;

أسباب البواسير عند النساء

  • تاريخ النشر: الإثنين، 09 مايو 2022
أسباب البواسير عند النساء

يعد الجهاز الهضمي من أهم الأجهزة وأكثرها حساسية، نظراً لما يقوم به من وظائف مهمة، كما يمكن أن يصاب هذا الجهاز بالعديد من الحالات المرضية التي تعد البواسير من أبرزها؟ فما هي البواسير؟ وما أسبابها لدى النساء؟ وما أعراضها؟ وكيف يتم علاجها؟

البواسير

تعدّ البواسير (بالإنجليزية: Hemorrhoids) من الحالات المرضية شائعة الحدوث، إذ إنها تصيب شخصاً من بين كل 20 شخصاً في الولايات المتحدة الأمريكية. في هذا المقال سنتحدث عن أسباب البواسير عند النساء.

تصيب البواسير جميع الأشخاص على اختلاف أعمارهم، إلا أنها أكثر انتشاراً لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً فما فوق، كما تحدث البواسير عند انتفاخ وتضخم الأوردة في منطقة الشرج والمستقيم، علاوة على ذلك قد تكون البواسير داخلية أو خارجية، حيث يسبب كل نوع بإظهار مجموعة من الأعراض. [1]

أسباب البواسير عند النساء

من الجدير بالذكر أنّ أسباب البواسير لدى النساء لا تختلف عن أسباب البواسير لدى الرجال، إلا أنّ ما يميز النساء حدوث الحمل الذي يعد من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى إصابة المرأة بالبواسير سواءً الداخلية أو الخارجية، ذلك لأنّه خلال مرحلة الحمل يحدث تضخم في منطقة الرحم، هذا يؤدي إلى الضغط على الأوردة في منطقة القولون، بالتالي انتفاخ الأوردة في منطقة الشرج وإصابة المرأة بالبواسير.

بالإضافة إلى ذلك تتضمن أسباب البواسير ما يلي: [2]

  1. العمر: تعدّ البواسير أكثر انتشاراً لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 45-65 عاماً، ومع ذلك قد تصيب الأشخاص في مرحلة الشباب.
  2. الاضطرابات المعوية: قد تؤدي بعض أنواع الاضطرابات المعوية إلى إصابة النساء بالبواسير، حيث تتضمن هذه الاضطرابات الهضمية الإسهال المزمن، أو الإمساك المزمن، وفي كلتا الحالتين يحدث إجهاد وضغط على جدران الأوعية الدموية وبالتالي انتفاخها وحدوث البواسير.
  3. الجلوس لفترات طويلة: من الممكن أن تحدث البواسير نتيجة الجلوس لفترات طويلة، بشكل خاص الجلوس في المرحاض.
  4. رفع الأشياء الثقيلة: يمكن أن تحدث البواسير عندما تقوم المرأة برفع الأشياء الثقيلة لمرات متكررة.
  5. السمنة: تكون احتمالية الإصابة بالبواسير لدى النساء المصابات بالسمنة أعلى مقارنةً بالنساء غير المصابات بزيادة الوزن.
  6. العوامل الوراثية: قد يزيد وجود إصابات سابقة في العائلة بالبواسير من احتمالية إصابة بقية الأفراد رجالاً كانوا أم نساءً.

أعراض البواسير

أشرنا أعلاه إلى أنّ البواسير قد تكون داخلية أو خارجية، بالتالي اختلاف الأعراض بالاعتماد على نوع البواسير، على أيّة حال تتضمن أعراض البواسير الآتي: [3]

أعراض البواسير الخارجية

تتضمن أعراض البواسير عندما تكون خارجية الآتي: [3]

  • حكة شديدة حول منطقة فتحة الشرج.
  • الألم الحاد بشكل خاص عند جلوس المرأة.
  • من الممكن أن تظهر نتوءات، أو كتلة، أو ما يشبه التورم حول فتحة الشرج.
  • في بعض الحالات قد تسبب البواسير الخارجية حدوث جلطة دموية، هذا  ما يعرف بالبواسير المخثّرة، حيث تتدلى  فيها البواسير الداخلية أيضًا بشكل ملحوظ عند فتحة الشرج.

أعراض البواسير الداخلية

أمّا عندما تكون البواسير داخلية فتتضمن أعراضها ما يلي: [3]

  • ظهور دم على أنسجة الشرج، والمستقيم بشكل خاص بعد قيام المرأة بالتبرز.
  • بروز الجلد على فتحة الشرج أثناء حركة الأمعاء.

ومن المهم التفريق ما بين البواسير الداخلية التي تتمثل في انتفاخ الأوردة الداخلية للمستقيم، كما أنها قد تؤدي إلى حدوث نزيف، أمّا البواسير الخارجية يحدث فيها انتفاخ الأوردة التي تكون تحت الجلد بالتحديد عند فتحة الشرج.

وفي بعض الأحيان قد تسبب نزيفًا وتمتلئ بالدم وهي حالة ليست خطيرة لكنها قد تسبب الألم، بالإضافة إلى ذلك قد يحدث ما يعرف بالبواسير المتدلية ذلك عندما يتدلى أي تبرز البواسير الداخلية والخارجية، أي أنها تكون على شكل انتفاخ، مما يؤدي إلى تمددها خارج فتحة الشرج. [1]

تشخيص البواسير

في الغالب يكون الفحص البصري لمنطقة الشرج كافياً لمعرفة الطبيب ما إذا كانت المرأة أو الشخص أياً كان مصاباً بالبواسير أم لا، مع ذلك قد يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات للتأكد من عدم الإصابة بتشوهات في فتحة الشرج، حيث يعرف هذا الفحص بفحص المستقيم الرقمي إذ إنه يتم من خلال إدخال الطبيب إصبعه بعد أن يرتدي قفاز طبي يتم وضع مادة مزلقة عليه في منطقة المستقيم.

كما يمكن أن تستدعي بعض حالات الإصابة بالبواسير لدى النساء أيضا إلى  إجراء تنظير لمنطقة الشرج، أو التنظير السيني، أو تنظير القولون، حيث تتم هذه الفحوصات التشخيصية من خلال استخدام جهاز طبي مزوّد بكاميرا صغيرة من الألياف الضوئية للكشف عن وجود تشوهات في فتحة الشرج والقولون والمستقيم. [3]

علاج البواسير لدى النساء

بعد إجراء الفحوصات التشخيصية يحدد الطبيب العامل المسبب للبواسير لدى المرأة، كما يضع الطبيب خطته العلاجية والتي تتضمن الخيارات التالية: [4]

الأدوية

من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى العلاجات الدوائية عندما تؤدي البواسير بإحداث آلام بسيطة، حيث هذه العلاجات الأدوية التي تكون بعدة أشكال صيدلانية منها الكريمات، والمراهم، والتحاميل التي تحتوي على الهاماميليسين، أو ما يعرف ببندق الساحرة، بالإضافة إلى الأدوية التي تحتوي على مادة الهيدروكورتيزون ومادة الليدوكائيين، ذلك للتخفيف من الألم والحكة بشكل مؤقت.

ومن الضروري التأكيد على عدم استخدام الكريمات الستيرويدية التي تتاح دون وصفة طبية لمدة أكثر من أسبوع إلا بإشراف طبي، فقد تؤدي إلى بعض الآثار الجانبية بما فيها ترقق الجلد. [4]

الإجراءات الجراحية

تحتاج نسبة قليلة من النساء المصابات بالبواسير إلى الخضوع للإجراءات الجراحية، بالتحديد عندما لا تُجدي الإجراءات العلاجية السابقة نفعاً،  أو إذا كان حجم البواسير كبيراً، حيث تتضمن الإجراءات الجراحية ما يلي: [4]

  1. تدبيس البواسير: يلجأ الطبيب إلى ذلك عندما تكون البواسير داخلية، ذلك لمنع تدفق الدم إلى الأوعية الدموية، وفي العادة يتسبب تدبيس البواسير بألم أقل من استئصال البواسير، مع ذلك فقد تزداد احتمالية عودة البواسير أو حدوث تدلي للمستقيم، علاوة على ذلك قد يتسبب تدبيس البواسير بمضاعفات من أبرزها حدوث احتباس في البول،  والألم والنزيف، كما أنه قد يسبب في حالات نادرة عدوى دموية  قد تكون مهددة الحياة.
  2. استئصال البواسير: يقوم الجراح باستئصال البواسير من خلال إزالة الأنسجة الزائدة التي تسبب النزيف، ذلك من خلال إحدى التقنيات المختلفة، كما يمكن إجراء استئصال البواسير بواسطة التخدير، عدا عن أنّ عملية استئصال البواسير تعد الطريقة الأكثر فعالية لعلاج البواسير الحادة، كما قد تسبب عملية استئصال البواسير بعض الآثار الجانبية بما فيها صعوبة تفريغ المثانة، الذي يزيد من احتمالية إصابة المرأة بعدوى في الجهاز البولي، والشعور بألم بعد العملية.

الإجراءات طفيفة التوغل

قد يلجأ الطبيب لعلاج البواسير لدى النساء إلى أحد الإجراءات طفيفة التوغل، ذلك عند وجود نزيف مستمر، أو ألم حاد، حيث يتم إجراء هذه العلاجات في العيادة، كونها لا تتطلب تخديراً في أغلب الأحيان، إذ تتضمن هذه العلاجات ما يلي: [4]

  1. العلاج بالتخثير: في العلاج بالتخثير يستخدم الطبيب تقنيات ضوء الأشعة تحت الحمراء، أو الليزر، أو الحرارة بهدف تصليب وذبول البواسير الداخلية الصغيرة التي تسببت بإحداث نزيف، كما أنها قد تسبب بعض الآثار الجانبية، من أبرزها الشعور بعدم الراحة.
  2. العلاج بالتصليب: يتم العلاج بالتصليب من خلال حقن محلول كيميائي داخل نسيج البواسير بهدف تقليص حجمه، كما أن العلاج بالتصليب قد يكون مؤلماً لدى بعض النساء.
  3. ربط البواسير: يتم ربط البواسير من خلال وضع الطبيب شريط أو شريطين من الأشرطة المطاطية الصغيرة حول قاعدة البواسير الداخلية، ذلك بهدف قطع إمدادها بالدم من خلال  الدورة الدموية في الجسم، بالتالي حدوث تيبّس للبواسير خلال أسبوع لتسقط، كما قد تكون الأشرطة المطاطية غير مريحة، عدا عن أنها قد تسبب النزيف بعد مرور ما يتراوح بين 2-4 أيام من الخضوع للعلاج بالربط لكنّ من النادر ما يكون النزيف الدموي شديداً. 

ختاماً على الرغم من إمكانية علاج البواسير لدى النساء، إلا أن ذلك لا يلغي ضرورة مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة العوامل المسببة وعلاجها، ذلك لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة.

  1. أ ب "مقال البواسير" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  2. "مقال ماذا تعرف عن البواسير" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
  3. أ ب ت ث "مقال أسباب الإصابة بالبواسير ونصائح للوقاية منها" ، المنشور على موقع healthline.com
  4. أ ب ت ث "مقال البواسير" ، المنشور على موقع mayoclinic.org