;

أعراض اضطراب الهوية الجنسية

  • تاريخ النشر: الجمعة، 03 يونيو 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022
أعراض اضطراب الهوية الجنسية

يصاب الإنسان بالعديد من أنواع الاضطرابات التي تؤثر على أي جهاز من أجهزة الجسم، كما يعد اضطراب الهوية أحد أنواع هذه الاضطرابات العديدة، فما هو اضطراب الهوية؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يتم تشخيصه؟ وما هي طرق علاجه؟

ما هو اضطراب الهوية الجنسية

اضطراب الهوية الجنسية (بالإنجليزية: Gender Dysphoria) أو ما يشير إلى التحول جنسياً، أي عدم تطابق الأعضاء التناسلية مع الجنس الذي يتم تحديده عند الولادة.

يتمثل اضطراب الهوية الجنسية بشعور الشخص بالانزعاج والضيق الناتج عن الاختلاف ما بين الجنس الذي تم تحديده للشخص، والهوية الجنسية للفرد، كما أنّ اضطراب الهوية في الغالب يبدأ في مرحلة الطفولة، إلا أنّ بعض الأشخاص قد يصابون باضطراب الهوية في مرحلة سن البلوغ.

كما ينبغي الإشارة إلى أنّ الهوية الجنسية تختلف عن التعبير الجنسي، حيث يشير التعبير الجنسي إلى الطريقة التي يقدم بها الشخص ذاته للعالم الخارجي بالاعتماد على جنسه، أي من خلال ارتداء ملابس إمّا رجالية أو نسائية، أمّا الهوية الجنسية فهي الإحساس النفسي للشخص بجنسه. [1]

أعراض اضطراب الهوية الجنسية

تتمثل أعراض اضطراب الهوية سواءً كان اضطراب الهوية التفارقي أو الأنواع الأخرى بالدرجة الأولى بالإحساس بالضيق والانزعاج من الجنس المحدد للشخص، كما يتسبب اضطراب الهوية الجنسية بإظهار مجموعة من الأعراض الأخرى التي تتضمن الآتي: [2]

  1. الرغبة في عدم امتلاك الخصائص الجنسية الأساسية للجنس المحدد عند الولادة.
  2. رغبة الشخص في أن يتم التعامل معه على أنه جنس آخر، أي ليس جنسه الحقيقي.
  3. حب امتلاك الخصائص الجنسية الأولية والثانوية للهوية الجنسية المفضلة لدى الشخص.
  4. إصرار الشخص على أنه جنسه مختلف عن الجنس الذي تم تحديده عند الولادة.
  5. تفضيلات الأدوار بين الجنسين.
  6. رفض الأشياء التي تشير إلى الجنس المختلف للجنس الذي تم تحديده للشخص.
  7. ارتداء الملابس المرتبطة بالجنس الآخر.
  8. الشعور بالضيق وعدم الارتياح من التعبير عن الأشياء الجنسية المرتبطة بالجنس، هذا يظهر من خلال اللعب بألعاب الجنس الآخر، والتصرفات المعاكسة لتصرفات الجنس الحقيقي.

كما ينبغي الإشارة إلى أنّ اضطراب الهوية لا يرتبط بالميول الجنسية لدى الفرد، إذ قد يكون الشخص المصاب باضطراب الهوية لا يعاني من أي مشاكل جنسية أخرى بما فيها اضطراب المثلية.

أسباب اضطراب الهوية الجنسية

لم يحدد الأطباء سبباً واضحاً للإصابة باضطراب الهوية، لكنهم أشاروا إلى وجود عوامل تساهم في الإصابة بهذا الاضطراب، حيث تعد العوامل الوراثية من أبرز هذه العوامل، بالإضافة إلى التأثيرات الهرمونية أثناء التطور قبل الولادة، بالإضافة إلى العوامل البيئية.

على سبيل المثال قد يساهم التعرض للمواد الكيميائية قبل الولادة باضطرابات في التطور الطبيعي لتحديد الجنس قبل الولادة، كما تشير الأبحاث إلى وجود رابط جيني، ذلك لوجود انتشار مشترك أعلى بين التوائم المتطابقة مقارنةً بالتوائم الشقيقة، كما أنّ اضطراب الهوية قد يظهر في أي وقت لكنه في الغالب يبدأ في مرحلة الطفولة.

مع ذلك فقد تؤثر العوامل البيئية التي تتمثل في طريقة تعامل الشخص مع نفسه، وتعامل أفراد الأسرة والمجتمع مع الشخص، إذ قد يؤدي التعامل مع شخص على أنه أنثى بينما هو بالحقيقة ذكر إلى حدوث اضطراب في الهوية، وخلل في نفسية الشخص يؤدي إلى تفضيله أن يكون جنس آخر. [2]

تشخيص اضطراب الهوية الجنسية

يوفر الدليل التشخيصي للاضطرابات العقلية تشخيصاً شاملاً لاضطراب الهوية الجنسية، بالإضافة إلى معايير منفصلة للأطفال، والمراهقين، والأفراد البالغين، حيث يعرّف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب النفسية الخلل الجندي لدى الأفراد على أنه تناقض ملحوظ بين الجنسين، أي تناقض بين الجنس المعبر عنه والجنس الحقيقي للشخص.

كما يعد هذا الدليل على أن الشخص مصاب باضطراب الهوية إذا تواجد اثنان من الأعراض التالية في الشخص، حيث تتضمن هذه الأعراض الآتي: [1]

  1. الرغبة القوية في اكتساب الخصائص الأولية والثانوية للجنس الآخر.
  2. الرغبة القوية في التخلص من الخصائص الجنسية الأولية والثانوية، ذلك نتيجة التناقض الملحوظ بين جنس الشخص الحقيقي، وجنسه الذي يفصح عنه أمام الناس.
  3. عدم الرغبة في تطور الخصائص الجنسية التي تكشف عن نوع جنس الشخص، هذا يحدث لدى الأطفال.
  4. الرغبة في أن يكون الجنس الحقيقي مغايراً للجنس الذي تم تحديده عند الولادة.
  5. حب الشخص لأن يتم تعامله على أنه جنس آخر، أي إذا كان أنثى تفضل أن تُعامل على أنها ذكر، والعكس صحيح.
  6. الاقتناع التام لدى الشخص بأنه لدى الشخص ردود فعل نموذجية للجنس الآخر.

كما ينبغي الإشارة إلى أنّ الطبيب أثناء مرحلة التشخيص يبحث عن وجود ارتباط ما بين هذه الأعراض والضعف الكبير في المجالات الاجتماعية أو المهنية أو غيرها من مجالات أداء المهام اليومية.

أمّا اضطراب الهوية لدى الأطفال فيعرفه الأطباء تعريفاً مماثلاً لاضطراب الهوية لدى الأفراد البالغين، كما يشار إلى أنّ اضطراب الهوية لدى الأطفال يستمر لمدة ستة أشهر، كما يتم تشخيص الطفل على أنه مصاب باضطراب الهوية عند وجود أحد العوامل التالية لدى الطفل، حيث تتضمن هذه الحالات الآتي: [1]

  1. الرغبة في ممارسة الأدوار لكلا الجنسين سواءً في اللعب التخيلي أو اللعب الحقيقي.
  2. رغبة الطفل بارتداء الملابس المتقاطعة، أو ارتداء الملابس التي تميل إلى أن تكون ملابس أنثوية، أمّا إذا كان الطفل أنثى فالميل لارتداء الملابس الذكورية.
  3. ميل الطفل إلى أن يكون جنسه غير الجنس الحقيقي له الذي تم تحديده عند الولادة.
  4. الرغبة في ممارسة الألعاب، أو الأنشطة التي يمارسها الجنس الآخر، أي أن يمارس الطفل هذه الأنشطة على اعتبار أنه جنس آخر.
  5. رفض الطفل اللعب بالألعاب التي يمارسها الجنس الآخر، أي إذا كان جنس الطفل ذكراً يرفض ممارسة الأنشطة الذكورية، أمّا إذا كان الطفل أنثى فإنها ترفض اللعب بالألعاب أو ممارسة الأنشطة المخصصة للفتيات.
  6. كره شديد للأعضاء التناسلية لدى الطفل، والقلق الشديد حول معرفة الجنس الحقيقي للطفل.
  7. حب الطفل لامتلاك الخصائص الجنسية الجسدية للجنس الآخر كما هو الحال لدى الأفراد البالغين والمراهقين.

علاج اضطراب الهوية الجنسية

يهدف علاج اضطراب الهوية الجنسية إلى مساعدة المصابين في استكشاف هويتهم الجنسية الأساسية، والاستقرار على أساس الدور الجنسي الأكثر راحة لهم، هذا يخفف من الضغط النفسي المتشكل عليهم، كما يكون علاج اضطراب الهوية مخصصاً حسب ما يناسب كل شخص على حدة، على أية حال تتضمن علاجات اضطراب الهوية الخيارات التالية: [3]

العلاجات الطبية

تتضمن العلاجات الطبية للمصابين باضطراب الهوية الخيارات التالية: [3]

  1. العلاج الهرموني: الذي يتمثل بالعلاج بالهرمون المحفز للصفات الأنثوية، أو الهرمون المحفز للصفات الذكورية.
  2. الجراحة: التي تتضمن جراحة التأنيث، أو جراحة الذكورة، حيث يتم في هذه الجراحة تغيير شكل الصدر والأعضاء التناسلية الخارجية والأعضاء الجنسية الداخلية، وملامح الوجه ونحت الجسم.

كما يتم استخدام العلاج الهرموني حتى يتمتع الشخص بأقصى درجات الأنوثة أو الذكورة، إذ يجد الكثير من المصابين باضطراب الهوية الراحة في استخدام العلاج الهرموني، ذلك لأنه يقلل من الصفات الجنسية الثانوية بما فيها الثديان، وشعر الوجه.

العلاج السلوكي

يهدف العلاج السلوكي للأفراد المصابين باضطراب الهوية الجنسية إلى تحسين الصحة النفسية لدى المصاب بهذا الاضطراب، وتحسين جودة الحياة، ومدى رضى الشخص عن نفسه، كما ينبغي الإشارة إلى أنّ العلاج السلوكي لا يهدف إلى تغيير الهوية الجنسية، بل يساعد على مواجهة المخاوف التي تتعلق بنوع الجنس المحدد للشخص، وإيجاد طريقة لتخفيف حدة اضطراب الهوية الجنسية.

كما يتضمن العلاج السلوكي استشارات الأفراد والأزواج والأسر للمساعد في تحقيق الأمور التالية: [3]

  • تقبل المصاب لذاته.
  • استكشاف الهوية الجنسية والتآلف معها.
  • وجود مجموعات داعمة للمصاب من الأفراد المحيطين به.
  • التعبير عن الهوية الجنسية بشكل طبيعي.
  • معالجة الآثار العقلية والعاطفية للضغوطات الناتجة عن التعرض للتفرقة والتمييز الناتج عن الهوية الجنسية للشخص، سواءً اضطراب الهوية التفارقي، أو اضطراب تعدد الشخصيات.
  • تطوير بعض الخطط لمعالجة المشاكل الاجتماعية المتعلقة باضطراب الهوية الجنسية.
  • تعلم طرق العيش بحياة جنسية صحية.
  • القدرة على اتخاذ قرارات فيما يخص العلاج الطبي المتاح للشخص.
  • العمل على تحسين نوعية الحياة، والعيش بشكل طبيعي.

في الختام يعد اضطراب الهوية الجنسية من الاضطرابات التي تستدعي الخضوع التام والالتزام بالخيارات العلاجية الموصوفة من قبل الطبيب، على الرغم من أنّ الأمور المتعلقة بالصحة الجنسية تسبب مخاوف وضغوطات للأشخاص، إلا أنّ الخضوع للعلاج واستشارة الطبيب أمر ضروري.

  1. أ ب ت "مقال اضطراب الهوية" ، المنشور على موقع psychiatry.org
  2. أ ب "مقال ما هو اضطراب الهوية الجنسية؟" ، المنشور على موقع verywellmind.com
  3. أ ب ت "مقال اضطراب الهوية الجنسية" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!