;

متلازمة كوشينغ وعلاجها

  • تاريخ النشر: الإثنين، 28 مارس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022
متلازمة كوشينغ وعلاجها

هل تساءلت يوماً عن سبب وجود سنام بين الكتفين عند مقابلتك لشخص ما، أو لماذا لديه وجه مستدير يُشبه وجه القمر، إذ الأمر قد ينطوي خلف تلك العلامات على اضطراب هرموني شهير، يُطلق عليه متلازمة كوشينغ، أو متلازمة الوجه القمري.

تعد متلازمة كوشينغ من الاضطرابات الهرمونية نادرة الحدوث، يصاب به كلا من الأطفال، والبالغين، وحسب التقديرات البحثية قد يصاب به حوالي 40 إلى 70 شخصاً من كل مليون حول العالم، لذا دعنا نتعرف إلى متلازمة كوشينغ وعلاجها بشتى الطرق، وما أسباب الإصابة بالتفصيل. [1]

ما هي متلازمة كوشينغ

متلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing Syndrome)، أو كما يطلق عليها متلازمة فرط هرمون الكورتيزول، أو متلازمة الوجه القمري هي اضطراب هرموني يحدث عند ارتفاع مستوى الكورتيزول بشكل غير طبيعي. [1]

ونجد أن الكورتيزول الذي يُفرز من الغدة الكظرية يطلق عليه أحياناً (هرمون التوتر)؛ لأنه يساعدك في الاستجابة للتوتر، كما يعمل على:

  • تنظيم ضغط الدم.
  • تنظيم مستوى الغلوكوز في الدم.
  • تقليل الالتهابات.
  • تحويل الطعام الذي تتناوله إلى مصدر طاقة.

وبالرغم من تلك الفوائد المتنوعة التي يقوم بها الكورتيزول في جسمك، لكن زيادته فوق المستوى الطبيعي يؤثر حتماً على كفاءة، ووظيفة أجهزة الجسم الأخرى.

وقد يكون تراكم الكورتيزول غير الطبيعي في الجسم؛ ناتج عن أسباب مختلفة من تناول أدوية الكورتيكوستيرويدات الفموية، إلى فرط إنتاج الكورتيزول داخلياً من الجسم كما سنتعرف بالتفصيل. [1]

أعراض متلازمة كوشينغ

قد تختلف الأعراض من شخص لآخر، حتى إن بعض المصابين قد لا تظهر عليهم أي أعراض، مما يجعل أحياناً الكشف عن تلك المتلازمة من الصعب ظاهرياً، وترتبط الأعراض غالباً بمستوى الكورتيزول الزائد.

الأعراض الشائعة

  • الوزن الزائد.
  • وجود رواسب في الأنسجة الدهنية، خاصة حول منطقة الوَسط أو أعلى الظهر، وفي الوجه (الوجه القمري المستدير)، وبين الكتفين (سنام الجاموس).
  • التئام الجروح ببطء، وكذلك لدغات الحشرات، والعدوى، والالتهابات.
  •  بعض المشاكل الجلدية، خاصة حب الشباب.
  • علامات التمدد الوردية، أو الأرجوانية اللون على جلد البطن، والفخذين، والذراعين.
  • معاناة جلد رقيق وهش تحدث به الكدمات بسهولة. [2]

أعراض متلازمة كوشينغ خاصة بالنساء

  • عدم انتظام فترة الحيض الشهرية أو غيابها كلياً.
  • عدم معالجة متلازمة كوشينغ في السيدات قد تؤدي إلى صعوبة في الحمل.
  • قد يصبح شعر الجسم والوجه أكثر سمكاً ووضوحاً، وتسمى تلك الحالة (الشعرانية). [2]

أعراض متلازمة كوشينغ خاصة بالرجال

الأعراض الأقل شيوعاً المحتملة

  • صداع الرأس.
  • فقدان السيطرة العاطفية.
  • التعب الشديد.
  • ضعف العضلات.
  • حالات الالتهابات المختلفة.
  • الصعوبات المعرفية.
  • الشعور بالقلق والاكتئاب.
  • ارتفاع مستوى ضغط الدم حديثاً، أو التفاقم في حالة وجوده مُسبقاً.
  • ارتفاع مستوى السكر في الدم.
  • ظهور حصوات في الكلى.
  • حالة فقدان العظام التي تؤدي إلى حدوث كسور بمرور الوقت.
  • ظهور سواد على الجلد.
  • ضعف النمو لدى الأطفال (10% من حالات متلازمة كوشينغ الجديدة كل عام تكون في الأطفال).

يفضل زيارة الطبيب في حالة الشعور بعلامة واحدة أو أكثر من علامات متلازمة كوشينغ، خاصة في حالة تناول الأدوية الكورتيكوستيرويدية لعلاج حالة صحية مزمنة، مثل: الربو، أو التهاب المفاصل. [2]

أسباب متلازمة كوشينغ

تحدث متلازمة كوشينغ رئيسياً بسبب زيادة هرمون الكورتيزول الذي يُفرز من الغدة الكظرية، وقد يرجع ذلك إلى عوامل خارجية أو داخلية، وتشمل بالتفصيل التالي:

عوامل متلازمة كوشينغ خارجية المنشأ 

  • تناول أدوية الكورتيكوستيرويد الفموية بجرعات عالية لمدة زمنية طويلة، مثل: البريدنيزون.
  • العلاج بأدوية الكورتيكوستيرويد عن طريق الحقن المستخدمة في حالة: آلام الظهر، أو آلام المفاصل.
  •  تعد الإصابة بمتلازمة كوشينغ الناتجة عن الأدوية الكورتيكوستيرويدية الاستنشاقية في علاج الربو، أو تطبيق كريمات الجلد الكورتيكوستيرويدية في حالة الأمراض الجلدية، مثل: الإكزيما، أقل احتمالية من الأنواع الفموية عموماً.
  •  التعرض إلى مستويات عالية من التوتر، خاصة الإجهاد المرتبط بالحمل.
  • إدمان الكحوليات.
  • سوء النظام الغذائي اليومي.  [2] [3]

 عوامل متلازمة كوشينغ داخلية المنشأ

  • أورام الغدة النخامية: يفرز الورم كميات زائدة من الهرمون الموجه لقشر الغدة الكظرية (ACTH)، مما يؤدي إلى تحفيز الغدد الكظرية على إنتاج الكورتيزول بشكل غير طبيعي، وهذا النوع من المتلازمة يُطلق عليه (مرض كوشينغ)، وهو النوع الأكثر شيوعاً من متلازمة كوشينغ داخلية المنشأ بنسبة تصل من 60% إلى 70% من الحالات.
  • الأورام المُنبذة: هي أورام خارج الغدة النخامية، أو كما يُطلق عليها (متلازمة ACTH خارج الرحم)، توجد عادةً في الرئتين، أو البنكرياس، أو الغدة الدرقية، تنتج هرمون (ACTH) بكثرة، وقد تكون تلك الأورام حميدة أو خبيثة.
  • اضطرابات الغدة الكظرية الأولية: وجود أورام أو شذوذ أو تضخم في الغدة الكظرية، قد يؤدي إلى عدم انتظام إفراز هرمون الكورتيزول، وهي حالة نادرة الحدوث، إذ نجد أن جزءاً صغيراً من تلك الأورام يتسبب في زيادة هرمون الكورتيزول.
  • متلازمة ماكيون أولبرايت (بالإنجليزية: McCune-Albright syndrome): تُعد سبباً نادراً للبلوغ المبكر، وترتبط بفرط نشاط الغدة الكظرية، مما قد يؤدي إلى متلازمة كوشينغ. 
  • متلازمة كوشينغ العائلية: متلازمة كوشينغ ليست وراثية عادةً، وتحدث في حالات نادرة التي يكون فيها ميول وراثية للإصابة بأورام الغدد الصماء. [2]  [3]

علاج متلازمة كوشينغ

يهدف علاج متلازمة كوشينغ عموماً إلى خفض مستوى الكورتيزول غير الطبيعي في الجسم، ويمكن تحقيق ذلك بطرق علاجية مختلفة تعتمد على سبب الإصابة، وتشمل كل الطرق التالية:

التحكم في تناول الكورتيكوستيرويدات

لأن تناول الكورتيكوستيرويدات بجرعات عالية لمدة زمنية طويلة أحد أهم الأسباب خارجية المنشأ في الإصابة بمتلازمة كوشينغ، فقد يُساعدك طبيبك في السيطرة على الأعراض بواسطة تقليل جرعة الدواء على مدى مدّة زمنية، وفي الوقت ذاته تستمر في معالجة الحالة المرضية التي تأخذ لها الكورتيكوستيرويدات.

لكن يجدر الإشارة إلى أنه لا يمكنك تقليل جرعة الأدوية من تلقاء نفسك، أو تتوقف عن تناولها فجاءةً، إلا تحت إشراف الطبيب المختص. [4]

الجراحة الطبية

قد يوصي الطبيب غالباً بإجراء جراحة استئصالية إذا كان سبب الإصابة ورماً لأن هذا قد يكون العلاج الأمثل، وعادةً تكون أورام الغدة النخامية، وقد تصل نسبة نجاحها إلى 90%، وتتم خلال الأنف، إما في حالة كان الورم في الغدة الكظرية، أو الرئتين، أو البنكرياس، يمكن إزالته بواسطة:

  • عملية جراحية طبية عادية.
  • تقنيات جراحية طفيفة التوغل.

وقد يحتاج المريض غالباً بعد الجراحة إلى تناول أدوية بديلة للكورتيزول لتزويد جسمك بما يحتاج منه، حتى تستعيد قدرتك طبيعياً في إنتاجه، ونجد أنه في حالات قليلة قد لا تستأنف الغدة الكظرية وظيفتها في إنتاج الكورتيزول طبيعياً، لذا قد يحتاج هؤلاء إلى تناول الأدوية مدى الحياة. [4]

العلاج الإشعاعي

قد يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى العلاج الإشعاعي جانب العملية الجراحية، إذ لم يتمكن من استئصال الورم المسبب في متلازمة كوشينغ بالكامل، أو قد يستخدم العلاج الإشعاعي فقط في حالة المرضى غير المرشحين للجراحة.

ويكون في صورة جرعات صغيرة على مدار أسابيع، أو قد يكون مصحوباً بتقنية تسمى (الجراحة الإشعاعية التجسيمية) التي تسلط فيها جرعة كبيرة من الإشعاع على الورم مرة واحدة، وبذلك تقلل تعريض الأنسجة المحيطة بالورم إلى الإشعاع. [4]

العلاجات الدوائية

قد يصف الطبيب بعض الأدوية في حالة عدم نجاح الجراحة والعلاج الإشعاعي، أو مع الأشخاص المصابين بدرجة شديدة من متلازمة كوشينغ قبل إجراء العملية الجراحية؛ لتحسين الأعراض، وتقليل مخاطر الجراحة.

تشمل الأدوية التي تقلل من إنتاج الكورتيزول في الغدة الكظرية، ما يلي:

  • كيتوكونازول (الاسم التجاري: نيزورال).
  • ميتوتان (الاسم التجاري: ليسودرين).
  • ميتيرابون (الاسم التجاري: ميتوبرون).
  • باسيروتيد حقن (الاسم التجاري: سيجنيفور).
  • أوسيلودروستات (الاسم التجاري: إستوريسا).
  • الميفيبريستون (الاسم التجاري: كورليم، ميفيبريكس) في المصابين بمتلازمة كوشينغ، ويعانون مرض السكري النوع الثاني، أو المرضى الذين يعانون عدم تحمل اللاكتوز، إذ قد يمنع رئيسياً تأثير الكورتيزول على أنسجة الجسم، ولا يقلل من إنتاجه. 

ما زالت حتى وقتنا هذا الدراسات تعمل على إيجاد كل الأدوية الفعالة المتاحة لعلاج متلازمة كوشينغ، لكن في نهاية المطاف حالياً قد لا تكون الأدوية فعالة 100% في تحسين جميع أعراض متلازمة كوشينغ. [4] [5]

الوسائل المنزلية

هناك بعض الوسائل المنزلية التي قد تساعدك في رحلتك العلاجية مع متلازمة كوشينغ، إذ إن الأعراض التي تعانيها لن تختفي في ليلة وضحاها، وتعتمد المدة العلاجية على شدة المرض والسبب، لذا من المفضل دائماً أن تبدأ الرحلة العلاجية مبكراً.

وتشمل الطرق العلاجية المنزلية المساندة، كل مما يلي:

  • ممارسة الأنشطة البدنية الفعالة ذات المجهود المُلائم لحالتك الصحية.
  • تناول الأطعمة المغذية الصحية التي قد تساعدك في عملية الشفاء، بل قد تساعدك في خسارة بعض من الوزن الزائد الناتج عن إصابتك بمتلازمة كوشينغ.
  • الحصول على قدر كافي من عنصري: الكالسيوم، وفيتامين د سواء أكان من المصادر الطبيعية، أو المكملات الغذائية المُتاحة في الصيدليات، إذ قد يساعد على تقوية العظام، وتعويض الضعف الناتج عن متلازمة كوشينغ.
  • تجنب تناول الكحوليات، لأنها قد تؤدي إلى ظهور وبروز مؤشرات متلازمة كوشينغ.
  • تجنب تناول السكريات والصوديوم خاصة، إذ إن متلازمة كوشينغ مرتبطة بارتفاع نسبة السكر، وارتفاع ضغط الدم.
  • العناية بالحالات المرضية المزمنة إن وجدت، مثل: ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري.
  • العناية بقدراتك العقلية قبل الصحية؛ تجنباً للتعرض إلى الاكتئاب الذي قد يكون أحد أعراض كوشينغ، أو أثر جانبي للإصابة، ولا تتردد في الاستعانة بالطبيب النفسي في حالة مواجهتك أي مشكلات خلال رحلتك العلاجية، أو واجهت صعوبة في الاندماج مع المتلازمة.
  • ممارسة بعض وسائل الاسترخاء؛ لتهدئة الألم والأوجاع التي تشعر بها، مثل: الاستحمام بالماء الدافئ، والتدليك. [4] [5]

عوامل الخطورة

قد توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة كوشينغ، وقد يرتبط الأمر دائماً بكل ما يُزيد من مستوى الكورتيزول في الجسم، ويشمل كل مما يلي:

  • الجنس، إذ نجد أن السيدات أكثر عرضة للإصابة عن الرجال، خاصة في الأعمار التي تتراوح بين 20 و50 عاماً.
  • السمنة المفرطة.
  • وجود حالات صحية مزمنة، مثل: مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم.
  • تناول جرعات عالية من الكورتيكوستيرويدات لعلاج حالة صحية مزمنة من عوامل الخطر الرئيسية.
  • الأشخاص الذين يعيشون مع أورام الغدة النخامية، أو الغدة الكظرية.
  •  تكون الإصابة في بعض الحالات النادرة وراثية تنتقل خلال العائلة؛ لوجود مشكلة جينية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الغدد الصماء. [4] [5] 

المضاعفات الناتجة عن متلازمة كوشينغ

هناك بعض المشكلات الصحية التي قد تنتج عن الإصابة بمتلازمة كوشينغ، وقد يزداد الوضع سوءاً عند إهمال العلاج، أو عدم تلقي العناية المناسبة مبكراً، وتشمل تلك المضاعفات:

  • التعرض إلى جلطات دموية في الساقين، أو الرئتين.
  • الإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية.
  • التعرض بشكل متكرر إلى الالتهابات، وأنواع العدوى المختلفة.
  • ارتفاع مستوى ضغط الدم، أو نسبة الكوليسترول في الدم.
  • الاضطرابات النفسية، مثل: الاكتئاب، والتغيرات المزاجية الحادة.
  • صعوبة التركيز.
  • الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • فقدان العظام، والتعرض المتكرر إلى الكسور.  [5]

تظل متلازمة كوشينغ من الاضطرابات الهرمونية التي تستدعي الدعم النفسي، التي ما زالت حتى وقتنا هذا تحت أعُين الخبراء للوصول إلى حلول جذرية لها.

 لكن يمكن القول بأن الطرق العلاجية المُتاحة الآن ترتبط بسبب الإصابة، والجراحة الطبية الاستئصالية تظل العلاج الأمثل والخطة الأولى في حالة وجود الأورام، بالإضافة إلى العلاج الإشعاعي، مع التحكم في جرعة الكورتيكوستيرويدات المتناولة على المدى البعيد، والأدوية المختلفة التي قد تُحسن من الأعراض، ولا تنسى دورك المنزلي الفعال في الخطة العلاجية. 

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!