;

أعراض نشاط الغدة الدرقية

  • تاريخ النشر: الخميس، 05 مايو 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 26 أكتوبر 2022
أعراض نشاط الغدة الدرقية

يشعر معظم مرضى نشاط الغدة الدرقية بطاقة لا نهائية، وفقدان سريع في الوزن في بداية مرضهم، لكن سرعان ما يتبدل الحال، وتبدأ الأعراض المرضية في الظهور، أو المضاعفات الخطيرة عندما لا يتم التعامل مع هذه الأعراض على النحو الصحيح، فما هي أعراض نشاط الغدة الدرقية ؟ وكيف يمكن تشخيص وعلاج هذه المشكلة؟

نشاط الغدة الدرقية

نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism) هو أحد اضطرابات الغدد الصماء الشائعة، وفيها يعاني المريض من زيادة في إفراز هرمونات الغدة الدرقية، وهي غدة صغيرة تقع في الجزء الأمامي من العنق، وتفرز هرموني الثيروكسين، وثلاثي يودوثيرونين. [1]

تلعب هرمونات الغدة الدرقية دوراً هاماً في التحكم في العديد من العمليات والوظائف الحيوية في الجسم، من ضمنها: [1]

  • الوزن.
  • عملية التنفس.
  • التمثيل الغذائي.
  • الجهاز العصبي.
  • معدل ضربات القلب.
  • درجة حرارة الجسم.

أعراض نشاط الغدة الدرقية

عندما يحدث فرط في نشاط الغدة الدرقية، تبدأ كثير من العمليات الحيوية في الجسم في التسارع، يتضح ذلك من خلال الأعراض التي يعاني منها المرضى في هذه الحالة، ومن ضمنها: [1][2][3]

  • الإرهاق.
  • صعوبة النوم.
  • رعشة اليد.
  • ضعف العضلات.
  • ضعف التركيز.
  • التوتر والانفعال.
  • ضعف الأظافر.
  • صعوبة في التنفس.
  • تسارع ضربات القلب.
  • زيادة حركة الأمعاء.
  • حكة واحمرار في الجلد.
  • تقصف الشعر وتساقطه.
  • فقدان الوزن على الرغم من زيادة الشهية.
  • تورم في الرقبة بسبب تضخم الغدة الدرقية.
  • اضطراب الدورة الشهرية عند السيدات.
  • التعرق المفرط، والحساسية الزائدة تجاه الحرارة.

أسباب نشاط الغدة الدرقية

هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بنشاط الغدة الدرقية، من أشهر هذه الأسباب:[1][2][3]

  • مرض جريفز: وهو أحد أمراض المناعة الذاتية، والسبب الأكثر شيوعاً للإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، لا يوجد أسباب واضحة للإصابة بمرض جريفز، وإن كانت بعض الأبحاث ترجح ارتباطه ببعض العوامل الوراثية.
  • عقيدات الغدة الدرقية: وهي عبارة عن مجموعة من الكتل التي تتكون في أنسجة الغدة الدرقية، وتؤثر على وظيفتها بشكل يزيد من نشاطها، قد تكون هذه الكتل حميدة أو سرطانية.
  • الإفراط في تناول اليود: تستخدم الغدة الدرقية اليود لتصنيع الهرمونات، قد يؤدي تناول كميات إضافية من اليود إلى إنتاج كميات أكبر من هرمونات الغدة الدرقية.
  • التهاب الغدة الدرقية: وهو التهاب ينشأ نتيجة عدوى فيروسية في أغلب الحالات، ويتسبب في ارتفاع مؤقت في معدل إفراز هرمونات الغدة الدرقية.
  • الأدوية: تحتوي بعض الأدوية على كميات كبيرة من عنصر اليود، مما يؤدي إلى ظهور أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية على المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية؛ نتيجة لاستخدام اليود في تصنيع الهرمونات.

يعد دواء الأميودارون (الاسم التجاري: Cordarone)، والذي يستخدم في علاج عدم انتظام ضربات القلب، من أشهر الأدوية التي تسبب هذه المشكلة.

عوامل خطر نشاط الغدة الدرقية

تزيد معدلات الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية بنسبة 10 مرات في النساء مقارنةً بالرجال، إلى جانب ذلك توجد بعض عوامل الخطر الأخرى التي تزيد من احتمال الإصابة بالمرض، من ضمنها: [1]

  • الحمل.
  • تجاوز الستين من العمر.
  • الإصابة بفقر الدم الخبيث.
  •  مرض السكري من النوع الأول.
  • تناول نظاماً غذائياً غنياً باليود.
  • إجراء عملية جراحية في الغدة الدرقية.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بنشاط الغدة الدرقية.
  • قصور الغدة الكظرية الأولي المعروف بمرض أديسون.

تشخيص نشاط الغدة الدرقية

لا يعد تشخيص نشاط الغدة الدرقية أمراً صعباً؛ لأن الأعراض تكون شديدة الوضوح في أغلب الحالات، ويبدأ التشخيص بالفحص البدني للمريض، والتعرف على الأدوية التي يتناولها، وتاريخه المرضي والعائلي. [3]

يعتمد الأطباء على بعض الإجراءات الطبية التي تساعد على التشخيص، من ضمن هذه الإجراءات: [2]

  • تحاليل الدم: تحدد هذه الاختبارات مستوى هرمونات الغدة الدرقية، إلى جانب قياس نسبة الهرمون المحفز للغدة الدرقية الذي تفرزه الغدة النخامية (بالإنجليزية: Thyroid Stimulating Hormone).
  • مسح الغدة الدرقية: يتناول المريض في هذا الاختبار كبسولة تحتوي على اليود المشع، ثم يستلقي على طاولة؛ لتلتقط كاميرا بعض الصور للغدة الدرقية، وتكشف المناطق النشطة بها.
  • الموجات فوق الصوتية: تحدد الموجات فوق الصوتية حجم الغدة الدرقية، وتكشف عن وجود أي عقيدات للغدة الدرقية.
  • الأشعة التصويرية: يلجأ الأطباء إلى الأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي؛ للحصول على صور أكثر وضوحاً للغدة الدرقية، والتحقق من أورام الغدة النخامية التي من المحتمل أن تحفز إفراز هرمونات الغدة الدرقية بشكل مفرط.

علاج نشاط الغدة الدرقية

هناك العديد من الخيارات الطبية المتاحة لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية، يفاضل الأطباء بين هذه الخيارات بناءً على سبب المشكلة، وعمر المريض، وشدة الأعراض التي يعاني منها. نستعرض في السطور القادمة بعض التفاصيل عن هذه الطرق العلاجية. [1]

العلاج الدوائي

يساعد العلاج الدوائي على منع إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ويعد الميثيمازول (الاسم التجاري: Tapazole) من أكثر الأدوية الشائعة المستخدمة، كما يعد بروبيل ثيويوراسيل (الاسم التجاري: PTU) الخيار المناسب والأكثر أماناً للاستخدام أثناء الأشهر الثلاث الأولى من الحمل. [3]

يستعين الأطباء أيضاً بالأدوية التي تحتوي على حاصرات مستقبلات بيتا، لا تستهدف هذه الأدوية نشاط الغدة الدرقية، ولا تؤثر على إنتاجها للهرمونات، لكنها تقلل بعض الأعراض المصاحبة للمرض؛ مثل: رعشة اليدين، وتسارع ضربات القلب، والانفعال والتوتر. [3] 

اليود المشع

يساعد العلاج باليود المشع على تدمير الخلايا النشطة في الغدة الدرقية، ويتميز العلاج بفعاليته وقلة آثاره الجانبية نسبياًَ، لكن لا يوصي الأطباء باستخدامه مطلقاً أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية، وتجنب الحمل لمدة تصل إلى 12 شهراً بعد انتهاء جلسات العلاج. [3]

العلاج الجراحي

تعد الجراحة إجراءً مناسباً للمرضى غير القادرين على  الخضوع لجلسات اليود المشع، أو المرضى الذين لا يتحملون الآثار الجانبية المصاحبة لأدوية علاج نشاط الغدة الدرقية، تسمح الجراحة باستئصال الجزء النشط فقط من الغدة الدرقية، أو استئصال الغدة بالكامل في حالة انتشار الكتل النشطة بمعظم أنسجة الغدة الدرقية. [3]

مضاعفات نشاط الغدة الدرقية

هناك العديد من المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن يتعرض لها المرضى الذين لم يتلقوا العلاج المناسب لنشاط الغدة الدرقية، من أشهر هذه المضاعفات: [2]

  • هشاشة العظام: يتسبب فرط نشاط الغدة الدرقية في ضعف وهشاشة العظام، وهي مشكلة يمكن تداركها، من خلال تناول الأدوية التي تحتوي على الكالسيوم، وفيتامين د.
  • سرطان الغدة الدرقية: يزيد احتمال تعرض مرضى نشاط الغدة الدرقية غير المعالج إلى الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
  • مشاكل القلب: ومن أشهرها الارتجاف الأذيني، الذي يمكن أن يتسبب في عدم انتظام ضربات القلب، وهو ما يعرض المريض إلى الإصابة بالسكتة الدماغية.
  • عاصفة الغدة الدرقية: وهي مشكلة طبية شديدة الخطورة، يعاني فيها المريض من إفراز كميات كبيرة جداً من هرمونات الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، والحمى، وتسارع ضربات القلب.
  • مضاعفات الحمل: هناك العديد من المضاعفات التي يمكن أن تتعرض لها الأم المصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل، إذا لم تتلق العلاج المناسب لحالتها، كما يمكن أن يزيد احتمال الإجهاض والولادة المبكرة.

تتسم أعراض نشاط الغدة الدرقية النفسية والجسدية بوضوحها الشديد الذي يجعل التشخيص من الأمور البسيطة بالنسبة للطبيب، كما توجد العديد من الخيارات الطبية التي تساهم في علاج هذه المشكلة بناءً على حالة المريض، وتساهم هذه العلاجات في الوقاية من كثير من المضاعفات الخطيرة الناتجة عن تأخير العلاج.