;

أثر الحروب في تدمير البيئة

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الإثنين، 21 سبتمبر 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
أثر الحروب في تدمير البيئة

الحرب تدمر كل شيء تأخذ معها البشر والحجر كما يقال، وعلى الرغم من أن المناوشات والنزاعات المسلحة والحروب المفتوحة تختلف اختلافاً كبيراً حسب المنطقة والأسلحة المستخدمة، فإن آثار الحروب على تدمير البيئة عادة ما تشمل عدة فئات سنتعرف عليها في هذا المقال.

الحروب تغير المناخ وتلوث البيئة

تسبب الحروب تغير المناخ وتلوث البيئة من خلال ما يلي [1]:

  • انبعاثات هائلة من ثاني أكسيد الكربون:

تتطلب الحروب استهلاك كميات هائلة من الوقود، مما يؤدي إلى انبعاثات هائلة من ثاني أكسيد الكربون ويساهم في تغير المناخ.

  • تضرر المناظر الطبيعية:

يمكن أن تؤدي تحركات المركبات والمعدات العسكرية خلال الحروب على إلى أضرار مادية واسعة النطاق للمناظر الطبيعية الحساسة وتؤثر على التنوع الجغرافي.

  • تلوث الهواء والتربة:

يمكن أن يحدث التلوث بسبب ما يلي [1]:

  • الاستخدام المكثف للذخائر المتفجرة في المناطق الحضرية يؤدي إلى ظهور كميات هائلة من الحطام والأنقاض.
  • الأضرار التي تصيب الصناعة الخفيفة والبنية التحتية الحساسة بيئياً مثل محطات معالجة المياه.
  • فقدان إمدادات الطاقة له آثار عكسية ضارة بالبيئة، فقد يؤدي انقطاع الكهرباء إلى استخدام أنواع وقود أو مولدات منزلية أكثر تلويثاً للبيئة.
  • تعرض المنشآت الصناعية أو النفطية أو منشآت الطاقة لهجمات متعمدة أو تتلف أو تتعطل عن غير قصد.
  • الألغام الأرضية والذخائر العنقودية والمتفجرات الأخرى من مخلفات الحرب أن تقيد الوصول إلى الأراضي الزراعية وتلوث التربة ومصادر المياه بالمعادن والمواد السامة، ويمكن أن تتسبب السفن المحطمة أو التالفة والغواصات في التلوث البحري.

تتسبب الحروب في إزالة الغابات

غالباً ما تزداد إزالة الغابات أثناء الحروب بسبب الإفراط في الحصاد من قبل المجتمعات التي تعتمد فجأة على الخشب والفحم في الوقود والتدفئة [2].

الحروب تدمر الموائل

تسبب الحروب تدمير الموائل من خلال الحرائق التي تسببها الأسلحة التقليدية السامة، والأسلحة الحارقة كالفوسفور الأبيض، والأسلحة النووية التي تحوي على اليورانيوم المشع [1].

أشهر مثال على تدمير الموائل: خلال حرب فيتنام عندما قامت القوات الأمريكية برش مبيدات الأعشاب على الغابات ومستنقعات المنغروف التي وفرت الغطاء لجنود حرب العصابات، مما أدى إلى تدمير حوالي 4.5 مليون فدان في الريف [2].

الحروب تسبب زيادة الصيد والصيد الجائر

يمكن أن يؤدي الوصول السهل إلى الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة إلى إلحاق الضرر بالحياة البرية من خلال تسهيل زيادة الصيد والصيد الجائر الذي قد يسبب تراجع أعداد أنواع من الحيوانات ما يهدد بانقراضها [1].

فعلى سبيل المثال: خلال الصراع الرواندي في عام 1994، ونتيجة لتدفق اللاجئين، انقرضت مجموعات الحيوانات المحلية مثل الظباء الروان والإيلاند [2].

الحروب تسبب التدهور البيئي واستنزاف الموارد

تسبب الحروب التدهور البيئي نتيجة الإفراط في استثمار الموارد الطبيعية، حيث تتنافس الجماعات المسلحة للسيطرة على النفط أو الموارد المعدنية أو الأخشاب. 

كما أن إطعام الجيش أثناء غالباً ما يتطلب صيد الحيوانات المحلية، وخاصة الثدييات الكبيرة التي غالباً ما يكون لديها معدلات تكاثر أقل مما يؤدي إلى انخفاض أعدادها [2].

أثر النزوح البشري الناتج عن الحروب على البيئة

النزوح البشري هو أمر شائع في العديد من الحروب، ويمكن أن يكون لمخيمات اللاجئين والمشردين داخلياً آثار بيئية كبيرة لا سيما عندما تكون غير مخططة أو تفتقر إلى الخدمات الأساسية، مثل المياه والصرف الصحي وإدارة النفايات، من هذه الآثار البيئية نذكر [1]:

  • إزالة الغابات على نطاق واسع.
  • الصيد غير الخاضع للرقابة.
  • تآكل التربة.
  • تلوث الأرض والمياه بالنفايات البشرية، فغالباً ما تتعطل أنظمة إدارة النفايات أثناء الحروب مما يؤدي إلى زيادة معدلات إلقاء النفايات وحرقها.

الحروب تهدد الحيوانات والنباتات الأصلية بسبب الأنواع الغازية

غالباً ما تحمل السفن العسكرية وطائرات الشحن والشاحنات أكثر من الجنود والذخائر؛ يمكن نقل النباتات والحيوانات غير الأصلية إلى مناطق جديدة فتقضي على الأنواع المحلية [2].

فعلى سبيل المثال: كانت جزيرة ليسان في المحيط الهادئ في يوم من الأيام موطناً لعدد من النباتات والحيوانات النادرة، ولكن تحركات القوات أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها أدخلت الجرذان التي قضت تقريباً على عصفور لايسان [2].

انهيار البنية التحتية

من بين الأهداف الأولى والأكثر عرضة للهجوم في الحروب طرق العدو والجسور والمرافق والبنية التحتية الأخرى. في حين أن هذه لا تشكل جزءاً من البيئة الطبيعية، فإن تدمير محطات معالجة مياه الصرف الصحي، على سبيل المثال، يؤدي إلى تدهور شديد في جودة المياه الإقليمية [2].

فعلى سبيل المثال: خلال القتال في كرواتيا في تسعينيات القرن الماضي، تم قصف مصانع المواد الكيميائية؛ ونظراً لأن مرافق معالجة الانسكابات الكيميائية لم تكن تعمل، فقد تدفقت السموم في اتجاه مجرى النهر دون رادع حتى انتهى الصراع [2].

زيادة الإنتاج

حتى في المناطق التي لم تتأثر بشكل مباشر بالحرب، يمكن أن تؤدي زيادة الإنتاج في التصنيع والزراعة والصناعات الأخرى التي تدعم المجهود الحربي إلى إحداث فوضى في البيئة الطبيعية [2].

فعلى سبيل المثال: خلال الحرب العالمية الأولى، خضعت المناطق البرية السابقة في الولايات المتحدة لزراعة القمح والقطن والمحاصيل الأخرى، في حين تم قطع مساحات شاسعة من الأخشاب لتلبية الطلب في زمن الحرب لتصنيع السفن والقوارب [2].

ممارسات الأرض المحروقة

في زمن الحرب. تم تطبيق مصطلح "الأرض المحروقة" في الأصل على حرق المحاصيل والمباني التي قد تغذي العدو وتؤويه، ولكنها الآن تنطبق على أي استراتيجية مدمرة بيئياً [2].

فعلى سبيل المثال: ولإحباط غزو القوات اليابانية خلال الحرب الصينية اليابانية الثانية (1937-1945)، فجرت السلطات الصينية بالديناميت سداً على النهر الأصفر، وأغرقت آلاف الجنود اليابانيين وتسببت في غمر مساحات واسعة من الأراضي [2].

الأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية

ربما يكون إنتاج هذه الأسلحة المتقدمة واختبارها ونقلها واستخدامها هو أكثر الآثار المدمرة للحرب على البيئة فهي تدمر الموائل وتلوث البيئة لعقود طويلة، عدا عن آثارها الكارثية على البشر. 

وأحدث مثال على ذلك الآثار التي سببها إلقاء أمريكا القنابل النووية على هيروشيما ونجازاكي في عام 1945 والتي ما تزال آثاره على البيئة مستمرة حتى الآن [2].

شاهدي أيضاً: الكوليرا

يمكن القول إن الحروب عدوة البيئة، تستنزفها بكل ما أوتيت من قوة، بدءاً من تلويث البيئة مروراً باستنزاف الموارد انتهاءً بالقضاء على الموائل مما يهدد بعض أنواع الحيوانات بالانقراض.