;

الإسهال في الأعياد الأسباب وطرق العلاج

  • تاريخ النشر: الإثنين، 02 مايو 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 26 أبريل 2023
الإسهال في الأعياد الأسباب وطرق العلاج

الأعياد مناسبات موسمية سعيدة، يستمتع بها الجميع على مختلف أعمارهم، وإن كانت طرق الاستمتاع تختلف من شخصٍ إلى آخر، لكن الإقبال على الطعام والشراب في الأعياد هي طريقة شائعة لدى الأغلبية، ومن هنا تظهر مشكلة الإسهال في الأعياد، فما هي أسبابه وطرق علاجه؟ وكيف يمكن تجنب حدوثه؟ نقدم التفاصيل من خلال السطور القادمة. 

ما هو مرض الإسهال

الإسهال (بالإنجليزية: Diarrhea) حالة مرضية شائعة، تُصيب أغلب الناس أكثر من مرة في العام الواحد، ويُقال أن شخصاً ما مصاب بالإسهال عندما يصبح برازه ليناً ومائياً، وعادةً ما يستمر الإسهال من يوم إلى ثلاثة أيام، وقد يختفي دون أن نعرف حتى سبب الإصابة. 

تكون العدوى سبباً للإسهال في بعض الأحيان، وقد يكون التغير في طبيعة البراز هو العرض الوحيد لها، لكن في بعض الأحيان من الممكن أن يُصاحب الإسهال حدوث قيء، أو شعور بالغثيان، بالإضافة إلى الإحساس بألم في البطن، وقد يعاني المريض كذلك فقداناً في الوزن.[1][2]

أسباب حدوث الإسهال

أسباب حدوث الإسهال في العيد

الفرحة بقدوم العيد تجعل الكثيرين على ارتكاب بعض العادات الحياتية والتغذوية الخاطئة؛ ينتج عن تلك الأخطاء حدوث اضطرابات هضمية في العيد، مثل حدوث الإسهال، ومن العادات الغذائية الخاطئة في الأعياد:[7][8]

  • الإفراط في تناول الوجبات ذات المحتوى الدهني العالي أو المقليات؛ حيث يتأخر هضم تلك الوجبات في الجهاز الهضمي؛ وبالتالي لا يحدث لها الامتصاص بالشكل المطلوب؛ مما يدفع بها إلى القولون الذي يحولها إلى أحماض دهنية، حيث تحفز تلك الأحماض الدهنية القولون لإنتاج السوائل مسببة بالإسهال.
  • الإقبال المبالغ فيه على الأطعمة والأشربة المحلاة؛ حيث تضطر المعدة إلى زيادة السوائل بهدف التخفيف من السكريات المرتفعة في الوجبة، وزيادة السوائل يتخلص منها الجهاز الهضمي عن طريق الإسهال، ويكون ذلك بعد 30 دقيقة من تناول كمية كبيرة من السكر.
  • تناول كم كبير من القهوة سواء التي تحتوي على الكافيين أو لا، هو أمر يسبب الإصابة بالإسهال، حيث تعمل القهوة على تحفيز زيادة حركة الأمعاء الدقيقة، وزيادة إفراز المادة الصفراوية من الكبد؛ مما يسبب سرعة تفريغ القولون.
  • عدم تنظيم أوقات الوجبات هو من ضمن الأسباب كذلك، فالشرهة نحو الطعام تجعلك مقبلاً عل تناوله في أي وقت، مما يُسبب المزيد من اضطراب عملية الهضم.
  • الإفراط في تناول المشروبات الغازية هو سلوك خاطئ، فقد يظن البعض أنها وسيلة جيدة للهضم، لكن الحقيقة أنها تزيد اضطراب الهضم سوءً، أضف إلى ذلك أنها تحتوي على كمية كبيرة من السكر ، فقد تحتوي العبوة ذات 300 مل على 14 ملعقة سكر.
  • تناول الطعام أو الشراب المكشوف من الشوارع؛ هذه الوجبات قد تكون ملوثة بالبكتيريا أو الطفيليات التي تُسبب حدوث الإسهال في الأعياد.
  • قلة النوم ومواصلة الليل بالنهار في أيام العيد تؤدي إلى إجهاد الجسم؛ مما يساعد على اضطرابات الجهاز الهضمي.

أسباب أخرى للإصابة بالإسهال

وجديرٌ بالذكر أن سبب الاسهال المفاجئ غير معروف، وتُسمى هذه الحالة بالإسهال الذاتي (بالإنجليزية: Self-limited diarrhea)، وبالرغم من ذلك فإنه يُوجد عدد من العوامل التي قد تُسبب الإسهال في الأعياد وغيرها من خلال إصابة الجهاز الهضمي مباشرةً، نذكر من تلك الأسباب التالي:[2]

الفيروسات

هناك أنواع معينة من الفيروسات التي تُسبب الإسهال، مثل فيروس نورووك (بالإنجليزية: Norwalk)، والفيروسات الغدية المعوية (بالإنجليزية: Enteric adenoviruses)، والفيروس المسبب للالتهاب الكبدي الوبائي (بالإنجليزية: Viral hepatitis)، وغيرها من الفيروسات.

ويُعتبر فيروس الروتا (بالإنجليزية: Rotavirus) هو السبب الأكثر شيوعاً لإصابة الأطفال بالإسهال الحاد (بالإنجليزية: Acute diarrhea)، ولن ننسى بالطبع فيروس كورونا 2019 (بالإنجليزية: Covid-19) الذي اجتاح العالم كله، فقد كان من أعراضه عند الأطفال والكبار حدوث إسهال، وقيء، وغثيان.[2]

البكتيريا والطفيليات 

تناول الطعام والشراب الملوث بالبكتيريا المسببة للأمراض (بالإنجليزية: Pathogenic bacteria) أو الطفيليات هو سبب الاسهال بعد الأكل، وهو ما يُعرف بإسهال المسافرين (بالإنجليزية: Traveller"s diarrhea)، ومن أمثلة أنواع البكتيريا الملوثة للطعام هي بكتيريا قولونية (بالإنجليزية: E coli)، بالإضافة إلى نوع آخر من البكتيريا تُسمى كلوستريديويدس (بالإنجليزية: Clostridios) وهي تسبب الإسهال بعد تناول كورس من العلاج بالمضادات الحيوية أو أثناء الإقامة في المستشفيات.[2]

الحساسية تجاه الطعام أو عدم تحمله

يعاني بعض الأشخاص حساسية نحو أنواع معينة من الطعام، مثل البيض، أو لبن الأبقار، أو الفول الصويا، مما قد يعرضهم للإسهال في الأعياد؛ بسبب الاندفاع نحو تناول الطعام دون النظر لمكوناته، فعلى سبيل المثال فإنه يُوجد بعض الأشخاص الذين لا يتحمل جهازهم الهضمي التعامل مع اللاكتوز الموجود في الألبان ومنتجاتها (بالإنجليزية: Lactose intolerance)، مما يُسبب لهم الإسهال في حال تناوله.[3]

مشاكل الجهاز الهضمي

تصيب بعض الأمراض الجهاز الهضمي، مسببةً الإسهال، حيث يكون الإسهال في هذه الحالة هو أحد الأعراض الخاصة بمرضٍ ما، ومن أمثلة تلك الأمراض، مرض كورن (بالإنجليزية: Crohn"s disease)، ومتلازمة القولون المتهيج (بالإنجليزية: Irritable bowel syndrome)، وتسبب هذه النوعية من الأمراض  لأصحابها إسهالاً مزمناً.[3]

العمليات الجراحية في البطن

قد يتعرض الشخص للإسهال بعد إجراء جراحةٍ له في منطقة البطن، وقد تكون الجراحة لأي جزء  في الجهاز الهضمي؛ مثل: المعدة، أو الأمعاء الدقيقة، أو الكبد، أو الطحال. [3]

العقاقير 

تتسبب بعض العقاقير في حدوث الاسهال بعد تناولها، مثل المضادات الحيوية التي تقتل عادةً البكتيريا الضارة، لكنها تقتل البكتيريا النافعة في نفس الوقت؛ مما يؤدي إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي للبكتيريا في الجهاز الهضمي، فتكون النتيجة الطبيعية لهذا الخلل هو الإصابة بالإسهال.

أضف إلى ذلك أن العقاقير المضادة للحموضة والمحتوية على المغنيسيوم، والعقاقير المعالجة لمرض السرطان هي أيضاً من المسببات للإصابة بالإسهال.[2]

علاج الإسهال في العيد

يعتمد علاج الاسهال في الأعياد ليس على تناول العقاقير فقط، لكنه يعتمد أساساً على تحسين عاداتك السلوكية والغذائية بالدرجة الأولى، ويشمل ذلك الآتي:[7][8] 

  • الاعتدال في تناول الوجبات الدهنية والمقليات.
  • تقسيم الوجبات إلى وجبات رئيسية ثلاثة، ومن الممكن زيادة وجبات صغيرة بينية لا تتعدى الثلاثة أيضاً.
  • تجنب تناول كمية كبيرة من السكر سواء في المشروبات أو المأكولات.
  • أخذ قسط كافٍ من النوم.
  • الاعتدال في تناول الشاي والقهوة، أو أي مشروبات تحتوي على الكافيين.
  • تجنب الإفراط في تناول المشروبات الغازية، وإن كان تجنب تناولها يُعد أمراً صحياً.

عموماً فإن العلاج الدوائي للإسهال يتوقف على مدى شدته، وخطورة الأعراض المصاحبة له، بالإضافة إلى سبب الإصابة، فقد تكون الحالة غير معقدة وخفيفة، وفي هذه الحالة فمن الممكن استخدام العقاقير دون الحاجة إلى روشتة طبية، مثل:[4]

  • عقار لوبيراميد (بالإنجليزية: Loperamide)، وهو يبطئ حركة الطعام داخل الأمعاء؛ مما ينتج عنه امتصاص المزيد من السوائل.
  • عقار سبساليسيلات البزموت (بالإنجليزية: Bismuth subsalicylate) الذي يوازن كيفية تحرك السوائل عبر الجهاز الهضمي.

إذا لم تفلح العلاجات السابقة في علاج الإسهال، فأنت في حاجة إلى زيارة الطبيب، وخصوصاً عند ظهور أعراض أخرى مصاحبة للإسهال، مثل الحمى، والقيء، وفي هذه الحالة يكون العلاج متمثلاً في الآتي:[2]

  • يصف الطبيب المضاد الحيوي المناسب للحالة، ومن الممكن أن يصف العقاقير المضادة للطفيليات أيضاً، وجديرٌ بالذكر أن العقاقير المضادة للفيروسات لا تُجدي نفعاً في علاج حالات الإسهال التي يكون سبب الإصابة فيها هو تلوث الطعام والشراب بالبكتيريا أو الطفيليات.
  • ينصح الطبيب بضرورة تعويض السوائل والمعادن المفقودة من الجسم خلال الإسهال، وذلك عن طريق تناول المزيد من السوائل والعصائر، ولا يمكن الاكتفاء بالماء؛ لأنه لا يحتوي على الأملاح والمعادن المفقودة، ويرجى في هذه الحالة تجنب عصير التفاح فهو سيزيد الإسهال سوءً.
  • يلجأ الطبيب إلى وصف المحاليل الوريدية لتعويض المفقود من سوائل الجسم والأملاح، وهي حالة طارئة تحدث في  حالة عدم استطاعة المريض تناول السوائل عن طريق الفم؛ حيث يعاني المريض الشعور بالغثيان، بل إنه قد يتقيأ بالفعل.

الأعراض المصاحبة للإسهال

يُعتبر العرض الرئيسي المصاحب للإسهال هو التغير في طبيعة البراز، حيث يكون ليناً مائياً، مع تكرار عدد مرات التبرز، هذا بالإضافة إلى وجود حركة دائمة في الأمعاء، ويصاحب كل العلامات السابقة عرض أو أكثر من الأعراض التالية:[5]

  • ألم بمنطقة البطن.
  • الشعور بالانتفاخ.
  • رغبة ملحة في تكرار عملية التغوط.
  • غثيان.
  • يدخل الجسم في حالة من الجفاف.
  • كمية البراز تكون كبيرة.
  • تقلصات وتشنجات في منطقة البطن.

تشخيص مرض الإسهال

يُجري الطبيب الفحص البدني للمريض، مع الاستفسار عن تاريخه المرضي، بالإضافة إلى الاستفسار عن عاداته الغذائية، ولتحديد السبب بدقة يطلب الطبيب من المريض إجراء اختبارات معملية للبراز والدم، كما قد يحتاج الأمر إلى عمل تصوير بالأشعة للجهاز الهضمي، أو عمل منظار للقولون للتحقق من وجود مرضٍ ما بالأمعاء.[5]

الوقاية من الاسهال

الإسهال في الأعياد لن يفسد عليك فرحة العيد فقط، لكنه قد يعرضك للإعياء الشديد، ولكي تتجنب ذلك كله عليك اتباع الإرشادات الآتية:[5][6]

  • تأكد من نظافة الماء الذي تتناوله، وفي حالة وجود أي شك في ذلك فلا بد أن تتعامل مع المياه المعدنية المعبأة.
  • احرص على تجنب الأطعمة والمشروبات الممنوعة بالنسبة لك، أي التي تُسبب لك الحساسية.
  • غسل الخضار والفاكهة بشكلٍ جيد.
  • غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
  • التأكد من أن المأكولات المجمدة محفوظة في درجة التبريد المناسبة لها.
  • يُفضل تناول كل ما هو مطهو جيداً والابتعاد عن المأكولات النيئة.
  • إذا كنت من المسافرين إلى بلد تنتشر فيه العدوى، فيمكنك سؤال طبيبك إذا كان من الممكن أن تبدأ في تناول مضاد حيوي، أو أن تتلقى لقاحاً معيناً، مثل اللقاح ضد مرض التيفويد، أو ضد الالتهاب الكبدي الوبائي.
  • تجنب الطعام غير المغلف والمباع في الشوارع.
  • لا تتناول الآيس كريم المصنوع من ماء الصنبور، خصوصاً في الأماكن غير النظيفة.

ختاماً نحن نتمنى لك أن تنعم بإجازة سعيدة في العيد، فاحرص على بعض الإرشادات للمحافظة على صحتك بالعيد، كالاعتدال في وجبتك، وتجنب تناول الطعام خارج المنزل بقدر الإمكان، أو على الأقل تأكد جيداً من نظافة مكان الضيافة، وتوقف عن تناول الطعام فوراً إذا شعرت بأي أعراض حتى لو كانت بسيطة أثناء تناول الوجبة أو المشروب.