;

هرمون الكورتيزول وعلاقته بالسمنة والاكتئاب

ما هو هرمون الكورتيزول وما هي مستوياته الطبيعية؟ وما هي أعراض نقصه أو ارتفاعه في الجسم؟ وهل هناك علاقة بينه وبين السمنةوالاكتئاب؟

  • تاريخ النشر: الجمعة، 26 فبراير 2021 آخر تحديث: الأحد، 14 يناير 2024
هرمون الكورتيزول وعلاقته بالسمنة والاكتئاب

غالبًا ما يُشار إلى هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol Hormone) بلقب "هرمون التوتر" نظرًا لأنه يُفرز كاستجابة من الجسم للإجهاد أو التوتر. ومع ذلك، فإن هذا الهرمون يمثل أكثر من مجرد استجابة جسدية للتوتر، في هذا المقال، سنقدم لك معلومات إضافية حول الكورتيزول وتأثيره على الجسم.

ما هو هرمون الكورتيزول؟

هو هرمون ستيرويدي موجود في الجسم بشكل طبيعي وتفرزه الغدة الكظرية إلى الدورة الدموية، وهو يلعب دوراً حيوياً في استجابة الجسم للتوتر والإجهاد؛ مما يجعله يعرف أيضاً بـ"هرمون التوتر". بالإضافة إلى ذلك فإنه يساهم في عدة عمليات في الجسم، مثل تنظيم ضغط الدم، واستقلاب الغلوكوز، وإفراز الأنسولين، والاستجابة الالتهابية، وغيرها من الوظائف الحيوية.[1]

مستوى هرمون الكورتيزول الطبيعي

يمكن قياس مستوياته هرمون الكورتيزول في الدم من خلال إجراء تحاليل الدم، لكن هناك عدة عوامل تؤثر في هذه النتائج، بما في ذلك العمر، والجنس، وتاريخ الصحة الشخصية، وطريقة إجراء الاختبار، بالإضافة إلى وقت إجرائه؛ وبالتالي قد تختلف النتائج والمعايير المعتبرة طبيعية بناءً على هذه العوامل.

يجب أن يتم الإشارة إلى أن مستويات هرمون الكورتيزول تكون أعلى في الصباح وتنخفض تدريجياً حتى تكون في أدنى قيمها قرابة منتصف الليل، وعلى المستوى العام، يمكن اعتبار المستويات الطبيعية للهرمون على النحو التالي:[2]

- بين 10 و 20 ميكروغرام في الديسيلتر للعينات المأخوذة بين الساعة 6 و 8 صباحاً.
- بين 3 و 10 ميكروغرام في الديسيلتر للعينات المأخوذة في حوالي الساعة 4 مساءً.

ملاحظة: قد تحدث مستويات هرمون التوتر غير الطبيعية نتيجة للاستخدام المستمر للستيرويدات، مثل أدوية الربو أو أمراض المناعة الذاتية أو الالتهابات.[2]

نقص هرمون الكورتيزول أو الأزمة الكظرية الحادة

تُعرف حالة عدم قدرة الجسم على إنتاج ما يكفي الكورتيزول بداء إديسون أو الأزمة الكظرية الحادة. ينتج نقص هذا الهرمون في الجسم العديد من الأعراض، بما في ذلك:[3]

  • الإرهاق والتعب الشديد.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • الضعف العام.
  •  الدوار المفاجئ.
  • فقدان الوعي.
  • القيء.

ارتفاع هرمون الكورتيزول

يمكن أن تؤدي بعض العوامل مثل الأورام إلى زيادة مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم. وهذه الزيادة قد تتسبب في ظهور عدة أعراض، ومن هذه الأعراض:[4]

  • زيادة الوزن، وغالباً حول منطقة الوسط وأعلى الظهر.
  • اكتساب الوزن واكتساب الوجه شكلاً مدوراً.
  • ظهور الكدمات على الجلد بسهولة.
  • تباطؤ عملية الشفاء.
  • ضعف العضلات.
  • ظهور حب الشباب.
  • صعوبة التركيز.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ترقق الجلد.
  • احمرار الوجه.
  • إرهاق شديد.
  • الصداع.
  • التهيج.

هرمون الكورتيزول وزيادة الوزن

عندما يكون مستوى هرمون الكورتيزول مرتفعاً بشكل مستمر؛ فقد يؤدي ذلك إلى زيادة رغبتنا في تناول الطعام بشكل مفرط، يمكننا ملاحظة هذا التأثير عندما نشعر بالتوتر، حيث يصعب علينا الالتزام بنظام غذائي صحي في تلك الأوقات، ومع ذلك فإن هذا لا يعني أن زيادة الكورتيزول دائماً مرتبطة بزيادة الوزن.

بالإضافة إلى ذلك، هناك علاقة بين هذا الهرمون وهرمون الأنسولين الذي يساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم، عندما يكون مستوى الكورتيزول مرتفعاً، يصبح الجسم أكثر مقاومة للأنسولين؛ مما يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم وقد يتسبب في زيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.[6]

هرمون الكورتيزول والرياضة

يتفاعل الجسم مع ممارسة الرياضة كتجربة إجهاد وتوتّر، وهذا يعني أنه كلما زادت مدة ممارستك للرياضة، زادت إفرازات الكورتيزول من قبل جسمك. ومع ذلك، فإن تحسّن لياقتك البدنية سيساعد جسمك على التعامل مع الإجهاد بشكل أفضل؛ مما يعني أنه سيتم إفراز كميات أقل من هرمون التوتر استجابةً للرياضة.

كما أن الوقت الذي تقضيه في التمرين وكثافة التمارين يؤثران على كمية الهرمون التي يفرزها الجسم استجابةً للإجهاد البدني. ونلفت الانتباه أن زيادة حجم التمارين ليست دائماً الأفضل، فالتمارين التي تستمر لأكثر من 60 دقيقة مع تمارين ذات كثافة منخفضة ستستنزف مخزون الجليكوجين وتحفز إفراز الكورتيزول. بالمقابل، تؤدي التمارين ذات الكثافة العالية والمدة القصيرة إلى زيادة أقل في مستويات الكورتيزول. ومع ذلك، فإن مستويات هذا الهرمون ترتفع عادةً عندما تكون فترات الراحة بين التمارين قصيرة والكثافة التمرينية عالية.[7]

هرمون الكورتيزول والقلق

عندما يزداد إفراز هرمون الكورتيزول لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور العديد من المشاكل النفسية مثل القلق، وتقلبات المزاج، والاكتئاب؛ لذلك من الضروري بشكل كبير العمل على تقليل مستويات الكورتيزول، ويمكن تحقيق ذلك بواسطة طرق متنوعة مثل تغيير نمط الحياة الغذائي، وممارسة الرياضة، والمشاركة في أنشطة تساعد على الاسترخاء.[8]

هرمون الكورتيزول والدورة الشهرية

يُعتبر العلم معروفاً بأنّ الحالة النفسية، ولاسيما التوتر، تؤثر على الدورة الشهرية للنساء. يعزى هذا التأثير بشكل أساسي إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم. يزيد التوتر من مستويات الكورتيزول في الدم، وهذا بدوره يؤثر على التوازن الطبيعي للهرمونات التناسلية في الجسم. ونتيجة لذلك؛ قد يحدث إباضة غير طبيعية أو انقطاع في الطمث، وقد يترتب على ذلك بعض النتائج السلبية للحمل مثل الولادة المبكرة.[9]

مضادات هرمون الكورتيزول

في بعض الأحيان، يتم تسمية الأدوية التي تمنع إنتاج الكورتيزول أو تمنع ارتباطه بمستقبلاته بمصطلح "حاصرات الكورتيزول" أو "مضادات هرمون الكورتيزول"، وتستخدم هذه الأدوية عادة في علاج متلازمة كوشينغ. وعلى الرغم من أن بعض الشركات تروج لهذا النوع من العقاقير  كمنتجات لتخفيف التوتر أو فقدان الوزن، إلا أنه لا يزال لا يوجد دليل علمي يدعم هذه الادعاءات حتى الآن؛ لذا، قد يكون من الأفضل أن تتعرف على آلية عمل هذا الهرمون وتأثيره على الجسم قبل أن تحاول استخدام هذه العقاقير لتخفيف التوتر أو فقدان الوزن، كما يفضل عدم استخدام هذه الأدوية بدون إشراف طبي.[10]

علاج هرمون الكورتيزول

قد يؤدي الخلل في هذا الهرمون إلى بعض الإصابة ببعض الأمراض الصحية والنفسية؛ لذلك كان من الضروري أن تكون حريصاً على توازن مستوياته وجعلها دائماً ضمن الحد الطبيعي، ولتحقيق ذلك يمكن القيام بالإشادات التالية:[11]

  • الذهاب للنوم والاستيقاظ يومياً في الموعد ذاته وبدء نهارك مع شروق الشمس.
  • تجنب الكافيين والسكر والأطعمة المصنعة وتناول الأطعمة الطبيعية.
  • مارس بعض الأنشطة التي تُساعد على الاسترخاء مثل التأمل.
  • الحصول على مساج بشكل دوري (مرة كل شهر).
  • استشر طبيبك بشأن تناول مكملات الفيتامين ب.
  • تجنب تناول الكحول.
  • مارس الرياضة.

ملاحظة: في بعض الأحيان قد لا تنفع هذه الوسائل ويكون من الضروري استخدام الأدوية، وهنا قد يصف لك الطبيب أدويةً مضادة لهرمون الكورتيزول إن كنت تُعاني من زيادة إنتاجه أو استخدام الستيرويدات القشرية في علاج مستوياته المنخفضة. [11]

يجب ألا تنسى أنّنا جميعاً نُعاني من ارتفاع هرمون الكورتيزول أو نقصه بين الحين والآخر فهذه هي الطريقة التي يتعامل فيها الجسم مع هذا الهرمون وهو أمر لا يدعو للقلق، لكن في حال كانت هذه الاضطرابات مستمرة لفتراتٍ طويلة هنا يجب أن تتحدث لطبيبك عن الأمر وإجراء بعض التحاليل.