;

أسباب جلطة الرئة عند النساء

  • تاريخ النشر: الخميس، 19 مايو 2022
أسباب جلطة الرئة عند النساء

يعد الجهاز التنفسي من أكثر أجهزة الجسم أهمية وحساسية لدى الإنسان، إذ يحتوي على الرئتين التي ترتبط صحتها بقدرة الإنسان على الحياة، كما تصاب الرئتان بالعديد من الحالات المرضية بما فيها جلطة الرئة، فما هي جلطة الرئتين عند النساء؟ وما هي أعراضها؟ وما الأسباب التي تؤدي إليها؟ ومتى تستدعي مراجعة الطبيب؟ وما الطرق العلاجية لها؟

جلطة الرئة

جلطة الرئة (بالإنجليزية: Pulmonary Embolism) أو ما يعرف بالانصمام الرئوي الذي يصيب جميع الأشخاص بما فيهم الرجال والنساء، لكنها أكثر انتشاراً لدى النساء. في هذا المقال سنتحدث عن أسباب جلطة الرئة عند النساء.

تحدث الجلطة الرئوية عندما تتحرك جلطة دموية من جزء آخر من الجسم بما في ذلك الذراع، أو الساق من خلال مجرى الدم لتتركز في الأوعية الدموية للرئة، مما يؤدي إلى حدوث انسداد في الشرايين الرئوية، بالتالي نقص إمداد الأوكسجين، وزيادة ضغط الدم في الرئتين.

كما تعد الجلطة الرئوية من الحالات المرضية الخطيرة التي إذا تُركت دون علاج فإنّها قد تؤدي إلى تلف في القلب والرئة، وحتى الموت، بالإضافة إلى أنّ جلطة الرئة لها نوعان فقد تحدث بشكل مفاجئ، هذا ما يعرف بجلطة الرئة الحادة، أو جلطة الرئة المزمنة التي تشكل الانسداد في الشرايين الرئوية خلال فترة طويلة. [1]

أسباب جلطة الرئة عند النساء

يحدث الانصمام الرئوي بشكل أساسي عندما تعلق كتلة ما، في الغالب تكون هذه الكتلة جلطة دموية في أحد الشرايين التي تغذي الرئتين، كما أنّ هذه الجلطات تأتي في الغالب من أعضاء أخرى في الجسم، أي لا تتشكل في البداية في الرئتين، هذا ما يعرف بتخثر الأوردة العميقة.

تؤدي الجلطة الرئوية بعد ذلك إلى قطع الإمداد الدموي عن جميع مناطق الجهاز التنفسي، بما فيها الرئتان المتصلة بالشرايين المسدودة، هذا يؤدي إلى الاحتشاء الرئوي، كما يمكن أن يحدث هذا الانسداد نتيجة تشكل ورم، أو فقاعات هوائية، أو دهون من نخاع عظام طويلة مكسورة.

كما ينبغي الإشارة إلى أنّ أسباب الجلطة الرئوية لدى النساء لا تختلف عن أسباب الجلطة الرئوية لدى باقي الأشخاص، لكن ما يميز النساء حدوث الجلطات بشكل كبير خلال الحمل، علاوة على ذلك تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالجلطة الرئوية لدى النساء، حيث تتضمن هذه العوامل الآتي: [2]

  1. العوامل الوراثية: تزداد احتمالية الإصابة بالجلطة الرئوية عند وجود إصابات سابقة لدى أحد أفراد العائلة، سواءً الجلطات الدموية الوريدية، أو الانصمام الرئوي.
  2. أمراض القلب: تزيد أمراض القلب بشكل خاص مرض القلب الوعائي، وفشل القلب من خطر الإصابة بالجلطة الرئوية.
  3. مرض السرطان: من الممكن أن تزيد أنواع معينة من السرطانات من خطر الإصابة بالجلطة الرئوية، بما فيها سرطان المبيض، وسرطان الدماغ، والرئة، والمعدة، والبنكرياس، كما يزيد العلاج الكيميائي من احتمالية حدوث انصمام رئوي، عدا عن أنّ النساء اللواتي لديهن تاريخ شخص أو عائلي للإصابة بسرطان الثدي، ويتناولن أدوية تاموكسيفين أكثر عرضة للإصابة بالجلطة الرئوية.
  4. العمليات الجراحية: تعد العمليات الجراحية من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى إصابة المرأة بالجلطة الرئوية، بما في ذلك جراحة استبدال المفاصل، لهذا السبب يتم إعطاء أدوية تمنع تخثر الدم قبل الخضوع للعمليات الجراحية.
  5. الاضطرابات المرتبطة بالتجلط: بما فيها الاضطرابات الوراثية في الدم، التي تجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بالجلطة الرئوية، بالإضافة إلى الحالات المرضية الأخرى بما فيها أمراض الكلى.
  6. التدخين: لم يحدد الأطباء الآلية التي يزيد فيها التدخين من خطر الإصابة بالجلطة الرئوية، بشكل خاص عند وجود عوامل خطر أخرى.
  7. زيادة الوزن: يمكن أن تزيد زيادة الوزن من خطر الإصابة بالجلطات الرئوية.
  8. الأستروجين المكمل: من الممكن أن يزيد الأستروجين الموجود في حبوب منع الحمل، والعلاج بالهرمونات البديلة من خطر الإصابة بالجلطة الرئوية، بشكل خاص إذا كانت المرأة مصابة بالسمنة، أو تدخن السجائر.
  9. الجلوس لفترات طويلة: يمكن أن يزيد الجلوس لفترات طويلة في السرير، ذلك بعد الخضوع للجراحة، أو النوبة القلبية، من خطر الإصابة بالجلطة الرئوية، ذلك لأنّ الأطراف السفلية تكون في الوضع الأفقي، حيث يصبح تدفق الدم بطيئاً.

جلطة الرئة خلال الحمل وبعد الولادة

كما أشرنا أعلاه بأنّ جلطة الرئة أكثر انتشاراً لدى النساء، لكن بشكل خاص جلطة الرئة للنساء الحوامل، إذ يعد الحمل من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالجلطة الرئوية، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تحدث الجلطة الرئوية بشكل كبير في الأسابيع الستة بعد ولادة الحامل.

ذلك يحدث نتيجة التغيرات الهرمونية، والطريقة التي يتدفق فيها الدم خلال الأوردة في فترة الحمل، كما تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالجلطة الرئوية خلال الحمل وبعد الولادة، حيث تتضمن هذه العوامل ما يلي: [3]

  • تسمم الحمل.
  • الحمل بواسطة الأنابيب.
  • الولادة القيصرية.
  • ولادة جنين ميت.
  • تلف الأوعية الدموية أثناء الولادة.
  • نزيف ما بعد الولادة.
  • عندما تكون الحامل في سن الأربعين.
  • وجود إصابة بالدوالي.
  • متلازمة الكلى.
  • الشلل النصفي.
  • مرض التهاب الأمعاء.
  • العوامل الوراثية.
  • السمنة.
  • تدخين السجائر.

أعراض الجلطة الرئوية

تختلف أعراض الجلطة الرئوية بالاعتماد على حجم الجلطة، وأين تكون في الرئة، كما يعد ضيق التنفس من أكثر الأعراض شيوعاً لجلطة الرئتين، حيث يكون ضيق التنفس تدريجي أو مفاجئ، على أية حال تتضمن أعراض جلطة الرئة لدى النساء الآتي: [4]

  • القلق والارتباك.
  • الدوار والدوخة.
  • اضطراب في نبضات القلب، فقد يحدث تسارع أو تباطؤ ضربات القلب.
  • تغير لون الجلد، بحيث يصبح لونه أزرق.
  • الإغماء.
  • ألم في الصدر الذي يمكن أن يمتد إلى الذراع، والفك، والرقبة، والكتف.
  • بصق الدم.

لا تقل الجلطة الرئوية خطورة عن الجلطة القلبية، أو أي نوع من أنواع الجلطات الأخرى، إذ تستدعي الجلطة الرئوية مراجعة الطبيب عند ظهور الأعراض المذكورة أعلاه، ذلك لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة قد تتضمن الوفاة.

تشخيص الجلطة الرئوية

يقوم الطبيب في بداية الأمر، ذلك ما لم يتم نقل المرأة كحالة إسعافية إلى الطوارئ في المستشفى، بإجراء فحص بدني، ومعرفة الأعراض الظاهرة، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات التالية: [4]

  • تخطيط القلب الكهربائي.
  • التصوير بالأشعة السينية.
  • تصوير الأوعية الرئوي المقطعي المحوسب.
  • فحص التهوية.
  • تصوير الأوعية الرئوية بالرنين المغناطيسي.
  • الفحص الوريدي.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية.

علاج الجلطة الرئوية

تهدف علاجات الجلطة الرئوية إلى منع زيادة حجم الجلطة الرئوية التي توجد، بالإضافة إلى منع تكون جلطات جديدة، حيث تتضمن علاجات الجلطة الرئوية الآتي: [2]

العلاجات الدوائية

يمكن أن يصف الطبيب العديد من العلاجات الدوائية التي تتضمن الآتي: [2]

  1. مضادات التخثر: تعمل أدوية مميعات الدم على منع زيادة حجم الجلطات المتكونة، كما تمنع تشكل جلطات جديدة، حيث يعد الهيبارين من مضادات التخثر شائعة الاستخدام لعلاج الجلطات الرئوية.
  2. مذيبات الجلطات: يمكن أن يعطي الطبيب الأدوية المذيبة للجلطات من خلال الوريد، لكن قد تسبب هذه الأدوية النزيف، لذا فإنّ الطبيب يلجأ إليها في الحالات المهددة للحياة، لكن ما يميز هذه الأدوية أنها تزيل الجلطة الرئوية بشكل مباشر.

الإجراءات الجراحية وغيرها

يمكن أن تحتاج المرأة المصابة بالجلطة الرئوية إلى الخضوع للعلاجات الجراحية، وغيرها من الإجراءات، حيث تتضمن هذه الإجراءات الآتي: [2]

  1. إزالة الجلطة: عندما يكون حجم الجلطة كبيراً، ومهدداً للحياة، فإنّ الطبيب قد يقترح إزالتها من خلال أنبوب رفيع مرن يمر من خلال الأوعية الدموية.
  2. مرشح الوريد: يمكن أن يقوم الطبيب أيضاً باستخدام قسطار لوضع مرشح في الوريد الأجوف السفلي، الذي يوصل من الساق إلى القلب، إذ يمكن لهذا المرشح أن يحمي من انتقال الجلطة إلى الرئة، كما يقتصر هذا الإجراء على الأشخاص الذين لا يمكنهم تناول أدوية منع التجلط.

كما تحتاج المرأة بشكل خاص إذا كانت حاملاً إلى رعاية طبية مستمرة، لذلك لأنها تكون معرضة للإصابة بخثار وريدي عميق، أو الانصمام الرئوي مرة أخرى، كما يمكن أن تؤدي الجلطة الرئوية ذاتها إلى حدوث مضاعفات بما فيها ارتفاع الضغط الرئوي الذي يضعف القلب بشكل كبير.

في الختام لا يخفى على أحد خطورة الجلطة الرئوية، لذا من الأفضل عدم إهمال الأعراض، ومراجعة الطبيب بشكل فوري، لإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة العوامل المسببة، وعلاجها لتجنب حدوث مضاعفات قاتلة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!