أهمها: ^[2]

• ظهور كتلة مستديرة أو بيضاوية تحت الحلمة.
• إفرازات لها لون، وقد تكون إفرازات دموية في بعض الأحيان.

أسباب ورم الثدي الحميد

يتكون الثدي من مجموعة مختلفة من الأنسجة، فهو يضم غدد الحليب المسؤولة عن إنتاج الحليب، وقنوات الحليب التي يمر بها الحليب حتى يصل إلى الحلمة، إلى جانب الأنسجة الضامة والدهنية، والأعصاب، والأوعية الدموية، يتفاعل كل جزء من هذه الأجزاء بشكل مختلف مع التغيرات التي تطرأ على الجسم، مما يؤدي إلى ظهور أنواع مختلفة من الأورام الحميدة في الثدي. ^[2]

تختلف أسباب ظهور أورام الثدي غير السرطانية باختلاف نوع الورم، وهناك مجموعة من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى تكون معظم هذه الأورام، تتضمن هذه الأسباب: ^[3]  

• تغيرات في أنسجة الثدي.
• حدوث عدوى في أنسجة الثدي.
• تندب أنسجة الثدي نتيجة للإصابة.
• الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
• العلاج بالهرمونات التعويضية، أو استخدام أقراص منع الحمل.
• التقلبات الهرمونية المصاحبة للحيض، أو الحمل، أو سن اليأس.

تشخيص الأورام الحميدة في الثدي

عند اشتباه الطبيب في إصابة المريضة بكتلة في الثدي، يطلب منها إجراء بعض الفحوص التي تساعد على التحقق من هذا الورم، تتضمن هذه الفحوص: ^[3]

1. الفحوص التصويرية: يعد التصوير الإشعاعي للثدي أو الماموجرام من أشهر الإجراءات الطبية التي يعتمد عليها الأطباء في تشخيص أورام الثدي، كما يلجأ الأطباء أيضاً إلى بعض الأشعة التصويرية الأخرى؛ مثل: الموجات فوق الصوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
2. خزعة الثدي: يأخذ الأطباء عينة من أنسجة الثدي، ويتم إرسالها إلى المختبر؛ لفحصها تحت المجهر، والتحقق من عدم وجود خلايا سرطانية بها.
3. تصريف الحلمة: في بعض الأحيان يقوم الطبيب بتصريف جزء من السوائل الموجودة داخل أورام الثدي، باستخدام إبرة دقيقة، ويرسل عينة من هذه السوائل للمختبر للتحقق من محتواها.

علاج ورم الثدي الحميد

لا تتطلب معظم أنواع أورام الثدي الحميدة أي علاج، ويوصي الأطباء عادةً بالعلاج عندما تكون هذه الأورام مصدراً للألم أو الإزعاج بالنسبة للمريضة، وتتضمن الخيارات العلاجية المتاحة: ^[3]

1. الشفط بالإبر الدقيقة: يعد هذا الإجراء مثالياً لعلاج تكيسات الثدي؛ لأنه يساعد على تفريغ السوائل الموجودة داخل هذه الأكياس.
2. المضادات الحيوية: يصف الأطباء المضادات الحيوية في الحالات التي يعاني فيها المرضى من  عدوى بكتيرية أدت إلى تكون خراجات في أنسجة الثدي.
3. الجراحة: تعد الجراحة هي الخيار الذي يعتمد عليه الأطباء لاستئصال الأورام التي تسبب ألماً شديداً.

ورم الثدي الحميد عند الرجال

على الرغم من قلة معدلات الإصابة بأورام الثدي عند الرجال مقارنةً بالنساء، إلا أن هذا لا ينفي معاناة بعض الرجال من أورام الثدي الحميدة، ويعد التثدي من أشهر اضطرابات الثدي عند الرجال، وفيه يعاني المريض من تراكم الأنسجة الدهنية أسفل منطقة الحلمة؛ نتيجة للاضطرابات الهرمونية، أو استخدام بعض الأدوية، وأشهرها الأدوية التي تعالج أمراض الكبد المزمنة. ^[1]

بالإضافة إلى ذلك، يشترك الرجال مع النساء في بعض أنواع أورام الثدي الحميدة، ومن ضمنها الأورام الغدية الليفية، والأورام الحليمية، والخراجات التي ترتبط بحدوث عدوى بكتيرية في أنسجة الثدي. ^[1]

متى يجب زيارة الطبيب

قد يصعب على أي سيدة أن تتعرف على الفرق بين ورم الثدي الحميد والورم السرطاني اعتماداً على الشكل، لذا ينبغي أن تلجأ أي سيدة إلى استشارة الطبيب بمجرد شعورها بأي كتلة جديدة، أو أي تغير يطرأ إلى أنسجة الثدي، كما ينبغي أن تلتفت كل سيدة إلى مجموعة من الأعراض التي تحتم زيارة الطبيب فوراً؛ لاستبعاد الإصابة بورم سرطاني، تتضمن هذه الأعراض: ^[2]

• الشعور بألم في الثدي.
• خروج إفرازات من الحلمة.
• ظهور نتوء في الثدي أو تحت الإبط.
• تجعد في الجلد المحيط بالثدي، أو أي تغير في ملمسه.
• أي تغيير يطرأ على شكل الحلمة، وأشهرها الحلمة المقلوبة.

ينبغي أن تتعرف كل سيدة على أعراض ورم الثدي الحميد؛ باعتبارها من العلامات التي تشير إلى احتمال الإصابة باضطراب في الثدي، لكن لا ينبغي الاكتفاء بهذه الأعراض، وعدم استشارة الطبيب؛ لأنه الشخص الوحيد القادر على التحقق من طبيعة هذه الأورام، والتأكد من أنها أورام حميدة لا تستدعي القلق.