;

اضطرابات الأكل وصيام رمضان

  • تاريخ النشر: الخميس، 21 أبريل 2022 آخر تحديث: الخميس، 23 مارس 2023
اضطرابات الأكل وصيام رمضان

اضطرابات الأكل من الحالات الشائعة جداً بشتى أنواعها وطرقها، لذلك يجب فهم هذه الحالة من قبل الأطباء وعدم إهمال توصياتهم بخصوص النظام الغذائي الصحيح، إذ إن العلاقة بين اضطرابات الأكل وصيام رمضان وثيقة إلى حدٍ ما، وقد يستخدم البعض شهر رمضان المبارك لتعزيز هذه الحالة النفسية الخطيرة.

الصيام

الصيام (بالإنجليزية: Fasting)، هو الانقطاع عن تناول الطعام، والشراب، والتدخين أو كل ما يدخل الجوف منذ وقت الفجر حتى غياب الشمس، وقد اشتق منه أخصائيو التغذية عدة أنماط غذائية حديثة نسبياً، تُستخدم في الوقاية من بعض الأمراض وإنقاص الوزن. [1]

اضطرابات الأكل

اضطرابات الأكل (بالإنجليزية: Eating disorder)، هي حالة من السلوكيات التي تتملك الأشخاص المصابين بها، وتجعلهم يصبون كل اهتمامهم على كمية الطعام المستهلكة، وعدم الرضا عن الذات، وقد تسبب بعض الأعراض؛ مثل السمنة المفرطة أو فقد الوزن بشكل خطير، وعدم الرضا عن الذات وقد اشتهرت بعض الأمراض التابعة لاضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية العصبي، وغيرها من الحالات التي يصنفها الأطباء اضطرابات نفسية خطيرة. [2]

أنواع وعلامات اضطرابات الأكل

تختلف أنواع اضطرابات الطعام بين نوعٍ وآخر، وكذلك تختلف أعراضها، وفيما يأتي بعض أهم الأنواع والعلامات:[2]

أنواع اضطرابات الطعام

  • فقدان الشهية العصبي.
  • الشره المرضي العصبي.
  • اضطرابات الشراهة عند تناول الطعام.
  • اضطراب الاجترار.
  • اضطراب تجنب أو تقييد تناول الطعام.

علامات اضطراب الأكل

يعاني الأشخاص المصابين باضطرابات الأكل من الخجل والتكتم، وعدم الاعتراف بهذا النوع من الاضطرابات، لذلك يجب على الأشخاص المقربين منهم ملاحظة بعض العلامات المهمة لطلب مساعدة المتخصصين، وفيما يأتي بعض أهم العلامات:[2]

  • اختلاق الأعذار لعدم تناول الطعام وتخطي الوجبات الرئيسية.
  • التركيز الشديد على الأنظمة الغذائية الصحية، واتباع نظام غذائي شديد.
  • يُعِدُّ المصابون باضطرابات الأكل وجباتهم الخاصة، وعادةً لا يشاركون الأصدقاء والعائلة وجباتهم.
  • الانعزال عن الأشخاص المحيطين بهم، وتجنب المناسبات الاجتماعية.
  • القلق المستمر، ولفت النظر حول ازدياد الوزن أو فقدانه بشكل كبير.
  • الفحص المتكرر في المرآة للبحث عن العيوب المتخيلة.
  • تناول كميات كبيرة من الحلويات، أو الأطعمة الجاهزة.
  • الاستخدام المفرط للمكملات الغذائية، وبعض أنواع الأعشاب التي تساعد على إنقاص الوزن.
  • القيام بالتمرينات بشكل مفرط.
  • ظهور المسامير العظمية على مفاصل اليدين، بسبب التقيؤ المتكرر.
  • فقدان مينا الأسنان بسبب القيء المتكرر.
  • ترك وجبات الطعام المشتركة للذهاب لقضاء الحاجة.
  • التعبير عن الاشمئزاز والخجل من بعض الأطعمة.
  • الأكل في الخفاء.

تأثير الصيام على اضطرابات الأكل

قد يرتبط الصيام بشكل وثيق باضطرابات الأكل عند بعض الأشخاص، وقد يختلف تأثير الصيام بين شخص وآخر مع اختلاف نوع اضطراب الأكل الذي يعاني منه، إذ أثبتت بعض الدراسات أن نسبة وفاة المصابين باضطرابات الأكل هي الأعلى بين حالات الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعاً مثل الاكتئاب وغيرها من الحالات.

قد أظهرت دراسات أخرى أن 14% في الولايات المتحدة يستخدمون الصيام لهدف التحكم بوزن أجسادهم، ولم يستطع الأطباء تحديد كم من الذين يعانون من اضطرابات الأكل تتضمنها هذه النسبة،  وفيما يأتي بعض أهم الأنواع وتأثيرها: [3][4]

  • مرض فقدان الشهية العصبي: قد يستفيد بعض الأشخاص المصابون باضطرابات الأكل من الصيام للامتناع عن الطعام، مخالفاً البرنامج العلاجي الذي وصفه له الأطباء، وقد يؤدي ذلك إلى انتكاسات صحية على الشخص المصاب، لذلك قد يُمنع الصيام من قبل الطبيب المسلم الموثوق في بعض الحالات الحادة من اضطرابات الامتناع عن الأكل، مثل فقدان الشهية العصبي.
  • اضطراب النهم العصبي: وقد يسبب نوع اضطراب النهم العصبي تناول كميات كبيرة من الطعام ضمن أوقات قصيرة، ومن ثم التقيؤ الإرادي أو الصوم لساعات طويلة، لذلك قد يستطيع البعض الاستفادة من شهر رمضان في تنظيم برنامجهم الغذائي بمساعدة العائلة والأصدقاء.

مضاعفات اضطرابات الأكل والصيام

قد يسبب انتكاس البرنامج العلاجي للذين يعانون من اضطرابات الأكل في ظهور بعض الأعراض الخطيرة من أهمها:[4]

  • قصور القلب: وفقاً للدراسات الحديثة أن ثلث الوفيات التابعة لاضطراب الأكل هي بسبب القصور القلبي، إذ يؤدي نقص الغذاء الشديد إلى ضمور عضلة القلب، وتضاؤل حجمه.
  • الجفاف: تتسبب بعض أنواع العلاج التي يستخدمها المصابون باضطرابات الأكل؛ مثل: المسهلات، ومدرات البول وغيرها، بفقد الكثير من العناصر الغذائية، والمعادن، والسوائل مسببةً الجفاف الشديد، والذي يكون له تبعات خطيرة على الكلى والمجاري البولية.
  • متلازمة إعادة التغذية: هي حالة تنشأ بسبب الانقطاع عن تناول الطعام لفترة طويلة، ومن ثم تناول كميات كبيرة بشكل مفاجئ في مدة زمنية قصيرة، مما يسبب في ارتفاع نسب الإنسولين بشكل مفاجئ، وإطلاق كميات كبيرة من الفوسفات، والمغنيسيوم، والصوديوم، وبعض الفيتامينات مثل فيتامين أ، للمساعدة على هضم الكربوهيدرات، مما يتسبب شُح هذه العناصر والإصابة بالقصور القلبي الحاد.
  • مضاعفات أخرى:
    • انخفاض ضغط الدم.
    • نقص السكر في الدم.
    • مستويات الإجهاد العالية.
    • الصداع.
    • القرحة.
    • الوذمة التي تتسبب في انتفاخ الأطراف.
    • الشعور بالغثيان.
    • الدوار والإغماء.
    • تقلبات المزاج الحادة.
    • ضعف الجهاز المناعي.
    • الإمساك.

علاج اضطرابات الأكل وصيام رمضان

قد يستطيع البعض من الاستفادة من شهر رمضان مع مساعدة العائلة والأصدقاء لتخفيف أعراض وعلامات اضطرابات الأكل، إلا أن استشارة الطبيب النفسي والجسدي هي أول الخطوات التي يجب اتخاذها قبل البدء بأي نوعٍ من الممارسات أو تغيير أنماط الغذاء الموصوفة، وفيما يأتي بعض أهم علاجات اضطرابات الأكل:[4]

الابتعاد عن السلوكيات القهرية

  • يجب التوقف عن التقيؤ المتعمد مما له من مضاعفات خطيرة جداً على الصحة.
  • التوقف عن أداء النشاطات البدنية بشكل مفرط للتخلص من الوزن الزائد، إذ إن الوزن الزائد هو خيال ذاتي وليست حقيقة.
  • يُفضل تجنب تناول الطعام بشكلٍ منفردٍ بعيداً عن الموائد الاجتماعية، ومشاركة العائلة لوجبات الإفطار والسحور.[4][5]

توصيات المختصين

  • تناول الوجبات المتكاملة غذائياً، بالكميات الصحيحة تحت إشراف العائلة.
  • التأكد من عدم خلو الشخص المصاب بنفسه بعد تناول الطعام لمنعه من التقيؤ.
  • ملاحظة تناوله الطعام بشكل حقيقي.
  • إخفاء الأدوية التي تسبب الإسهال ومدرات البول.
  • الدعم النفسي عند منع الصيام من قبل الطبيب المختص.[4] [5]

يعتبر الأطباء اضطرابات الأكل من الحالات النفسية الخطيرة، إذ إنها تؤدي للوفاة في حالاتها المتقدمة، لذلك يجب استشارة الطبيب الذي يعرف شروط الصيام وواجباته، لأنه سيكون طبيباً مختصاً في حالة المريض والأخذ بتعليماته عند حلول شهر رمضان، حيث يسبب انتكاسة البرنامج الغذائي الموصى به إلى تداعيات صحية شديدة.