;

سرطان القلب

  • تاريخ النشر: الخميس، 07 أبريل 2022 آخر تحديث: الخميس، 29 سبتمبر 2022
سرطان القلب

تقسم الأمراض من ناحية الانتشار، وعدد الإصابات إلى أمراض شائعة تصيب الكثير من الأشخاص، أو أمراض نادرة الحدوث بما فيها سرطان القلب الذي قد يبدو غريباً بالنسبة للبعض إلا أنه قد يحدث، فما هو سرطان القلب؟ ما هي أعراضه؟ لماذا يحدث سرطان القلب؟ كيف يتم علاجه؟

ما هو سرطان القلب

سرطان القلب (بالإنجليزية: Heart Cancer) هو السرطان الذي يبدأ في خلايا قلب الإنسان الذي يعرف أيضاً بسرطان القلب الأولي، يعد سرطان القلب من السرطانات النادرة الحدوث بشكل كبير. في هذا المقال سنوضح ما هو سرطان القلب.

يعد سرطان القلب نادر الحدوث، كما أنّ الدراسات التشريحية والدراسات على حالة سرطان القلب قليلة جداً أيضاً، إذ يمكن للسرطان أن يصيب أي مكان في جسم الإنسان لينتقل بعد ذلك إلى القلب، كما أن أورام القلب في الغالب ليست سرطانية، كما تعرف 75% من سرطانات القلب الأولية بالساركوما التي تبدأ في الأنسجة الرخوة للجسم بما فيها العضلات، والأوتار، والأوعية الدموية، والأعصاب، إذ أن معظم سرطانات القلب هي الأورام اللي[مفاوية وأورام الظهارة المتوسطة. [1]

أعراض سرطان القلب

تشير الجمعية الأوروبية لأمراض القلب بأنّه تم العثور على حالة من بين كل 2000 حالة عند تشريح الجثث مصابين بسرطان القلب، إذ تشير التقارير إلى أنّ 25% فقط من الحالات يكون الورم السرطاني في القلب، أي أن غالبية الأورام السرطانية التي تصيب القلب قد انتقلت إليه من أعضاء أخرى هذا يحدث بمعدل 40 ضعف من السرطان الذي يبدأ من القلب.

من أبرز السرطانات التي تنتقل إلى القلب سرطان الرئة، وسرطان الدم، وسرطان الكلى، وسرطان الثدي، وسرطان الغدد الليمفاوية الذي يختلف عن ورم الغدد الليمفاوية عند الإصابة بسرطان القلب الأولي كون سرطان الغدد الليمفاوية يبدأ في العقد الليمفاوية أو الطحال، أو نخاع العظام بدلاً من القلب.

تميل أورام القلب السرطانية إلى النمو بشكل سريع لتغزو جدران القلب، والأجزاء المهمة الأخرى من القلب هذا ما يعطّل وظيفة القلب، بالتالي ظهور مجموعة من الأعراض التي تعكس أورام القلب، وحجمها، وموقعها لهذا السبب فإنّ الأعراض قد تكون مشابهة لأعراض الحالات المرضية التي تصيب القلب بما فيها قصور القلب، عدم انتظام ضربات القلب، بجميع الأحوال تتضمن أعراض سرطان القلب الأولى الآتي: [2]

ضعف عضلة القلب

عندما ينمو الورم السرطاني في الجدران العضلية للقلب يمكن أن تصبح عضلة القلب متيبسة، وغير قادرة على ضخ كميات كافية من الدم إلى جميع أنحاء الجسم مما يؤدي إلى ضعف أو قصور في عضلة القلب التي يرافقها ظهور مجموعة من الأعراض من أبرزها التعب والإرهاق، وضيق في التنفس، وألم في الصدر، وتورم في الساقين. [2]

انسداد تدفق الدم

من الممكن أن ينمو الورم السرطاني في إحدى غرف القلب أو في الصمامات القلبية هذا يحول دون تدفق الدم خلال القلب بشكل طبيعي، إذ يتسبب ذلك بظهور مجموعة من الأعراض التي تختلف بالاعتماد على مكان الورم السرطاني، على سبيل المثال عندما يصيب الورم السرطاني الغرف العلوية من القلب يمكن أن يمنع تدفق الدم إلى الغرف العلوية من القلب مما يحاكي تضيق الصمامات ثلاثية الشرفات أو الصمام التاجي هذا يؤدي إلى الشعور بالتعب، وضيق في التنفس.

كما يمكن للورم أن يصيب البطين هذا يتسبب بمنع تدفق الدم خارج القلب بالتالي تضيق في الأبهر أو في الصمام الرئوي، مما يؤدي إلى ضيق في التنفس، الدوخة، الإغماء، الإرهاق، والتعب. [2]

خلل في النظام الكهربائي للقلب

يمكن أن تؤثر الأورام السرطانية التي تنمو داخل عضلة القلب على نظام التوصيل الكهربائي بالتالي التأثير على سرعة وانتظام نبضات القلب، كما أن الأورام السرطانية قد تؤدي إلى سد مسار التوصيل الطبيعي بين الأذينين والبطينين هذا ما يعرف بكتلة القلب أي الحد من سرعة الأذينين والبطينين بدلاً من العمل في آن واحد، هذا يؤدي إما إلى تسارع في نبضات القلب أو تباطؤ الذي يرافقه الشعور بالإغماء في بعض الأحيان، أو الإصابة بالرجفان البطيني، والسكتة الدماغية المفاجئة. [2]

السدادة

عندما تنتقل قطعة صغيرة من الورم السرطاني إلى أجزاء أخرى من القلب أو تتشكل جلطة دموية في القلب لتستقر في شريان صغير يحدث ما يعرف بالانصمام أو الانسداد الذي قد يحدث في الرئتين هذا ما يعرف بالانسداد الرئوي.

يؤدي الانسداد الرئوي إلى ضيق في التنفس، والألم الحاد في الصدر، وعدم انتظام في ضربات القلب، بالإضافة إلى حدوث الانسداد في الشرايين التي تمد المخ بالدم والمواد المغذية مما يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية التي يصاحبها شلل في جانب واحد من الجسم، وتدلي جانب واحد من الوجه، بالإضافة إلى مشاكل في الكلام، كما يمكن أن يحدث الانسداد في الشرايين التي تغذي الذراعين والساقين هذا يؤدي إلى الألم، وبرودة في الأطراف. [2]

الأعراض الجهازية

يمكن أن يسبب سرطان القلب مجموعة من الأعراض غير المحددة التي تشير إلى الإصابة بعدوى، إذ تتضمن هذه الأعراض الإحساس بالقشعريرة، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، والتعرق الليلي، وفقدان الوزن، والألم في المفاصل، كما تميل الآفات النقيلية لسرطان القلب الثانوي إلى إصابة البطانة المحيطة بالجزء الخارجي من القلب أو ما يعرف بالتامور الذي يؤدي إلى تراكم السوائل حول القلب بالتالي تشكل انصباب التامور الخبيث.[2]

أسباب سرطان القلب

كما أشرنا أعلاه بأنّ غالبية السرطانات التي تصيب القلب قد انتقلت إليه من سرطانات أصابت أعضاء أخرى في الجسم، إذ أنه من النادر أن يبدأ السرطان في خلايا وأنسجة القلب نفسها، كما أنه تزيد احتمالية الإصابة بسرطان القلب الثانوي أي الذي لا يبدأ في القلب بما يتراوح بين 30-40 ضعف عن السرطان الذي ينشأ في القلب، لسوء الحظ لم يحدد الأطباء سبباً واضحاً للإصابة بسرطان القلب على الرغم من أنّ الإشعاع أو السموم قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان القلب.

من الجدير بالذكر أن لسرطان القلب عدة أنواع من أبرزها السرطان الذي يصيب الأوعية الدموية الكبرى بالتحديد الشريان الأورطي، والشرايين الرئوية. [3]

علاج سرطان القلب

قبل البدء بالعلاج لا بد من أن يجري الطبيب الفحوصات التشخيصية، إذ أنه في الغالب يتم الكشف عن الإصابة بسرطان القلب أثناء إجراء الفحوصات للكشف عن أمراض القلب الأخرى، إذ تتضمن هذه الفحوصات فحص تعداد الدم الكامل، وتصوير الصدر بالأشعة السينية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وإجراء مخطط كهربائية القلب، و مخطط صدى القلب، بالإضافة إلى تصوير الأوعية الدموية التاجية وقسطرة القلب، بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية.

يضع الطبيب خطته العلاجية التي تتضمن العديد من الخيارات من أبرزها العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي أو كليهما اللذان يفيدان في تقليص حجم الورم السرطاني، وتخفيف الأعراض المصاحبة لسرطان القلب، أما إذا انتشر سرطان من نوع آخر إلى القلب فإنّ العلاج يتمثل في التخلص من السرطان في العضو المصاب كعلاج سرطان الرئتين، أو الغدد الليمفاوية أو سرطان الثدي.

من الجدير بالذكر أن علاج سرطان القلب يعتمد على العديد من العوامل بما فيها مكان الورم، وحجمه، وعمر المصاب، وصحته العامة، إذ أن الطبيب قد يلجأ في بعض الأحيان إلى الجراحة إذ ثبت بأنها تطيل عمر المصاب إذا تم استئصال الورم السرطاني القلبي بشكل كامل.

ينبغي الإشارة إلى أنّ هذه العمليات قد تكون معقدة للغاية لذا فإنّ إجراءها يتم في مراكز متخصصة كون جراحة القلب من الجراحات الحساسة جداً، كما يمكن للمصاب أن ينضم إلى مراكز الدراسات التي تجرب طرق علاجية متعددة مستقبلية لسرطان القلب. [3]

ختاماً لا يلغي ندرة حدوث سرطان القلب من ضرورة مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض غير طبيعي يدل على حدوث مشكلة في القلب، مع أن ظهور الأعراض ليس بالضرورة أن يكون ناتجاً عن الإصابة بسرطان القلب إلا أنه من الأفضل استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات التشخيصية لمعرفة الأسباب وعلاجها.

  1. "مقال ما هو سرطان القلب؟" ، المنشور على موقع webmd.com
  2. أ ب ت ث ج ح "مقال أعراض سرطان القلب: ماذا تتوقع" ، المنشور على موقع healthline.com
  3. أ ب "مقال سرطان القلب" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org