;

أضرار البكاء بدون صوت وانعكاسه على صحة الجسد

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الجمعة، 30 أبريل 2021 آخر تحديث: الأحد، 30 أبريل 2023

البكاء الصامت أو البكاء دون صوت، قد يدل على شخصية قوية معتزة بذاتها، إلا أنه قد يسبب العديد من الأضرار، بل يعدُّ من أخطر أنواع البكاء.

يحاول هذا المقال تسليط الضوء على البكاء بلا صوت وأضراره على الصحة وأضراره قبل النوم، فضلا عن الأضرار النفسية والجسدية التي يلحقها البكاء المكتوم بالأطفال، وانعكاساته على صحة القلب.

أضرار البكاء بدون صوت على الصحة

البكاء بدون صوت أو البكاء المكبوت أو المكتوم له العديد من النتائج التي تنعكس سلباً على صحة الجسم ومن أهم هذه النتائج  :[1]

1-مشاكل في المعدة: وفقاً لبحث في كلية الطب بجامعة هارفارد بالولايات المتحد الأمريكية؛ يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن الناجم عن البكاء بدون صوت إلى تحفيز استجابة الجهاز العصبي. الأمر الذي يؤدي إلى إبطاء عملية الهضم، مما يؤدي بالتالي إلى تشكل الغازات والانتفاخ والإمساك والقيء وفي بعض الأحيان التقرحات.

2-مشاكل في الرقبة والكتفين: ألام الرأس والرقبة والكتفين هي واحدةٌ من أكثر النتائج السلبية شيوعاً للبكاء المكبوت، ويرجع ذلك لحد كبير إلى الضغط الناتج عن شد عضلات الفك، والسبب في ذلك هو الإفراط في استخدام عضلات الفك (صرير الفك).

3-الصداع النصفي: في هذا السياق شرح عالم النفس الأمريكي دانييل جولمان لصحيفة نيويورك تايمز: "عند البكاء بدون صوت تتقلص العضلات المموجة في الوجه في استجابة للإجهاد العاطفي، إذ غالباً ما تكون العضلة المموجة المشدودة مؤشراً على الإجهاد في جميع أنحاء الجسم. وعندما تتقلص هذه العضلات،  قد نواجه انخفاضاً في تدفق الدم إلى الدماغ"، (العضلة المموجة هي عضلة هرمية صغيرة قريبة من العين تقع في الطرف الأوسط للحاجب، فوق عضلة العين الدائرية).

4-مشاكل في القلب: عندما يتم دفن مشاعر الحزن والعار -وهي المشاعر الأكثر تعقيداً والأصعب- يمكن أن تنفجر على شكل واحدة من أكثر المشاعر بدائيةً وتحطيماً على الإطلاق أي الغضب. وهذا ما قد يعرض الشخص لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب. إذ يتسبب الغضب في اندفاع هرمونات التوتر التي تزيد الطاقة. بالتالي يتسبب في شد الأوعية الدموية مع زيادة ضغط الدم، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تآكل جدران الشرايين وضعفها بمرور الوقت.

أضرار البكاء بدون صوت قبل النوم

يلحق البكاء بدون صوت قبل النوم بالجسم أضراراً عديدة أهمها [2]:

1- إطالة أمد الضغط الذي نشعر به بل وحتى تضخيمه. مع تزايد التوتر والإحباط، الذي يمكن أن يتحول إلى غضب.

2- تورم العينين وإصابتهما بالجفاف والإجهاد، مما يؤدي إلى ضعف النظر، فضلاً عن تشكل الهالات السوداء أسفل العينين.

3- الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.

أضرار البكاء المكتوم على الأطفال

عندما يبكي طفلك بسبب الحزن وتقول له مهدداً: "توقف عن البكاء وإلا ضربتك"، فأنت بذلك تطلب منه أن يتوقف عن الشعور بالحزن!

عندما يصرخ ويبكي غاضباً وهو أمر طبيعي لدى كل الأطفال، عليك أن تأخذه إلى مكان هادئ وتحاول مساعدته على التعامل مع المشاعر الصعبة مثل الغضب.

فالتعامل مع بكاء الطفل (المزعج) بردةِ فعلٍ قاسية يمكن أن يدفعه لكتم بكاءه وإسكات غضبه وبالتالي ستكون الأضرار بالغة وأبرزها [3]:

1- التقليل من قيمة المشاعر الإنسانية الصادقة: لأن الحزن حالة صحية للتعبير وكذلك الغضب، ما عليك إلا العمل على تربية طفلك وتدريبه على كيفية التعبير عنهما بطرق سليمة وأقل حدّة مع مرور الوقت.

2- لن يتعلم الطفل التميز بين المشاعر والسلوك: فالحزن مشاعر والصراخ سلوك، الغضب مشاعر والضرب سلوك، عندما يكتم الطفل بكاءه (سلوكه المزعج) أمامك لأنه يخاف العقاب، كن على يقين أنك تزرع في شخصيته؛ الازدواجية والقدرة على التملق والرياء وإخفاء مشاعره عنك وفي أي من علاقاته مع الآخرين مستقبلاً!

إن فهم الأطفال لمشاعرهم والاستجابة بشكل مناسب هو جزء مهم من التطور المعرفي لطفلك. وعندما يكون لدى الأطفال فهم قوي لمشاعرهم، فإن ذلك سينعكس إيجاباً على سلوكهم في المدرسة وفي تفاعلاتهم الأكثر إيجابية مع أقرانهم ومعلميهم.

لذا حاول أن تغير طريقة تعامله مع مشاعر طفلك إذا لاحظت أنه يكتم حزنه أو غضبه، ولا يعبر عنهما بدموع وصراخ (هو أمر طبيعي لدى كل الأطفال ولو أزعجك)، حاول أن تعلمه كيفية التعبير عن مشاعره وتغير سلوك البكاء المباشر والمكتوم بدون صوت، وتعلميه ضرورة اختيار الكلمات المناسبة للتعبير عن هذه المشاعر الصعبة حتى علينا نحن الكبار، وإن لم يجد كلمات للتعبير واكتفى بالدموع، احتضن الطفل لأنك المصدر الوحيد لأمانه الآن.

ماذا يحدث للقلب عند البكاء بدون صوت

عندما تحاول كبح دموعك أو أن تبكي بصمت، فإن الجهاز العصبي الودي يسرع معدل ضربات القلب وتقلصات عضلة القلب، بالتالي تزيد كمية الدم التي يتم ضخها إلى مختلف أجزاء جسمك مما يرفع ضغط الدم بالنتيجة [4].

لذا عليك أن تعلم بأن البكاء العاطفي غير المكتوم مهم لصحتك بالعموم وصحة قلبك بشكل خاص، فالدموع تعمل على تنقيتنا من الحزن والألم العاطفي.

بينما إبقاء المشاعر الصعبة مكبوتة في الداخل –وهو ما يسميه علماء النفس التكيف القمعي- يمكن أن يكون ضاراً بصحتنا. 

حيث ربطت الدراسات بين التكيف القمعي وقلّة مرونة النظام المناعي وأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، وكذلك مع حالات الصحة العقلية، بما في ذلك التوتر والقلق والاكتئاب.

كما ثبت أن البكاء يشجع على التقارب والتعاطف والدعم من الأصدقاء والعائلة... لذا أرجوك لا تكتم الدموع.[5]

بالمحصلة.. يعدُّ البكاء وسيلة أساسية للتواصل واستجابة طبيعية للعواطف، لكن أحيانا يشعر البعض أن هذه الوسيلة معطلة ولا تعمل، وذلك أنهم قد يشعرون برغبة شديدة في البكاء لكن مع عدم القدرة على سكب الدموع. في حين يظن البعض أن البكاء مجرد علامة من علامات الضعف، لكن الحقيقة أن البكاء يعتبر من أفضل الطرق والوسائل للترويح عن النفس وإعادة بناء المشاعر وتبديلها من الغضب والإحباط إلى عواطف أكثر اتزانا، فحاول ألا تمنع نفسك من بكاء تشعر أنك بحاجةٍ إلى ذلك.

  1. "مقال بعنوان" 5 أشياء تحدث لمشاعرك عندما تغمرها"" ، على الموقع الالكتروني:www.fatherly.com.
  2. "مقال بعنوان" كيفية التخلص من الغضب"" ، على الموقع الالكتروني:www.verywellmind.com
  3. "مقال بعنوان" كيف نتحدث عن اكتئاب ما بعد الولادة"" ، على الموقع الالكتروني:www.verywellfamily.com.
  4. "مقال بعنوان" ماذا يحدث لجسمك عندما تمنع دموعك"" ، على الموقع الالكتروني: timesofindia.indiatimes.com.
  5. "مقال بعنوان "هل البكاء مفيدٌ لك"" ، على الموقع الالكتروني: www.health.harvard.edu