;

أعراض فشل القلب الانبساطي وعلاجه

  • تاريخ النشر: الإثنين، 23 مايو 2022 آخر تحديث: الخميس، 29 سبتمبر 2022
أعراض فشل القلب الانبساطي وعلاجه

تُصنف أمراض القلب على أنها من أشهر الأسباب الرئيسية للوفاة، ويعد مرض فشل القلب الانبساطي من أكثر أمراض القلب خطورة، وعلى الرغم من ذلك هناك العديد من العلاجات التي تمنع تطور الحالة بشرط  اكتشاف الأعراض مبكراً، فما هي أعراض فشل القلب الانبساطي؟ وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه بالطرق الطبية المختلفة؟

فشل القلب الانبساطي

فشل القلب الانبساطي (بالإنجليزية: Diastolic Heart Failure) أو قصور القلب الانبساطي كما يطلق عليه أحياناً، هو مشكلة طبية شديدة الخطورة يعاني فيها المرضى من ضعف قدرة القلب على ضخ ما يكفي من الدم إلى باقي أعضاء الجسم، أو عندما يعمل القلب تحت ضغوط أعلى للقيام بهذه المهمة. [1]

وللتعرف على طبيعة المشكلة بشكل أكثر وضوحاً، ينبغي فهم ما يحدث أثناء انقباض وانبساط القلب، فأثناء الانقباض يضخ البطين الأيسر الدم إلى الجسم، بينما يضخ البطين الأيمن الدم إلى الرئتين للتأكسد، أما أثناء الانبساط يقوم الأذين بنقل الدم إلى البطين؛ ليكون جاهزاً لضربات القلب التالية. [1]

يحدث فشل القلب الانبساطي عندما لا يكون البطين الأيسر قادراً على الاسترخاء بالقدر الكافي؛ ليمتلئ بكمية مناسبة من الدم، مما يجعله صلباً ومتيبساً، لهذا السبب يضخ القلب كمية أقل من المعتاد من الدم إلى باقي أعضاء الجسم، وبمرور الوقت تعاني الأعضاء من نقص مستوى الأكسجين، وتدفق الدم بالمواد المغذية. [2]  

أعراض فشل القلب الانبساطي

قد لا يعاني المرضى من أعراض واضحة في المراحل المبكرة لفشل القلب الانبساطي، لكن مع مرور الوقت، تتطور الحالة ويعاني المرضى من بعض الأعراض المتفاقمة التي تتطلب في كثير من الأحيان الذهاب إلى المستشفى؛ لإنقاذ حياة المريض. [1]

الأعراض الشائعة

تتضمن الأعراض الشائعة لفشل القلب الانبساطي: [1][2][3]

الأعراض المتقدمة

مع تطور الحالة وعدم تلقي المريض العلاج المناسب، تظهر بعض الأعراض المتقدمة، من ضمنها: [1]

  • ألم الصدر.
  • السعال المستمر مع المخاط.
  • زيادة غير مبررة في الوزن.
  • ضيق التنفس والسعال أثناء الاستلقاء.
  • تورم في بعض مناطق الجسم؛ مثل: القدمين، أو الكاحلين، أو البطن، أو الساقين.

الأعراض التي تفرض الذهاب إلى المستشفى

هناك بعض الأعراض الخطيرة التي تفرض سرعة التوجه إلى المستشفى؛ لطلب الرعاية الطارئة، تتضمن هذه الأعراض: [1]

  • الإغماء.
  • ضيق مفاجئ في التنفس.
  • زيادة مفاجئة في معدل ضربات القلب.
  • سعال يحتوي على مخاط وردي اللون، أو ملطخ ببعض قطرات الدم. 

علاج فشل القلب الانبساطي

على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لقصور القلب الانبساطي؛ نظراً لكونه من الأمراض المزمنة، إلا أن هناك بعض الأدوية التي تمنع تطور المرض وتفاقم الأعراض، خاصةً عند التشخيص المبكر لحالة المريض، كما تساعد بعض العادات الصحية على التحكم في كثير من الأعراض المصاحبة للمرض. نستعرض في هذا الجزء من المقال أشهر طرق علاج فشل القلب الانبساطي. [1]

العلاج الدوائي

هناك العديد من الأدوية التي وُجد أن لها تأثيراً إيجابياً على أعراض قصور القلب الانبساطي، تتضمن هذه الأدوية: [2][1]

  1. مدرات البول: تساعد مدرات البول ومضادات الألدوستيرون على تقليل كمية الدم التي يجب أن يضخها القلب، مما يساعد على ارتخاء عضلة القلب.
  2. مرخيات الأوعية الدموية: تحسن هذه الأدوية من قدرة القلب على ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم، تتضمن هذه الأدوية: حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، والأدوية المثبطة للإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
  3. حاصرات بيتا: تساعد هذه الأدوية على إبطاء معدل ضربات القلب؛ حتى يتمكن القلب من ضخ الدم بشكل منتظم إلى باقي أعضاء الجسم.

العادات الصحية

هناك بعض العادات الصحية التي تساهم في منع تطور أعراض مرضى قصور القلب الانبساطي، من ضمن هذه العادات: [2]

  • الحفاظ على وزن معتدل.
  • النوم الجيد، وتجنب مصادر التوتر والضغط النفسي.
  • الإقلاع عن التدخين، وتناول المشروبات الكحولية.
  • الحد من تناول الصوديوم في النظام الغذائي.
  • ممارسة التمارين الرياضية البسيطة بقدر الإمكان.

الإجراءات الطبية

يستفيد بعض المرضى من إجراء قسطرة القلب في حالة معاناتهم من انسداد أحد الأوعية الدموية، يتضمن هذا الإجراء استخدام بالون صغير في الجزء المسدود من الشريان، وفتح البالون على نطاق واسع لتحسين تدفق الدم، قد يحتاج بعض المرضى إلى تركيب دعامة في القلب؛ لمنع انسداد الشريان مرة أخرى. [1]

قد تكون مشاكل الصمامات في كثير من الأحيان هي السبب الرئيسي لمشاكل البطين الأيسر، التي تؤدي بعد ذلك إلى فشل القلب الانبساطي، في هذه الحالة يحتاج المريض إلى إجراء إصلاح أو استبدال لصمامات القلب. [1]

أسباب فشل القلب الانبساطي

يعد فشل القلب الانبساطي أكثر شيوعاً بين كبار السن، حيث يرتبط تقدم السن بالتيبس والتصلب الذي يحدث في عضلة القلب، ويؤدي إلى عدم قدرة القلب على ضخ الدم بشكل كاف إلى باقي أعضاء الجسم. [1]

إلى جانب تقدم السن، تلعب العوامل الوراثية دوراً في زيادة معدل الإصابة بفشل القلب الانبساطي، حيث يتعرض الأشخاص بشكل أكبر للإصابة بهذا المرض، إذا كان لديهم تاريخ عائلي ينطوي على إصابة أحد أفراد الأسرة به من قبل. [2]

 توجد أيضاً أنواع معينة من الحالات الوراثية المرتبطة بفشل القلب الانبساطي، من أشهرها مرض اعتلال عضلة القلب الضخامي، وفيه يعاني المرضى من تيبس  وزيادة في سمك البطين الأيسر، مما يؤدي إلى زيادة معدل الإصابة بفشل القلب الانبساطي. [2]

بالإضافة إلى ذلك هناك بعض الأسباب الشائعة التي ترتبط بفشل القلب الانبساطي، من ضمن هذه الأسباب: [3]

  1. ارتفاع ضغط الدم: يعاني مرضى ارتفاع ضغط الدم من بذل القلب مجهود إضافي لضخ القلب، مما يعرضه بمرور القلب إلى التيبس والتضخم.
  2. السمنة: تؤدي السمنة إلى جانب نقص النشاط البدني المصاحب لها إلى بذل القلب مجهوداً أكبر لضخ الدم إلى باقي أعضاء الجسم. 
  3. مرض السكري: يؤثر مرض السكري تأثيراً مباشراً على عضلة القلب؛ فهو يؤدي إلى زيادة سمك جدار القلب، ويجعله أكثر تيبساً.
  4. أمراض الشريان التاجي: يعاني مرضى الشريان التاجي من نقص تدفق الدم إلى عضلة القلب، وهو ما ينعكس على ضعف قدرته على ضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم.

تشخيص فشل القلب الانبساطي

يعتمد الطبيب على الفحص الجسدي للمريض، ومراجعة تاريخه المرضي عند التشخيص المبدئي لفشل القلب الانبساطي، وتوجد بعض الإجراءات الطبية التي تساعد على التشخيص الدقيق للحالة، من ضمنها: [3]

  • تحاليل الدم.
  • اختبار التحمل.
  • قسطرة القلب.
  • مخطط كهربية القلب.
  • الأشعة السينية على الصدر.
  • مخطط صدى القلب؛ للتأكد من وجود خلل القلب الانبساطي.

مسار فشل القلب الانبساطي

يعد مرض فشل القلب الانبساطي من الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى علاج مدى الحياة، وتشير إحدى الإحصائيات أن معدل الوفيات بين مرضى فشل القلب يتراوح من 8-12% من إجمالي الحالات، يحتل كبار السن النصيب الأكبر من هذه النسبة.

كما تشير بعض التقديرات إلى أن حوالي نصف المرضى الذين يعانون من قصور القلب من المحتمل أن يعيشوا على الأقل 5 سنوات بعد التشخيص، بينما ترتفع المدة إلى 10 سنوات لحوالي 30% من إجمالي المرضى. [1][2]

يساهم التعرف المبكر على أعراض فشل القلب الانبساطي في حماية المريض من تطور الحالة، أو احتمال تعرضه إلى الوفاة، وهناك العديد من المسارات الطبية التي تساعد على منع تطور حالة المريض، إلى جانب الالتزام ببعض العادات الصحية التي تساهم في التحكم في بعض الأعراض المصاحبة للمرض.