;

اضطرابات الإثارة الجِنسية

يعد اضطراب الإثارة الجنسية من الحالات المرضية التي تتطلب مراجعة الطبيب، وإجراء فحوصات تشخيصية ومعرفة العامل المسبب وعلاجه

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 17 مايو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 19 يونيو 2023
اضطرابات الإثارة الجِنسية

يصاب الإنسان بالعديد من الحالات المرضية التي تعد الأمراض الجنسية من أبرزها، بما في ذلك اضطراب الإثارة الجنسية فما هو هذا الاضطراب وما هي أسبابه وما الأعراض التي تصاحبه؟ تعرف على كل التفاصيل في هذا المقال.

اضطراب الإثارة الجنسية

اضطراب الإثارة الجنسية (بالإنجليزية: Arousal Disorder) أو ما يعرف بالضعف الجنسي لدى النساء، إذ إنّ اضطراب الإثارة الجنسية مرتبط بالنساء بالتحديد. في هذا المقال سنتحدث عن اضطراب الإثارة الجنسية. [1]

يصيب اضطراب الاهتمام الجنسي بشكل خاص النساء، حيث يؤثر بدرجات مختلفة من امرأة لأخرى، كما يعد الأطباء المرأة مصابة بهذا الاضطراب عندما لا تستثار جنسياً في جميع الأوقات التي تتم فيها ممارسة العلاقة الجنسية، أو عندما يقل اهتمام المرأة بالعلاقة الجنسية بشكلٍ ملحوظ. [1]

أعراض اضطراب الإثارة الجنسية

يتسبب اضطراب الإثارة الجنسية لدى النساء بإظهار مجموعة من الأعراض، حيث يقسم الأطباء هذه الأعراض إلى ثلاثة فئات، عدا عن استخدام هذا التقسيم في تحديد الإصابة بهذا النوع من الاضطرابات، على أية حال تتضمن أعراض اضطراب الإثارة الجنسية الآتي: [1]

أعراض ذاتية

تظهر هذه الأعراض عندما لا تشعر المرأة بالإثارة الجنسية، حتى بعد تحفيز الأعضاء التناسلية، أو غير التناسلية، إذ من الطبيعي أن تحدث استجابة جسدية عند حدوث لمس للأعضاء التناسلية، لكن عند الإصابة باضطراب الإثارة الجنسية لا يوجد أي ردة فعل أو استجابة.[1]

أعراض ذهنية

من الطبيعي أن تحدث استثارة جنسية في الذهن لدى المرأة عند مشاهدة موقف ما، لكن عند الإصابة بهذا الاضطراب فإنّه لا يحدث أي استثارة جنسية، حتى عند تحفيز الأعضاء التناسلية، إذ يشيع ظهور هذا العرض لدى النساء اللواتي انقطعت عنهن الدورة الشهرية، ذلك نتيجة انخفاض حساسية الأعضاء التناسلية.[1]

أسباب اضطراب الإثارة الجنسية

تعد الرغبة الجنسية والإثارة من الأمور المعقدة التي تحدث في جسم الإنسان، كما تؤثر العديد من العوامل على الإثارة الجنسية، بالإضافة إلى ذلك فإنّه من الصعب تحديد أسباب اضطراب الإثارة الجنسية، لكن يعتقد الأطباء بأنّ العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة به، حيث تتضمن هذه العوامل الآتي: [2]

المعتقدات السلبية المتعلقة بالعلاقة الجنسية

يمكن أن تلعب المعتقدات الخاطئة حول ممارسة العلاقة الجنسية دوراً كبيراً في الإصابة باضطراب الإثارة الجنسية، إذ قد يعتقد بعض الأشخاص بأنه لا ينبغي عليهم ممارسة العلاقة الجنسية، أو الاستمتاع بها، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالحزن والاكتئاب، كما يعتقد بعض الأشخاص بأنّ ممارسة العلاقة الجنسية تؤدي إلى الشعور بالخزي. [2]

مشاكل العلاقة الزوجية

يشير الأطباء إلى أنّ وجود مشاكل عائلية تتمثل في عدم وجود تواصل أو حوار بين الزوجين، أو نقص الحميمية والعاطفة بينهما، قد يؤدي إلى حدوث اضطراب الإثارة الجنسية لدى المرأة، كما أنه يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية بشكلٍ كبير لدى المرأة، هذا ما يعرف بالضعف الجنسي الأنثوي. [2]

المشاكل المتعلقة بالجنس

يمكن أن تزيد النظرة السلبية إلى الجسد، أو اضطراب تشوه الجسم، من صعوبة ممارسة العلاقة الجنسية، هذا يؤدي إلى إصابة المرأة باضطراب الإثارة الجنسية، كما يمكن أن يؤدي إلى القلق والاكتئاب، بالتالي انخفاض الرغبة الجنسية أيضاً.

بالإضافة إلى ذلك تتضمن المشاكل المرتبطة بالجنس حدوث اعتداءً جنسياً أو عاطفي، حيث تشير الدراسات إلى أنّ الصدمات الجنسية، بما فيها الاعتداء الجنسي الذي يحدث في مرحلة الطفولة يمكن أن يؤدي إلى حدوث ضعف في الرغبة والإثارة الجنسية، نتيجة الخوف من العلاقة الجنسية بشكلٍ كبير، كما يمكن أن تجعل عدم الخبرة بممارسة العلاقة الجنسية إثارة الزوجة أمراً صعباً. [2]

الحالات المرضية

قد يكون اضطراب الإثارة الجنسية ناتجاً عن الإصابة ببعض الحالات المرضية المرتبطة أيضاً بالأعضاء التناسلية، بما فيها الألم عند ممارسة العلاقة الجنسية، ذلك نتيجة التشنج المهبلي، أو الإصابة بالتهاب المهبل، وآلام الحوض الناتجة عن العديد من الأسباب، حيث يعد التهاب بطانة الرحم من أبرزها.

بالإضافة إلى صعوبة الوصول للنشوة الجنسية، والحالات المرضية التي تمنع تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، أو تمنع ترطيب المهبل بشكل طبيعي، أو الإحساس الجسدي للأعضاء التناسلية.

علاوة على ذلك قد يؤدي استخدام بعض أنواع الأدوية إلى الإصابة باضطراب الإثارة الجنسية، حيث تعد أدوية منع الحمل، وأدوية الاكتئاب من أبرز هذه الأدوية، بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية، أو الدخول في سن الأمل، إذ يحدث تغير في العلاقة الجنسية بعد عمر الأربعين. [2]

تشخيص اضطراب الإثارة الجنسية

يشخص الأطباء اضطراب الإثارة الجنسية من خلال معرفة التاريخ المرضي والجنسي للمرأة، على الرغم من أنّ الحديث في مواضيع الصحة الجنسية أمراً محرجاً بالنسبة لبعض النساء، إلا أنّ معرفة الطبيب التاريخ الجنسي والطبي بشكلٍ كامل يفيد في علاج الحالة المرضية بشكلٍ كامل.

كما يجري الطبيب فحصاً لمنطقة الحوض، حيث يقوم الطبيب بفحص التغيرات الجسدية التي تؤثر على الاستمتاع بالعلاقة الجنسية، بما فيها ترقق أنسجة الأعضاء التناسلية، أو انخفاض مرونة الجلد، أو التندب أو الألم.

علاوة على ذلك قد يطلب الطبيب إجراء فحصاً للدم، ذلك للكشف عن الحالات المرضية التي يمكن أن تؤثر على الإثارة والرغبة الجنسية لدى المرأة، أو تؤدي إلى حدوث خلل وظيفي جنسي. [3]

علاج اضطراب الإثارة الجنسية

لا يحتاج اضطراب الإثارة الجنسية إلى علاج في جميع الحالات، إلا عندما يسبب انزعاجاً بالنسبة للزوجين، مع ذلك فإنّ كلا الطرفين بحاجة إلى ممارسة العلاقة الجنسية، نظراً لأنّ فوائد العلاقة الحميمية كثيرة، على أية حال تتضمن علاجات هذا الاضطراب الآتي: [3]

علاج اضطراب الإثارة غير الطبي

يمكن أن يلجأ الطبيب في بداية الأمر إلى العلاجات غير الطبية التي تتضمن الخيارات التالية: [3]

  • التحدث والاستماع: يوصي الطبيب بالتحدث مع الزوج حول العلاقة الجنسية، لمعرفة الأمور التي يفضل القيام بها سواءً من الزوجة أو الزوج خلال العلاقة الجنسية.
  • ممارسة العادات الصحية: ذلك من خلال الابتعاد عن تناول المشروبات الكحولية، إذ قد تؤدي هذه المشروبات إلى إضعاف الرغبة الجنسية، وممارسة التمارين الرياضية التي تحسن الحالة النفسية، بالإضافة إلى التحكم بالضغط النفسي والتوتر قدر الإمكان.
  • استخدام مرطبات المهبل: يمكن أن يقلل جفاف المهبل، أو الألم أثناء العلاقة الجنسية من الإثارة، لذا يمكن استخدام منتجات الترطيب الجنسية لزيادة الإثارة الجنسية.

علاج اضطراب الإثارة الجنسية الطبي

تتطلب بعض حالات اضطراب الإثارة الجنسية الخضوع للعلاجات الطبية، ذلك عندما يكون ناتجاً عن الإصابة بحالة مرضية كامنة، حيث تتضمن هذه العلاجات الآتي: [3]

العلاج بالاندروجين

يعد هرمون التستوستيرون أو ما يعرف بهرمون الذكورة من الهرمونات الأندروجينية، وعلى الرغم من أنّ هرمون الذكورة يوجد بمعدلات عالية لدى الرجال، إلا أنه يوجد لدى النساء بكميات قليلة، حيث يمكن أن يزيد هذا الهرمون في زيادة الإثارة الجنسية لدى النساء بشكل كبير، مع ذلك أشارت بعض الدراسات إلى أنه لم يحدث فرقاً كبيراً في الإثارة والرغبة الجنسية. [3]

العلاج بالأستروجين

تتوافر العلاجات بالأستروجين بعدة أشكال صيدلانية، بما فيها الحلقات المهبلي، أو الكريمات، أو الحبوب، كما يفيد العلاج بالأستروجين في زيادة الإثارة الجنسية من خلال تحسين تجانس المهبل، وزيادة مرونته، بالإضافة إلى زيادة تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، وزيادة معدل الترطيب للمهبل.

كما ينبغي الإشارة إلى أنّ العلاج بالأستروجين قد يؤدي إلى العديد من المضاعفات التي تختلف باختلاف عمر المرأة، ومدى احتمالية إصابتها ببعض الحالات المرضية، حيث تتضمن هذه المضاعفات أمراض القلب، وأمراض الأوعية الدموية، والسرطان. [3]

أدوية فليبانسرين

استُخدمت هذه الأدوية بالأصل لعلاج الاكتئاب، كما تم اعتمادها من إدارة الغذاء والدواء كعلاج لاضطراب الإثارة الجنسية، أو انخفاض الرغبة الجنسية لدى النساء، بشكلٍ خاص قبل انقطاع الدورة الشهرية عنهن، إذ قد يعزز تناول حبة بشكل يومي من هذا الدواء الدافع الجنسي لدى النساء المصابات بضعف الرغبة.

مع ذلك فقد تؤدي هذه الأدوية إلى حدوث العديد من الآثار الجانبية التي قد تكون خطيرة، بما فيها انخفاض ضغط الدم، والشعور بالنعاس، والإرهاق والتعب، بالإضافة إلى الغثيان، والدوخة أو الإغماء في بعض الحالات.

كما تزداد شدة التأثيرات الجانبية إذا تم استخدام هذا الدواء بالتزامن مع تناول المشروبات الكحولية، كما يوصي الأطباء بإيقاف استخدام هذا الدواء بعد 8 أسابيع من استخدامه وعدم حدوث تحسن. [3]

في الختام لا بد من التأكيد على أنّ الأمراض المتعلقة بالعلاقة الجنسية مثلها مثل أي حالة مرضية تتطلب مراجعة الطبيب، إذ لا بد من استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة العوامل المسببة، ذلك للخضوع للعلاجات المناسبة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!